تشهد الواجهة البحرية للعاصمة «الصابلات» إقبالا كبيرا من طرف العائلات العاصمية في الشهر الفضيل، من أجل قضاء أوقات من الراحة بعيدا عن جدران المنزل و ضغط العمل اليومي، فقد تحوّل هذا الفضاء الشاسع إلى متنفس حقيقي للأولياء وأبنائهم بعدما تمّ تهيئة المكان بالمرافق الضرورية التي تضمن راحة الوافدين من كل الجوانب، وهو ما وقفت عليه «الشعب» خلال استطلاعها أجواء السهرات الرمضانية وفقا للبرنامج المسطر من طرف مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، تحت إشراف مؤطرين وعمال لهم خبرة في هذا المجال. تتواصل فعاليات «ليالي رمضان» التي تنظمها مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر في طبعتها الثانية بقرية التسلية المتواجدة «بالصابلات» إلى غاية آخر يوم من الشهر الفضيل، بعرض برامج متنوعة خاصة بالكبار والصغار في نفس الوقت حتى يجد الجميع رغباتهم وأذواقهم من أجل تغيير الأجواء بعد الإفطار لتجاوز عناء اليوم وتجديد طاقتهم بما أننا في فصل الصيف والعائلات العاصمية دائما تبحث على مثل هذه الفضاءات حتى تخرج ليلا لكي تستمتع بسهراتها. يقدّر عدد الوافدين إلى منتزه الصابلات في الأيام العادية 4 آلاف زائر، مثلما كشف عنه أحد القائمين على السهرات التي تنظمها مديرية الشباب والرياضة للعاصمة، ويتجاوز في عطلة نهاية الأسبوع 6 آلاف زائر، وهو ما يعكس نجاح البرنامج الثري والمتنوع الذي تمّ تسطيره وسهر على تطبيقه عدد كبير من العمال والإطارات حتى لا تكون هناك أي نقائص انطلاقا من النقاط التي تمّ تسجيلها في الطبعة الأولى، خاصة أنه فضاء مفتوح والدخول مجاني للجميع. ينطلق البرنامج الترفيهي في حدود الساعة العاشرة ليلا ويستمر إلى غاية الواحدة صباحا وهذا التوقيت مناسب جدا للعائلات من أجل قضاء حاجياتها في المنزل بعد تناول الإفطار وإنهاء أشغال البيت، ثم التنقل لقرية التسلية للاستمتاع بالعروض الموجودة وبعدها العودة إلى منازلهم لتناول وجبة السحور وكل هذه الأمور كانت مضبوطة بدقة من طرف المنظمين بما يوفر راحة المواطنين الذين طالما كانوا يبحثون عن مثل هذه الأماكن للهروب من ضجيج المدينة وزحمة المرور وتعب الصيام والحر يأتي ذلك بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب بمشاركة الجمعيات الشبانية ومختلف دور الشباب. لم يقتصر البرنامج الواجهة البحرية فقط بل شمل البرنامج 13 مقاطعة من أجل تقليل الضغط ومن جهة أخرى حتى يتسنى للعائلات العاصمة تجنب عناء السفر والبحث عن وسائل النقل والأمر يتعلق بتلك التي تقطن بعيدة عن «الصابلات» بإدراج الساحات العمومية والفضاءات المفتوحة ودور الشباب على غرار كل من الرويبة، بئر خادم، الكاليتوس، ساحة أول ماي، البريد المركزي، حديقة تيفريتي بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، المسابح هي الأخرى معنية بهذا البرنامج المتنوع للراغبين في ممارسة هواية السباحة والأمر يتعلّق بكل من مسبح العناصر، بئر توتة، الكاليتوس، أول ماي. إجماع على وجود الراحة والأمن تمّ برمجة جلسات فنية نشطها عدة فنانين في طابع الشعبي، القبائلي، الراي وطبوع أخرى راقت استحسان العائلات الحاضرة بعدما استنشقوا نفحات الفن الأصيل في الهواء