يسجل منتزه الصابلات بالجزائر العاصمة، توافدا قياسيا للمواطنين حتى بعد انقضاء شهر رمضان، بحضور فاق كل التوقعات لأسر تحتله بداية من الساعات الأولى لليوم، بينما تصنع الاستثناء و تقلب الليل إلى نهار طيلة سهرات تمتد إلى غاية الفجر يوميا. يبدو أن الهدوء الذي خيّم على منتزه الصابلات خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل لم يدم طويلا، فذلك العدد القليل من المواطنين الذين زاروه في تلك الفترة لم يكن سوى إيذان عن انطلاق أحداث أكبر، واقع تعكسه الأجواء الاستثنائية التي يعرفها أكبر فضاء ترفيهي على مستوى العاصمة و الولايات المجاورة لها، إذ انقلبت الأوضاع رأسا إلى عقب، و حل محل الهدوء الذي سيطر على الخليج الجزائري ضوضاء عارمة و أجواء من الترفيه و التسامر لمواطنين لم يروا في غير هذا المكان مساحة مواتية للاستمتاع بأجواء الصيف و سهراته بطريقة مميزة، خارج أسوار منازل باتت تفرق الأسر في عالم افتراضي أكثر من أن تجمعهم في عالم حقيقي. منتزه الصابلات الذي سجل و بحسب القائمين عليه إقبالا فاق كل التوقعات خلال سهرات رمضان خاصة في الأيام الأخيرة، يواصل الزوار به مغامراتهم خلال أيام العيد و حتى الأيام التي تلتها، حيث ما يزال يشهد نفس الإقبال خاصة خلال الفترة المسائية و عطلة نهاية الأسبوع فضلا عن كونه تحول إلى قبلة للباحثين عن الهواء العليل في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تعرفه العاصمة و المدن المجاورة لها هذه الأيام. مديرية الشباب و الرياضة تزيد في إنعاش الصابلات المنتزه و إن كان مزودا بمختلف الألعاب الخاصة بالصغار و الكبار، إلا أن مديرية الشباب و الرياضة و الترفيه للجزائر العاصمة كانت قد ضبطت برنامجا خاصا بمناسبة شهر رمضان تحت عنوان *سهرات رياضية* و تقرر بأن يمتد لفترة أطول بعد العيد ، و ذلك بالتنسيق مع الرابطة الجزائرية للجامباز و بمشاركة عديد الجمعيات و الفرق الناشطة كرابطة الفنون القتالية للجزائر و الرابطة الشبانية للمحافظة على المحيط ، إذ أخذت مجموعة كبيرة و متنوعة من الألعاب الترفيهية الخاصة بمختلف فئات المجتمع، و حرصت على وضعها في الساحة الكبيرة للصابلات ، الأمر الذي زاد من حركية المكان و بعث فيه النشاط أكثر من الأيام العادية، فضلا عن تنظيم ورشات في الرسم و الأشغال اليدوية و حتى إعطاء تفاصيل حول بعض الرياضات، كالقتالية مثلا للشباب الذي قصدها بشكل كبير. و بعيدا عن خيم الحرفيين و الحرفيات التي غالبا ما تنظم في مثل هذه المناسبات بالصابلات، حل الترفيه محل كل ذلك ، و زاد من بهجة المكان و فرص الزوار بقضاء أوقات ممتعة في التنقل بين مختلف الألعاب الإلكترونية و الرياضية ، بينما وضعت ألعاب عملاقة للصغار مكنت الآلاف من الاستمتاع باللعب في أجواء استثنائية أكد أحد المتحدثين باسم مديرية الشباب و الرياضة للعاصمة بأنها تتكرر بشكل يومي، كما تساهم في رفع أعداد الزوار التي تتزايد يوما بعد يوم ، مضيفا بأنهم يحضرون من مختلف الولايات خاصة المجاورة كالبليدة، بومرداس، تيبازة و حتى تيزي وزو. العجلة الدوارة وسفينة القراصنة في الصدارة *الجديد حبو و القديم لا تفرط فيه*، مقولة تبناها الكثير من زوار منتزه الصابلات مند سهرات رمضان و طيلة أيام عيد الأضحى ، فرغم التنوع و كثرة الألعاب الترفيهية التي زود بها المكان، إلا أن الكثيرين يفضلون الاستمتاع بالمغامرة فوق العجلة الدوارة العملاقة ، و ركوب سفينة القراصنة، أين لاحظنا اكتظاظا على غير العادة ، بينما كان الكثيرون يقفون في طوابير من أجل مغامرة واحدة يرون في أنها كفيلة بإخراج المكبوتات ، و التمتع باللعب بشكل جماعي خاصة لدى فئة الشباب. و بينما كنا ننوي ركوب السفينة التي تحبس الأنفاس ، و تجعلك ترى نفسك موشكا على الوقوع في بحر الجزائر ، دهشنا للأعداد الهائلة من الأسر التي بدت و كأنها تتشاجر من أجل شراء تذكرة لعب خاصة بالسيارات الكهربائية أو ألعاب أخرى تم استحداثها بالمنتزه ، فالإقبال كان كبيرا جدا ، و زاد منه ذلك الحرص على توفر كل ما يحتاجه الزائر ، فهذا شاي ساخن و هذه مكسرات و مثلجات و وجبات سريعة ، و هؤلاء مهرجون يتحينون الفرص للظفر بزبون يلتقط معهم صورة تذكارية، و هؤلاء شباب يحملون علب تلوين لرسم وجوه مضحكة أو ملونة ترسم معها ابتسامة يحبها جميع الأطفال. حلويات العيد بالصابلات فضلت الكثير من الأسر العاصمية هذا العام قضاء العيد في منتزه الصابلات، فبالإضافة للخروج بالأطفال من أجل اللعب و التنزه، كانت الأسر حريصة على الاستمتاع بارتشاف القهوة و الشاي و تناول حلويات العيد في الطبيعة ، حيث تزينت الطاولات و الزرابي المفروشة هنا و هناك بشتى أنواع الحلويات التقليدية التي تفننت النسوة في إعدادها ، فحضر التشراك ، العرايش، الدزيريات و تصدر المقروط العاصمي المشهد ، و جمعت حولها أفراد العائلة في أجواء استثنائية بحسب تعبير السيدة فضيلة التي قالت بأنها انتقلت مع بنتيها و أولادهما و أبنائها الثلاثة و زوجاتهم و أبنائهم للاستمتاع بأجواء العيد في الصابلات بدل البيت، في خروج عن الروتين المعتاد و محاولة الاستمتاع بأجواء العيد و لم شمل العائلة في مكان آخر بعيدا عن البيت. إ.زياري