نشبت، مساء أول أمس الثلاثاء، عدة حرائق جديدة على مستوى غابتي الشطابة و جبل الوحش، حيث وصلت النيران إلى إقليم بلدية ابن زياد، و تمكنت مصالح الحماية المدنية و كذا محافظة الغابات من إخماد ألسنة اللهب على عدة حبهات، على غرار المكان المسمى بوخالفة، و قرية براهمية. وعلى مستوى غابة شطابة التي اندلعت بها النيران على مستوى عدة نقاط، منذ أمسية يوم الجمعة الماضي، عادت ألسنة اللهب لتمس أماكن أخرى، بالمكان المسمى «المغرول» بالقرب من بلدية ابن زياد، حسب ما أفادت به مصادر عن مصالح الحماية المدنية، وبنفس الغابة تم إخماد حريق بمنطقة بوخالفة، فيما تتواصل عملية الإطفاء بمنطقة حاج بابا. وقد تطلب الأمر إشراك إمكانيات بشرية ومادية ضخمة، تمثلت في وحدة القطاع عين سمارة، و الوحدات الثانوية سيساوي سليمان، و ابن زياد و كذا الخروب و عين عبيد، وكل من حامة بوزيان وديدوش مراد و زيغود يوسف، و كذا المركز المتقدم قسنطينة، و الرتلين المتحركين قسنطينة و أم البواقي، وهي الفرق المدعمة ب 27 شاحنة تدخل و 120 عونا، حيث ركزت مختلف الوحدات عملها على محاصرة الحرائق وعدم انتشارها إلى جبهات أخرى وحماية السكان و الممتلكات، كما تم إخماد حريق بغابة الجباس، بعد أن تدخلت الوحدتان الثانويتان ديدوش مراد وحامة بوزيان، مدعمتان ب 5 شاحنات و 15 عونا. و بجبل الوحش تم إخماد حريق بقرية براهمية، و إطفاء آخر بمفترق الطرق «شركة كوجال»، إضافة لإخماد حريق بمنطقة أعمدة الاتصال، و ذلك بعد تدخل الوحدة الرئيسية، و الوحدة الثانوية الخروب، فضلا عن المركز المتقدم قدور بومدوس، و المركز المتقدم بومعزة عبد المجيد، أما الوسائل المستخدمة فتمثلت في 5 شاحنات و 30 عونا. حرق المساحات الرعوية من أهم المسببات وكشفت حصيلة لمحافظة الغابات لولاية قسنطينة، قدمت على هامش زيارة وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري شريف عماري، أن عدد الحرائق في الفترة الممتدة ما بين 1 جوان إلى 4 أوت الماضي، قد بلغ 927، منها 6 على مستوى الغابات والأدغال، وسببت خسائر متمثلة في 94 هكتارا من الصنوبر الحلبي والثمري والكاليتوس، و99 هكتارا من الديس والقندول و8 هكتارات من أدغال البلوط الأخضر و330 هكتارا من الأحراش والحشائش. و نشب 40 حريقا أتى على 581.5 هكتار من المحاصيل الزراعية، إضافة إلى 10 هكتارات من الفول والحمص، كما أتلفت النيران 23653 ربطة كلأ للحيوانات و777.5 هكتار من الحصيدة، كما تفحمت 251 هكتارا من الأعشاب اليابسة، فيما سجلت مصالح محافظة الغابات 17 حريقا، أتى على 2326 شجرة مثمرة حديثة النشأة و 397 شجرة غير مثمرة. وتمثلت أهم الحرائق خلال هذه الفترة، في حريق غابة الجباس يوم 27 جويلية و الذي أتى على 25 هكتارا، وكذلك النيران التي شبت بغابة جبل الوحش في الفاتح من أوت و أتلفت 370 هكتارا، و كذا حريق غابة الشطابة يوم 2 أوت الماضي حيث مس 120 هكتارا. و سجلت أكبر الحرائق على مستوى المحاصيل الزراعية والأعلاف وكلأ الحيوانات، بمزرعة جغبلو ببلدية أولاد رحمون، وأتت على 123 هكتارا من المحاصيل الزراعية، فيما أتلف حريق بمزرعة بن يعقوب ببلدية بن باديس 33 هكتارا من محصول زراعي و 1500 شجرة مثمرة و3650 ربطة كلأ و45 هكتارا من الحصيدة، مع احتراق 3 بيوت بلاستيكية لتربية الدجاج بها 4800 طير و17 قنطارا من العلف. و تظهر الأرقام الرسمية، أن حجم الحرائق سنة 2019 ارتفع مقاربة بعام 2018، حيث بلغ عددها العام خمسة، وأتت على مساحة 38.5 هكتار منها 6.5 هكتار غابية، إضافة إلى 32 هكتارا من الأحراش، أما هذه السنة فبلغ عدد الحرائق 8، أتت على 214.5 هكتار منها 49.5 غاببية، إضافة إلى 8 هكتارات من أدغال البلوط الأخضر و 112 هكتارا من الأحراش. وحسب مصالح محافظة الغابات، فقد تعددت أسباب الحرائق في 2019، وذكر منها عملية حرق الأراضي الرعوية والفلاحية الواقعة بجوار الغابات من طرف الفلاحين من أجل تجديدها، وبالتالي انتقالها إلى الغابة، كما يقوم البعض منهم بحرق مخلفات المحاصيل الزراعية. كما تسببت المفرغات العشوائية الموجودة بالقرب من الغابات في نشوب الحرائق، إضافة إلى عدم إنجاز الأشرطة الوقائية حول الأراضي المجاورة للغابات من طرف الفلاحين، دون إغفال درجة الحرارة المرتفعة وهبوب الرياح بمختلف الاتجاهات، زيادة على الدور السلبي الذي يلعبه المواطن في بعض الحوادث بعد تواجده في الغابات، وخاصة الحضرية منها. وربطت المصالح المعنية بعض الحرائق بتساقط الأمطار في الشتاء والربيع، ما أدى إلى نمو معتبر للأعشاب سريعة الاشتعال على غرار الديس والقندول. و من بين العوامل المعيقة للتدخل والتي أدت إلى خفض نسبة النجاعة، بحسب مصالح محافظة الغابات، هي ضعف الإمكانيات البشرية والمادية وخاصة عند نشوب أكثر من حريق في وقت واحد، حيث يكون التدخل غير ناجع، إضافة إلى صعوبة تضاريس الجبال.