الطلق وظروف تنظيمية محكمة من خلال توفير كل الشروط وهذا ما أكده لنا بعض المواطنين الذين اقتربنا منهم خلال جولتنا على غرار السيدة حورية التي جاءت رفقة أبنائها إلى «الصابلات» وقالت في هذا الشأن «منذ الأسبوع الأول ونحن نأتي إلى منتزه «الصابلات» بعد الإفطار مباشرة لأننا وجدنا راحتنا هنا والأجواء رائعة رفقة الفنانين الذين نشطوا السهرات وهذا ما جعلنا ننسى التعب والإرهاق ونتمنى أن تكون هناك مبادرات ممثالة حتى نجد أين نذهب خلال فصل الصيف». من جهتها سامية التي جاءت رفقة عائلتها قالت لنا «جئنا عدت مرات إلى الصابلات رفقة الوالدين وأختي حتى أنسى التعب الذي مررت به عندما كنت أراجع لامتحانات شهادة البكالوريا حتى أرتاح وفي نفس الوقت لكي أستمتع بهذا المنظر الجميل والعروض الفنية والنشاطات الفكرية الموجودة والتي جعلتنا نداوم على مجيئنا كل يوم بعد الإفطار، كما أعجبني التنظيم المحكم سواء من جانب القائمين على هذه النشاطات أو رجال الأمن المنتشرين في كل مكان ولهذا كلنا نرغب في أن تكون برامج مماثلة مستقبلا حتى لا نضطر للتنقل إلى أماكن بعيدة لأننا نقطن في برج الكيفان، خاصة أن الطريق بعد الإفطار يشهد زحمة كبيرة». لم يختلف رأي عيسى الذي جاء رفقة عائلته هو الآخر وقال: «جئت رفقة زوجتي، ابني وابنتي للمرة الثالثة خلال هذا الشهر، في البداية كنت مترددا لأنني تخوّفت من غياب المرافق الضرورية، لكن عندما أتيت مع صديقي وعائلته اكتشفت أن الأمور تغيرت وتحسنت كثيرا بالمقارنة مع السنة الماضية ما جعلني أكرر المجيء، كما أن الأطفال أعجبوا كثيرا بالألعاب المتنوعة الموجودة في المنتزه إضافة إلى وجود أمور أخرى متعلقة بالأكل، الحلويات، الماء وهي بأسعار معقولة وأطلب من جميع العائلات العاصمية المجيء إلى هذا الفضاء للاستمتاع بالنشاطات الثقافية والترفيهية الموجودة ولا تضيعوا الفرصة». للإشارة، فإن بعض العائلات فضّلت تناول وجبة الإفطار في منتزه «الصابلات» من خلال تحضير المأكولات والتنقل إلى شاطئ البحر للاستماع بزرقته ومن جهة أخر ى لأن هذا الفضاء يحتل مكانا استراتيجيا، ويبقون هناك إلى غاية ساعة متأخرة من الليل وكل هذا يدخل في رغبتهم المتمثلة في تغيير الأجواء المعتادين عليها خلال هذا الشهر الكريم خاصة أن الفترة الحالية لا تعرف اكتظاظا كبيرا عكس ما سيكون عليه الحال بعد العيد، ولهذا فإن الأسر العاصمية تريد استغلال هذه الفترة لصالحها في ظلّ وجود رجال الأمن من أجل الحفاظ على الهدوء وحتى لا تكون أي تجاوزات وهذا أثار استحسان المتواجدين. للأطفال حصة الأسد من النشاطات مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر ركّزت كثيرا على الأطفال لأنهم الشريحة المهمة، خاصة أنهم في فترة العطلة الصيفية حتى يرتاحوا من التعب الذي نال منهم بعد موسم دراسي شاق لكي يسترجعوا قواهم ويجددون طاقتهم استعدادا للسنة الدراسية القادمة بمعنويات عالية تساعدهم في التفوق في مشوارهم الدراسي لأنهم حماة هذا الوطن ومستقبله، حيث كانت لهم حصة الأسد من البرامج والنشاطات الموجودة في كل الفضاءات الأماكن المذكورة، من خلال توفير الألعاب بشتى أنواعها. خُصّصت مساحة شاسعة للجيل الصاعد وتضمنت ألعابا للترفيه