يحتفي المسلمون اليوم 20 رمضان بذكرى فتح مكة التي تشكل فاصلة تاريخية عظيمة طوي بموجبها تاريخ الشرك والجاهلية بمكةالمكرمة إلى الأبد وفسح المجال لعقيدة التوحيد؛ كل هذا حدث بشكل سلمي فريد من نوعه في العالم القديم والحديث؛ حيث ضرب الرسول وصحابته الفاتحون أفضل الأمثلة والنماذج التاريخية في الصفح والعفو وحسن المعاملة، وهو ما استلهمه الشعب الجزائري وجيشه اليوم في حراكه السلمي الذي أبهر العالم أجمع وهو يحقق أهدافه تباعا بالطريقة المكية ذاتها دون دم أو اقتتال أو فتنة. إعداد: د .عبد الرحمان خلفة فالروايات التاريخية تتحدث عن فتح عظيم وعد الله تعالى به المؤمنين منذ عامين في قوله تعالى: ((لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27))) (الفتح)؛ كانت عدة رجاله كافية لتدمير مكة وسحق أهلها تحت أرجل الفاتحين الزاحفين عليها من كل ركن وباب؛ يحملون من المبررات التاريخية والاجتماعية ما يخول لهم ذلك ويشفع لهم أمام التاريخ لو أقدموا عليه؛ بيد ان مسيرة الفتح أثببت أن العشرة آلاف مقاتل وشعلاتهم التي طوقت جبال مكة لم تحشد للقتل والتدمير؛ بل كانت وسيلة حرب نفسية أرهبت المشركين وأدخلت الهزيمة المسبقة في نفوسهم حتى ينصرفوا عن القتال وييأسوا من المواجهة، ويستسلموا للدين الجديد، وهو ما حدث فعلا؛ حيث سارع زعماء القوم إلى الاستسلام والإسلام قبل عامتهم، قبل أن يدخل الرسول والمؤمنون مكة من أبوابها دون مقاومة، بعد أن أ‘طى أهلها الأمان على أنفسهم داخل دورهم. من هولاكو إلى الفرنسيين.. الغزاة دمروا المدن بعد احتلالها والرسول أمن أهلها وعفا عنهم دخل مكة في مهابة وأبهة الفاتحين؛ لكنه بدا وهو يرتل القرآن الكريم متواضعا تواضع الشاكرين لله تعالى؛ حتى إنَّ ذقنه ليكاد يَمَسُّ واسطة الرَّحل. –كما تذكر الروايات- وبعد أن أنهى الفتح صعد وخطب في الناس خطاب تقرير المصير، لم يصعد فوق الأشلاء وجماجم القتلى، كما فعل ويفعل المحتلون للمدن بعد حصار طويل، فكتب التاريخ تتحدث عما فعله الجيش الروماني بمدينة قرطاج؛ حيث أفضى حصارها سنة 146 ق.م إلى استيلاء الجيش الروماني عليها ثم عمد إلى حرقها و تخريبها وتشتيت ما تبقى من سكانها! وما قام به هولاكو حيث تمكن جيشه من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يومًا، فدمَّرها وأباد مُعظم سُكَّانها. حتى قال المؤرخون شكَّل اجتياح المغول لِبغداد ودكِّهم معالم الحضارة والعُمران فيها وقتلهم أهلها كارثةً كُبرى للمُسلمين، بل كارثة الكوارث في زمانها. إذ احترقت الكثير من المُؤلَّفات القيِّمة والنفيسة في مُختلف المجالات العلميَّة والفلسفيَّة والأدبيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة وغيرها، بعد أن أضرم المغول النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكُتب في نهريّ دجلة والفُرات، كما فتكوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، ونقلوا آخرين معهم إلى إلخانيَّة فارس، ودمَّروا الكثير من المعالم العُمرانيَّة من مساجد وقُصور وحدائق ومدارس ومُستشفيات. ومن نجا من الأهالي من المذبحة أُصيب بالأمراض والأدواء التي انتشرت في الجو نتيجة كثرة القتلى، وبعض هُؤلاء مات أيضًا. نتيجةً لِذلك، عدَّ الكثير من المُؤرخين المُسلمين والغربيين سُقوط بغداد نهاية العصر الذهبي للإسلام، وكذلك فعل الفرنسيون في الجزائر من تدمير للمدن والمعالم وتقتيل للسكان وحرق للكتب، و ان ذلك ما وقع في قسنطينة يوم احتلالها، وغيرهم من عتاة المستعمرين في كل زمان الذين دمروا