اتخذت المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، إجراءات استعجالية لضمان الحد الأدنى للخدمة على مستوى مصلحة طب النساء و التوليد بمستشفى ابن رشد، بعد تحويل 90 موظفا بين أطقم طبية و عاملين، على الحجر الصحي الاحترازي بفندق الريم الجميل. وذلك بسبب ظهور أعراض الإصابة بفيروس كوفيد 19 على طبيبة مقيمة، توفيت والدتها بالفيروس، لم تتوقف عن العمل و بقيت في تواصل مع الطاقم الطبي في فترة مرض والدتها على مستوى المسكن العائلي بحي بوزعرورة في بلدية البوني. و استنادا لتصريح مصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي للنصر، فقد تم وضع برنامج لدمج عمل مصلحة التوليد بمستشفى ابن سينا، مع مستشفى عبد الله نواورية بالبوني و المختص هو أيضا في طب النساء و التوليد، بالتنسيق مع مديرية الصحة، عن طريق استغلال الطاقم الطبي لمستشفى البوني، لاستقبال النساء الحوامل و التكفل بعمليات الوضع، مع تسخير وسائل الاستقبال و التجهيزات الموجودة في مصلحة ابن رشد، التي تتوفر على 125 سريرا. و وفقا لمصدرنا، سيتم التكيف مع الوضع، على ضوء ما تظهره نتائج التحاليل الطبيبة للمشتبه فيها، بحيث إذا كانت إيجابية يتم العزل النهائي للموظفين العاملين بالمصلحة، بأخذ عينات منهم على مستوى الفندق و بقية الموظفين البالغ عددهم 70، الموجودين في منازلهم، يتم عزلهم أيضا بنفس الطريقة بعيدا عن أسرهم و إذا كانت النتائج سلبية، فستعود المصلحة لعملها بشكل عادي، مع اخذ الاحتياطات و إجراءات التعقيم و تزويد الطواقم الطبية بوسائل و بدلات الحماية. و ترفض مصالح مديرية الصحة، الغلق النهائي لمصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي، كونها تستقبل يوميا أكثر من 120 امرأة حامل من مختلف الولايات الشرقية، مع توفر أطباء مختصين و جراحين للتدخل في الحالات الحرجة، كون الغلق سيتسبب في أزمة أخرى، لأن العيادات الخاصة لا توجد بها الإمكانيات الموجودة في المستشفى الجامعي، خاصة في الحالات الاستعجالية. و قد تدخلت خلية الأزمة، مساء أول أمس، بعد توقيف الطاقم الطبي بمصلحة طب النساء و التوليد بمستشفى ابن رشد عن العمل، بسبب بلوغ خبر وجود أعراض الإصابة بالفيروس على الطبيبة المقيمة التي تعمل معهم، بعد يومين من وفاة والدتها بالمنزل، نتيجة الاكتشاف المتأخر للإصابة بالفيروس و عدم إبلاغ المصالح الصحية، حيث كشفت النتائج قبل ساعات من وفاتها، بأنها مصابة بالفيروس. و عملت السلطات المتابعة للفيروس بعنابة، على اتخاذ إجراءات العزل الاحترازي لجميع الموظفين، حيث تم نقلهم على متن حافلات النقل العمومي مباشرة إلى فندق الريم الجميل بالشريط الساحلي، تحت تغطية أمنية للدرك الوطني و تم اتخاذ إجراءات التعقيم على مستوى الفندق الذي سبق و أن استقبل العائدين من الجارة تونس و قد غادروا نحو بيوتهم بعد انقضاء فترة 14 يوما من الحجر الصحي دون تسجيل إصابات ويتكفل المستشفى الجامعي بتوفير الوجبات للطاقم الطبي و الموظفين على مستوى الفندق، مع تسخير طاقم طبي من مصلحة الأمراض المعدية للوقوف على حالتهم الصحية. أما الطبيبة المشتبه في إصابتها، فتتواجد بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى الحكيم ضربان بالجسر الأبيض، تحت العناية الطبية، في انتظار ظهور نتائج الكشف بعد إرسال العينات إلى مركز التحليل الجهوي في قسنطينة. و تجدر الإشارة، إلى قيام مدير الصحة لولاية عنابة، عبد الناصر دعماش، بزيارة الطاقم الطبي و المساعدين على مستوى فندق الريم، لتقديم الدعم المعنوي لهم و شكر السلطات على المجهودات التي يبذلونها في سبيل التكفل بالمرضى الحوامل و كل الوافدين على المصلحة، معربا لهم على وقوف الدولة إلى جانبهم. و في سياق متصل، ستتم إعادة فتح عيادات طب الأسنان، حسب بيان لنقابة الأطباء بعنابة، مباشرة بعد تزويد الأطباء بوسائل الوقاية، ليتمكنوا من علاج المرضى بطرق أكثر حماية للمواطنين من انتقال الوباء، حيث سيتكفل أطباء الأسنان بالحالات الاستعجالية فقط، إلى غاية تحسن الوضع و القضاء على الوباء.