طليطلة مازالت قبلة الباحثين عن المحظور وترجمة العرب لم تعد تهم الإسبان أكد لويس ميغال بيريز كانيادا مدير مدرسة طليطلة للمترجمين التابعة لجامعة قشتالة لامنشا الاسبانية انعدام التمويل العربي لتشجيع ترجمة الأعمال العربية للإسبانية و هو ما جعل حظها يكاد يكون معدوما مقارنة مع الترجمات الأجنبية التي تشكل 27بالمائة من مجمل الإصدارات الجديدة و التي تزيد عن ال100ألف كتاب سنويا، لا تتجاوز نسبة الأعمال العربية فيها ال0.50بالمائة في أحسن الظروف. حاورته مريم بحشاشي المترجم و المؤلف لويس ميغال كنيادا زار قسنطينة الأسبوع الماضي لتوقيع اتفاقية تعاون بين مدرسته المعروفة بريادتها في مجال الترجمة و جامعة منتوري خص النصر بهذا الحوار. -المعروف عن إسبانيا أنها تنفق الكثير من أجل الحفاظ على ريادتها في مجال الترجمة، هلا حدثتنا أكثر عن ذلك؟ - بالفعل تخصص وزارة الثقافة الإسبانية ميزانية خاصة لتشجيع ترجمة أهم المؤلفات الأجنبية في مختلف التخصصات و المجالات العلمية و الأدبية، لكن ذلك يدخل ضمن تشجيع الإصدارات الجديدة و التي تزيد عن 100ألف كتاب، يكون حظ الأعمال المترجمة فيه حوالي 27بالمائة. و الدور الذي وصلت إليه إسبانيا في مجال الترجمة له بعدا تاريخيا كبيرا يعود إلى القرنين الثاني عشر و الثالث عشر و بالأخص في عهد الملك ألفونسو العاشر (المعروف بالحكيم) و رئيس المطرانية رايموندو الذين كانا لهما الفضل في بعث و ازدهار الترجمة بطليطلة التي تحولت بفضلهما إلى منطقة إشعاع علمي يقصدها كل من يبحث عن المؤلفات المترجمة في مختلف المجالات و بشكل خاص الفلسفة و الفيزياء...غيرها من الأعمال اليونانية المهمة في ذلك الحين و التي ترجمت بفضل بيت الحكمة ببغداد، قبل أن يتم الاعتماد على الترجمات العربية لنقلها إلى اللغة اللاتينية. -و ما حظ الأعمال العربية اليوم ضمن المؤلفات المترجمة؟ - (يبتسم) ليست كثيرة و لا تتجاوز ال0.5بالمائة. -تكاد تكون معدومة و هي التي كانت فيما مضى على رأس الأعمال المترجمة ؟! - صحيح كانت الأعمال العربية في القرون الماضية من أهم الأعمال المترجمة إلى اللغة الاسبانية لا سيما في مجال الجبر و علم الفلك. -فلا داعي إذا للحديث عن الأعمال الجزائرية المترجمة؟ -أكثر الأعمال المترجمة كانت في المجال الأدبي. و من أهم الأعمال المترجمة أذكر على سبيل المثال كاتب ياسين، آسيا جبار، أحلام مستغانمي. -ما سبب تراجع حظ الترجمات من العربية في الوقت الراهن و ما هي المقاييس التي تتبعونها في انتقاء الأعمال المخصصة بالترجمة؟ -الأسباب كثيرة و يصعب تحديدها، لكن مقاييس تحديد الأعمال الخاضعة للترجمة يختلف حسب المجالات العلمية أو الأدبية، ويتم وفق أهمية الدراسات و الأبحاث و المؤلفات الأدبية و مدى رواجها وصداها في الحقل الأدبي العالمي على سبيل المثال...و هناك أيضا العامل المادي الذي يلعب دورا مهما في ذلك. -هل نفهم من هذا أن هناك جهات أجنبية تموّل مشاريع الترجمة بالإضافة إلى الدعم المادي المحلي؟ - نعم فثمة مثلا بنوكا أجنبية تساهم في تشجيع النشر و الإصدار. -و ماذا عن التمويل العربي، فهل ثمة ممولين عرب يشجعون ترجمة الأعمال العربية؟ - يكتفي بتحريك رأسه نافيا. -طليطلة معروفة بريادتها عبر التاريخ في مجال الترجمة، فهل نجحت مدرستكم في الحفاظ على هذه الميزة في تقديركم؟ - نعم نحن نحاول قدر الإمكان الحفاظ على الريادة الإسبانية في هذا المجال، فبلدنا يأتي على رأس الدول الأوروبية إن لم نقل العالمية في مجال النشر أولا و الترجمة ثانيا. -باعتباركم مدرسة حكومية و أكبر نسبة تمويل تقدمها وزارة الثقافة، فهل تتعرضون إلى مقص الرقابة؟ - اشتهرت طليطلة منذ القدم بقبلة الباحثين عن المحظور و المسكوت عنه من محرمات الثقافية الباطنية و الغرائبية، و لا زالت تشجع الحرية العلمية و الأدبية و الثقافية حتى اليوم.