آلاف المدن وقتلوا الملايين من طروادة الى هيروشيما ! وفي خطاب الرسول عفو عام عن المخالفين وتأمين لهم وإعطائهم حق تقرير المصير الديني دون إكراه (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ! لكنه حو ل هؤلاء بعدئذ إلى طاقة عظيمة شكلت وقود الفتوحات الإسلامية وقادتها، وهذا مقصد عظيم للدين حين يحرص على كسب القلوب والعقول وإسلام النفوس وإذابتها في بوتقته؛ بدل تدميرها؛ بل إن الأربعة الذي أهدر دمهم إنهم سرعان ما قبل تأمين معظمهم. ولقد طبق الفاتحون المسلمون الأولون هذه السنة النبوية في زحفهم على مدن الكفار فاتحين مشرقا ومغربا، فكانوا رحماء بالأمم والشعوب، ففي فتح مكة دروس عظيمة يتجلى في ثناياها العفو والصفح والتواضع، وقبلها حسن التدبير والتخطيط والحرص على دعوة الناس بالحسنى، وعماد هذا كله السلم ! فقد كان الفتح ثورة شاملة سلمية، وهو رد عملي تاريخي على الذين يربطون دوما بين الثورات والعنف معتقدين أن أي ثورة لابد أن يصاحبها عنف لضمان نجاحها، فما أحدثه الرسول في مكة في العشرين من رمضان على عظمته حدث بالسلم وليس بالعنف، وهو ما على المسلمين شعوبا وأمما الالتفات إليه لاسيما في هذا الوقت، فليس بالضرورة أن نصل إلى إصلاح الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالعنف؛ بل يمكن بالسم والسلم وحدة أن نحقق تلك الأهداف بأكثر نجاعة ويحقق وحدة الأمة ويحفظ طاقاتها البشرية والمادية للانطلاق الحضاري. ع/خ دروس من غزوة بدر الكبرى (3) عاقبة الظالمين الخسران المبين رمضان شهر الانتصارات، إنه شهر الانتصار، ولكن أعظم تلك الانتصارات على الإطلاق، وأولها وأسبقها كان يوم السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة، إنه انتصار غزوة بدر، ومعركة الفرقان، التي خلد الله تعالى ذكرها في القرآن: (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير). (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تشكرون). وهذه المعركة أجمع معارك الإسلام للدروس والعبر، التي يجدر بنا أن نقف عليها بالدراسة والبيان، عسى أن نستثمرها في واقعنا المعاش، ومنها أن عاقبة الظالمين الخسران المبين والهزيمة على أيدي المؤمنين الصادقين، طال الزمان أو قصر. لقد خرجت قريش بكبرها وخيلائها، (خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله، والله بما يعملون محيط). (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم، وقال لا غالب لكم اليوم من الناس)، وكان في وسعها أن ترجع ولا تحارب بعد علمها بنجاة القافلة، ولكن جاهلهم أبا جهل قال: (والله لا نرجع حتى نرِد بدراً فنقيم فيها ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبد الدهر). فكانت الدائرة على المتجبرين المتكبرين، ولقي أبو جهل حتفه على يد غلامين صغيرين: معاذٍ ومعوذ، واحتزّ رأسه رويعي الغنم عبدُ الله بن مسعود، ولقي صناديد قريش مصارعهم: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، وغيرهم حتى دفنوا في قليب، وخاطبهم النبي r بقوله: (يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فإني وجدت ما وعدني ربي حقا). فكم في هذا العصر من أبي جهل، وعتبة، وشيبة، وأمية، لعلّ مآلهم يكون كمآل أهل القليب. 