اتخذ مجموعة من الشباب ببعض الوحدات الجوارية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، أماكن للتجمع بها أثناء فترة الحجر المطبق في ولاية قسنطينة منذ أيام، حيث فضل بعض الأشخاص البقاء خارج المنازل والاختباء داخل المجمعات السكنية لكي لا تراهم عناصر الأمن، فيما تواجد آخرون بالمحلات التجارية والمركبات. واستطلعت النصر مساء أمس الأول، الحجر الجزئي المفروض على سكان قسنطينة بداية من الساعة السابعة مساء إلى السابعة صباحا، كوننا نحوز على رخصة استثنائية، حيث وقفنا على أن بعض الشباب لم يحترموا هذا الإجراء الوقائي، رغم الدوريات التي تقوم بها عناصر الشرطة بين الحين والآخر بمختلف الوحدات الجوارية الواقعة في علي منجلي. كانت الساعة تشير على السابعة مساء، عندما انطلقنا في رحلة بين الوحدات الجوارية الواقعة في وسط المدينة، حيث تواجد عشرات المواطنين بشوارع وهم يسيرون بخطوات سريعة من أجل الوصول إلى منازلهم، وبعد مرور حوالي 15 دقيقة انخفضت حركة السير بشكل شبه كلي، لننطلق نحو أحد الوحدات الجوارية القديمة، والتي كان فيها الطريق الرئيسي خال تماما من المارة، فيما سمعنا أصواتا داخل المجمع السكني، لنتوغل به ونقف على اتخاذ عشرات الشباب من مداخل العمارات كأماكن من أجل تبادل أطراف الحديث. تنقلنا بعد ذلك إلى وحدة جوارية أخرى وفي طريقنا لمحنا بعض الأشخاص يسيرون على الأرصفة في عجلة، وصلنا إلى أحد الأحياء القريبة من مركز تجاري معروف، ليتكرر المشهد الأول بتواجد شباب أمام مداخل العمارات، فيما لمحنا أشخاصا جالسين داخل مركبات و هم يستعملون هواتفهم النقالة، و أثناء سيرنا بوسط المدينة، شدت انتباهنا محلات مغلقة كان النور يتسرب من داخلها، حيث اقتربنا منها لنسمع أصوات أشخاص كانوا يتواجدون بداخلها. توقيف سائقين للتأكد من حيازتهم على رخص واصلنا طريقنا باستعمال السيارة و جبنا مختلف الأحياء الواقعة في وسط المدينة، و قد شاهدنا أثناء ذلك دوريات للشرطة التي كانت توقف كل سائق للتأكد من حيازته على رخصة السير أثناء فترة الحجر، و قد لاحظنا أن رجال الأمن يأخذون في بعض الأحيان وقتا طويلا أثناء الإجراء ما يؤكد أن بعض السائقين لا يحوزون على الرخص، على غرار سائق تم توقيفه في الوحدة الجوارية 6 و آخر في الطريق الرابط بين حي 400 مسكن وجامعة صالح بوبنيدر.واحترم التجار الحجر الجزئي حيث لم نلحظ فتح أي محل في هذه الفترة، باستثناء بعض الصيدليات المرخص لها بالعمل، على غرار تلك الواقعة في حي كوسيدار وأخرى بالطريق المؤدي إلى المنطقة الصناعية، وأكد أحد البائعين أن الإقبال ضعيف من طرف المواطنين خلال فترة الحجر، فيما أوضح أن كل الحالات التي تقصد المحل عادة ما تكون مستعجلة. جيران يتبادلون أطراف الحديث من الشرفات واصلنا طرقنا إلى مختلف الوحدات الجوارية الأخرى على غرار 2 و1 و9 وكانت الشوارع خالية تماما من السكان، فيما سجلنا تواجد بعض الشباب بزوايا مظلمة في كل من الوحدتين الجواريتين 18 و16، كما كانت حركة السير بها منعدمة تماما باستثناء بعض الشاحنات الخاصة بصيانة الإنارة العمومية وأخرى تحمل موظفين بها علامة تدل على أنها تابعة لشركات أدوية، فيما كانت المركبات التابعة للأمن تنتشر في مختلف الوحدات الجوارية، حيث كانت تسير ببطء من أجل التأكد من خلو الشوارع. وعند عودتنا إلى وسط مدينة علي منجلي في حدود الساعة الثامنة ليلا، شدنا منظر العشرات من المواطنين الذين كانوا يطلون على شرفات منازلهم ويتبادلون أطراف الحديث بصوت مرتفع، على غرار ما يحدث في اسبانيا وايطاليا والدول التي تفرض الحجر الكامل على مواطنيها، كما شاهدنا بعض المركبات مركونة في الوضعية الثانية من الطريق، بسبب عدم تمكن أصحابها من إيجاد مساحة للركن. لاحظنا أيضا تواجد بعض الشبان بالطرق الرئيسية وتحديدا أمام حظائر السيارات، التي كانوا يحرسونها، خاصة وأن بعض الأشخاص يريدون حسبهم، استغلال خلو الشوارع من أجل سرقة المركبات في فترة الحجر الجزئي.