تدور أحداث رواية ''قديشة'' للشاعر رابح ظريف، في عوالم يختلط فيها الواقعي بالغرائبي، في مكان يسمى ''قديشة''، ومنه أخذت تسميتها. وتنطلق الرواية التي تصدر عن منشورات ''البيت''، من محاولة الراوي أن يعرف سر الشيخ الذي يلتقيه كلما ذهب إلى زيارة خطيبته، ويطيل الجلوس إليه من أجل فهم تلك الحركات الغامضة التي لا ينتبه إليها المارة من الناس، ليصل إلى خطيبته وقد حمل إليها شيئا من رائحته النتنة، الأمر الذي رفضته الفتاة وخيّرته بينها وبين الجلوس إلى الشيخ. في مرحلة تالية، يقرّر الراوي أن يهجر كل الوسائط الحديثة كالهاتف المحمول، ويهجر خطيبته من أجل فهم هذا الشيخ. ومن خلال الرسائل المتبادلة بينهما، يظهر حجم ما يخسره الإنسان على مستوى المشاعر والأحاسيس بالاعتماد على التكنولوجيا في كل مناحي حياته. يظهر هذا من خلال تعامل الراوي مع الرسالة وإعادة ساعي البريد إلى العمل بعد سنوات من التوقف، بسبب استغناء المجتمع عن خدماته. وبعد محاولات عدة، يصل الراوي إلى فهم الشيخ ويحكي قصته. وقال رابح ظريف في تصريح ل''الخبر''، بمناسبة صدور أول عمل روائي له: ''تدور أحداث القصة في شرق منطقة الحضنة بولاية المسيلة، وبالضبط في المكان المسمى قديشة منتصف القرن الماضي، في فترة زمنية أقل من 48 ساعة. شخصيات العمل معظمها أسماء حقيقية لكن بأحداث خيالية''. وقد حاول المؤلف أن يجد تفسيرا لناقة قديشة التي كانت عرفا سنويا يجتمع عليه سكان الحضنة، في محاولة للتأصيل لهذا الاجتماع الموسمي الذي يحمل قيما اجتماعية كثيرة. القصة التي بطلها أحميدة الفصاب، يرويها شيخ ينتقل بالقارئ إلى عوالم سحرية، وفي رحلة البحث عن الماء الذي انطلق شاوش قديشة للبحث عنه، يبحث أحميدة الساحر عن حبيبته الوعلة، ''رقية الوعلية''، ووسيلته في ذلك الفصبة، يرافقه الفتى الراعي يوسف الذي يكتشف عوالم الساحر الغرائبية.