88 بالمئة من الجزائريين يحرصون على أداء الصلاة يوميا أكدت دراسة حديثة نشرها مركز "بيو" الأمريكي، ونقلتها الكثير من وسائل الإعلام أن 88 في المائة من الجزائريين البالغين، يحرصون على أداء الصلاة يوميًا، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بباقي دول العالم (102) التي شملتها الدراسة، متبوعين بجيبوتي 76 في المائة، فيما بلغت النسبة في مصر 72 في المائة، وفي تونس 76 في المائة. أما عالميًا ،فقد حلت أفغانستان في المرتبة الأولى بحوالي 96 في المائة، متبوعة بنيجيريا ب95 في المائة، ثم الجزائر فالسنغال. وكشفت الدراسة أن 10 في المائة من الفرنسيين يؤدون الصلاة بشكل يومي، فيما يحرص 23 في المائة في إسبانيا على أدائها يوميا، فيما ترتفع النسبة في تركيا لتصل إلى 60 في المائة. فتاوى ما هي الشروط التي يتوجب إتباعها لعقد النكاح مع مسيحية، وللعلم أنها مطلقة وأمها متوفية وأبوها وأخوها لا يتحكمان فيها على أساس ثقافتهم، والزواج يكون هنا في الجزائر، فكيف يكون أمر وليها، ومن يتولاها في أمر الزواج بحكم أننا سنتزوج زواجا شرعيا إسلاميا؟ الزواج بالمسيحية أجازته الشريعة الإسلامية، ولكن ينبغي أن يعلم المسلم أن هناك شروطا تشترط، وليس الأمر على إطلاقه، من هذه الشروط : - أن تكون محصنة أي عفيفة وليس من البغايا. - أن لا تكون من قوم بينهم وبين المسلمين حرب. - أن لا يضر ذلك بالنساء المسلمات ويعرّضهن للعنوسة مثل ما هو الحال اليوم إلا إذا كان الزوج مسلما قويا وآنس من نفسه قوة على استمالتها إلى الإسلام، وتوسم فيها علامات الاهتداء، فيمكن أن يرخص له في ذلك ويتولى أمر زواجها أحد المسلمين من أقربائها إن كان،وإلا فالقاضي المسلم حكم الرضاع فيما فوق الحولين ؟ اتفق الفقهاء على أن الرضاع في الحولين يحرم، واختلفوا في ما زاد على الحولين..، فمنهم من قصره عليهما فما زاد عليهما لا يحرم، وبه قال زفر من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، ومنهم من احتاط فاستحسن التحريم في الزيادة اليسيرة على الحولين، هو مذهب مالك رحمه الله، إلا أن أصحابه اختلفوا في النقل عنه، فبعضهم نقل عنه الشهر، وبعضهم ثلاثة أشهر، ومذهب أبي حنيفة رحمه الله: حولان وستة أشهر. وسبب اختلافهم معارضة آية الرضاع، وهي قوله تعالى: «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة»، ولحديث عائشة رضى الله عنها في سالم مولى أبي حذيفة، وهو في صحيح مسلم وقوله لسهلة بنت سهيل زوجة أبي حذيفة: «أرضعيه خمس رضعات يحرمن»، وكان سالم كبيرا، فمفهوم الآية يقتضي أن ما زاد على الحول ليس برضاعة، فلا يحرم ما تجاوز الحولين، وحديث سالم نص في التحريم مع مجاوزة الحولين، إلا أن حديث سالم قالوا فيه: إنه نازلة عين، وكان رخصة خاصة بسالم لا تتعداه، وقد كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يرون ذلك رخصة له، حتى ((إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأمر بأديب من أرضع من الناس كبيرا)). قاله ابن العربي في أحكامه. والخلاصة أن الطفل إذا تجاوز الحولين وفطم بحيث صار مستغنيا عن اللبن بالطعام، فظاهر الكتاب يقتضي أن اللبن الذي بعد الحولين لا يحرم، وذلك لأن دليل خطاب الآية يقتضي ذلك، وكذلك ما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجل فاشتد ذلك عليه، ورأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول الله: إنه أخي من الرضاعة، فقال صلى الله عليه وسلم: «انظرن من إخوانكن من الرضاعة، فإن الرضاعة من المجاعة»، فظاهر الحديث يقتضي أن الطفل إذا كان مفتقرا إلى اللبن بتوقف غذائه عليه، فهو رضاع شرعي يحرم، فإن استغنى عنه وصار يأكل الطعام، ولو فيما قارب الحولين وأولى إذا ما جاوزهما، فهو رضاع غير شرعي لا يحرم. وهذا مما لا اختلاف فيه. موقع وزارة الشؤون الدينية