الإعلام المصري يسقط في مأزق إنعدام الأدلة وجهت الصحافة المصرية نداء استغاثة للمناصرين للحصول على أي دليل ضد الجزائر بعد أن فشلت في إقناع الرأي العام الدولي بروايتها حول حصول اعتداءات على مصريين بالأراضي السودانية. الفضائيات المصرية أعلنت فشلها صراحة باتخاذ قرار لعقد مؤتمر إعلامي دولي للكشف عن تفاصيل أحداث لا تملك حولها إلا الكلام وروايات متناقضة لممثلين رقيقي المشاعر لم يتحملوا ضجيج ملعب المريخ فأصيبوا بانهيارات عصبية جعلتهم يتخيلون ما لم يحصل. بلاتوهات تحليل "النوع الجزائري" والسب والشتم بالعودة للتاريخ والجغرافيا وعلم السميولوجيا و باستعمال أشرطة قديمة من اليوتوب، لم توفق في تقديم أي خبر صحيح عن ما حصل، لتنقلب الموازين في الحالة المصرية ويتحول الصحفيون إلى باحث عن فضاءات أخرى لإيصال صوتهم. الدعوة لعقد مؤتمر صحفي خارج الدائرة المصرية ،هو إعتراف صريح بالفشل في الحملة غير الإعلامية التي شنتها فضائيات هذا البلد الذي يقول صناع الرأي العام به أنهم رواد الصحافة، كيف لعقدة التفوق المصري أن تقبل بمساعدة الإعلام الأجنبي بل وتستجديها! ، وكيف لصحفيين أن يتقمصوا دور السلطات ويبحثون عن منابر للتعبير تحت غطاء سيطرة الجزائر على الإعلام الأجنبي ؟. لا قواعد ولا موضوعية ولا أي منطق يمكنه أن يحول دون نقل الرواية المصرية وعلى أوسع نطاق، فالصحافة بأم الدنيا أصبحت تدور في حلقة مفرغة تريد أن تدخل فيها كافة وسائل الإعلام بالعالم وبأية طريقة، فبعد فشل الأبواق التي تكالبت على الجزائر عبر مختلف تلفزيونات العالم و التي أحرجت نفسها وبلدها بأخبار لا أساس لها من الصحة، دخل الإعلام المصري مرحلة أخرى من الهذيان والعشوائية وراح يلعب ما تبقى له من الأوراق، رغم أن أكبر الجرائد والقنوات التلفزيونية العربية قد أسقطت المصريين في فخهم وجعلتهم يبدون كالبلهاء وهم يرددون أغنية ساقطة لينتهي الأمر بتجاهل تام للأمر و الاكتفاء بشريط أسفل الشاشات حول خرجات رسمية. الانزلاق المصري بلغ أيضا درجة الإستنجاد بالمتلقين في محاولات يائسة للحصول على أدلة لم توفق العشرات من الكاميرات التي إنتشرت في السودان في نقلها، إلى درجة أن صحفي بوزن الدمرداش راح يلوم نجمة تلفزيون على عدم إستعمال هاتفها النقال مثل الجزائريين لفضح ما أسمته بالذبح، وهي كلمة إجتهد المصريون في تحويلها إلى فعل أبيض لا يترك أي خدش. وإذا كانت بعض الفضائيات قد واصلت حملتها المسعورة فإن أخرى راحت تبحث عن التهدئة ولكن بأساليب مغلفة، فتحت غطاء القومية العربية دعا صحفيون وكتاب أمس الجزائريين لتغيير تصورهم عن مصر، وطالبوا بحملة لكسب الشارع الجزائري "المغلط" بل وراح البعض من ضيوف البث المفتوح يدافعون عن عروبة بلد شككت فيها نفس القنوات التي بثت ندوة أمس الأول.