على غرار ركوب الدراجات، سيارات صغيرة الحجم، كرة القدم، التزحلق من الرافعة والتزلج في الأرض بواسطة أحذية خاصة بهذا الشأن، القفز وأخرى اختبار الذكاء رفقة مختصين في هذا المجال والأمر يتعلّق بالشطرنج، تركيب القطع للحصول على أشكال أو كلمات مخفية، الأشغال اليدوية، ألعاب الكترونية، الرسم، الرقص، مسابقات فكرية، العروض البهلوانية متنوعة وتحمل رسائل بطريقة بسيطة على غرار النظافة، الروح الرياضية خلال المنافسة، الاحترام، حب الوطن، الحفاظ على الأماكن العمومية، مع تسليم جوائز رمزية للفائزين لتشجيعهم أكثر كل هذه المواضيع أمتعت الأطفال الذين كانوا حاضرين رفقة عائلاتهم. اقتربنا من بعض الأطفال الحاضرين بالمنتزه من أجل أخذ انطباعهم في الأجواء الرائعة التي سخّرت لهم قال لنا طارق «استمتعت كثيرا بالألعاب الموجودة في منتزه «الصابلات» خاصة الألعاب الإلكترونية وركوب الدراجات وسآتي كل يوم لكي ألعب هنا رفقة أخي، أمي، أبي وجدتي» من جهتها البرعومة رانيا التي جاءت رفقة والدتها وخالتها استمتعت كثيرا بورشة الرسم وقالت «فرحت كثيرا بوجود ورشة للرسم، حيث قمت برسم لوحة تعكس العمل الكبير الذي يقوم به رجال الأمن في هذا الفضاء لضمان سلامة الجميع وحتى أشكرهم وأشجعهم، إضافة إلى أني تطرقت إلى ضرورة الحفاظ على نظافة المكان». لفت انتباهنا وجود بعض الشباب يبيعون ألعابا بسيطة وأخرى الكترونية بأسعار معقولة من أجل جمع بعض الأموال لسد حاجياتهم اليومية جعلت الأطفال يرغبون في شرائها وآخرون يبيعون مأكولات جاهزة ولم نسجل أي اعتراض من الأولياء ، حلويات، بالونات ملونة، ماء في مختلف أرجاء الواجهة البحرية وهذا ما جعل الأسر تجد من أين تشتري ما ينقصها بما أن المكان مازال لم يجهز بمحلات لهذا الغرض في انتظار أن يكون ذلك في الموسم القادم مع توفير بعض المرافق الأخرى التي مازالت تنقص هذا القطب الذي من شأنه أن يكون بمثابة قبلة للسياح والعائلات من ولايات أخرى حتى يفك العزلة عن بوشاوي، حظيرة بن عكنون، المركز التجاري وغيرها من الأماكن الأخرى التي أصبحت تعاني الاكتظاظ على مدار السنة. نشاطات ترفيهية متنوعة تخليدا لعيدي الاستقلال والشباب بالمقابل سطّرت المديرية برنامجا خاصا بفصل الصيف تشرع في تنفيذه بعد عيد الفطر من خلال إجراء المسابقة الكبرى التي ستجري بين 30 جوان و3 جويلية لعرض مختلف نشاطات مؤسسات الشباب ويكون ذلك في مركز الاتحاد العام للعمال الجزائريين، البرايم الأخير لمسابقة المواهب الشابة في الفنون الغنائية، استعراض شباني كبير مخلد للذكرى 55 لعيد الاستقلال المصادف ل 5 جويلية سيكون بكل من المسبح الجواري لبئر توتة، ساحة أو ماي وصولا إلى حديقة صوفيا. كما تم برمجة مخيمات صيفية لفائدة 750 طفل تنطلق يوم 7 جويلية الداخل، وكذا قافلة شبانية تضم 500 شاب من مختلف مناطق الوطن، وبرياض الفتح ستكون انطلاقة عملية المخطط الأزرق ويتمثل في نقل المنخرطين في المؤسسات الشبانية إلى شواطئ البحر ستمس حوالي 32 ألف طفل وشاب، كما سيتم تنظيم حفل تكريمي للمتفوقين في الموسم الرياضي الماضي يوم 8 جويلية القادم، إضافة إلى ألعاب ترفيهية في مختلف الفضاءات والمساحات الخضراء، والعمل الجواري لفائدة 57 بلدية.