معارك ضارية ومقاومة شديدة من قوات القذافي في بني وليد وسرت أُجبِرت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الليبي على التراجع عن مداخل مدينة سرت بسبب المقاومة العنيفة التي واجهتها من قبل القوات الموالية للقذافي، وأعلن قادة المجلس أمس الجمعة أن مقاتليهم تكبدوا خسائر فادحة بمقتل ما لا يقل عن 11 منهم و جرح 34 آخرين خلال المعركة التي جرت للسيطرة على سرت في الوقت الذي تتقدم فيه فرق جديدة منهم نحو المدينة مسقط رأس العقيد معمر القذافي على بعد 360 كلم شرق طرابلس. وصرّح قائد ميداني لقوات المجلس الانتقالي، أنهم يتمركزون على بعد 20 كلم تقريبا جنوب سرت في بلدتي الجرف والقبيبة، وقال مقاتل آخر أن حلف الأطلسي كان يقصف المكان وأنهم عثروا على عدة جثث لدى وصولهم إلى المكان، وكان القادة العسكريون لقوات المجلس الانتقالي أعلنوا أول أمس الخميس في بيان لهم أن قواتهم بلغت وسط مدينة سرت وسيطرت على مداخلها، وقالوا أنهم بدأوا بعمليات تمشيط، قبل أن يعودوا أمس ليعلنوا أنهم نفذّوا انسحابا”تكتيكيا” من مداخل سرت ليعيدوا تنظيم مقاتليهم قبل الهجوم ثانية وذلك بسبب المقاومة الشديدة واستماتة القوات الموالية للقذافي في القتال . وكانت تلك القوات اتجهت نحو سرت من ثلاثة محاور رئيسية، وتتكون حسب ما كشفه المجلس العسكري من قافلة تتكوّن من أكثر من 900 مدرعة و 5 آلاف مقاتل، وقد تلقت قوات المجلس في هجومها على سرت مساعدة من قوات الحلف الأطلسي التي ضربت ثمانية أهداف في المنطقة يوم الأربعاء الماضي. وفي جبهة بني وليد، قالت مصادر عسكرية بطرابلس إن المعارك محتدمة في محيط المدينة بين قوات القذافي ومقاتلي المجلس الذين تمكنوا من دخول المدينة ولكن مسافات محدودة، حيث تدور حرب شوارع ضارية هناك، وأضافت ذات المصادر أن هناك قتلى وجرحى من الطرفين وأنه استخدمت في القتال جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وقال شهود عيان من داخل مدينة بني وليد أن مقاتلي المجلس الانتقالي وصلوا إلى منطقة السوق داخل المدينة قبل أن يتراجعوا، في حين تمكّن 10 بالمائة فقط من سكان مدينة بني وليد من الخروج، أما البقية فآثروا البقاء داخل المدينة مع ابتعادهم عن مناطق الاشتباكات والمعارك الجارية حاليا . وعلى صعيد جبهة مناطق الجنوب الليبي، دارت اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال في قاعدة جوية بمنطقة “براك الشاطي”، حين حاول قوات المجلس الانتقالي السيطرة على هذه القاعدة الجوية المهمة.