عادت أمس الحركية إلى المئات من المحلات التجارية عبر مدينتي قسنطينة وعلي منجلي بعد أن رخص لها بالنشاط مجددا، في وقت فضل فيه بعض التجار التريث بسبب ضعف إقبال الزبائن، كما نظمت في نفس اليوم مديرية أمن ولاية قسنطينة حملة لتحسيس التجار بضرورة احترام الإجراءات الوقائية وتدابير التباعد الاجتماعي على مستوى متاجرهم. وانطلقنا في جولتنا من حي سيدي مبروك العلوي، حيث لاحظنا إقبالا محتشما على فتح محلات الملابس الموجودة بكثرة في هذه المنطقة، على غرار عدد قليل من المحلات التي كان أصحابها بداخلها ويقومون بالتنظيف وتهيئة المكان لعرض السلع، حيث أخبرنا أحد بائعي ملابس الأطفال أنه سيفتح محله في غضون أسبوع بعد أن يجلب بضاعة جديدة، بينما كان آخرون يعرضون السلع مع عدم وجود أي من الزبائن أو المتسوقين في المكان. ولم يختلف جو الحركية من سيدي مبروك العلوي إلى غاية مدخل حي الإخوة عباس عند شارع جيش التحرير الوطني، لكننا رصدنا حركية أكبر عندما توغلنا داخل الحي، مع عدد قليل جدا من المواطنين الذين يضعون كمامات على وجوههم ويحترمون الإجراءات الوقائية. وقد ازدحم محيط طاولات التجار الفوضويين عند الجهة العليا القريبة من نقطة الدوران «برازيليا»، في حين تضاعف نشاط التجارة الفوضوية وحركية المتسوقين بمحيط سوق مساعيد عبد المجيد داخل عمارات الدقسي، وقد تحول إلى بؤرة حقيقية مثلما وصفه لنا مواطنون، فالنشاط به لم يتوقف منذ ظهور وباء كورونا، لكنه بلغ ذروته يوم أمس بعد أن عاد إليه تجار الملابس والأواني والعديد من البضائع الأخرى، فضلا عن بائعي الخضر والفواكه واللحوم. ولم يُبدِ المتسوقون الذين كانوا يمشون متقاربين أدنى علامات الاكتراث بالفيروس، إذ كنا بالكاد نلحظ واحدا منهم يضع كمامة أو قفازين، فضلا عن أن مسافة الأمان لم تكن محترمة البتة. وسجل حي زواغي حركية نسبية في المحلات الموجودة على مستوى حي «سوناتيبا»، في حين فتح أغلب بائعي الأثاث المنزلي والمعدات المكتبية متاجرهم على مستوى حي «لوناما»، فضلا عن بائعي الآلات الكهرومنزلية. وقد عاد النشاط إلى الكثير من المحلات التي لم يعمل أصحابها منذ أكثر من شهر بوسط مدينة قسنطينة، لكن بعض أصحاب محلات الملابس أكدوا لنا أنهم فضلوا التريث أياما بحكم أن المواطنين لا يقتنون الملابس خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، كما أوضحوا أن الكثير منهم لم يقتنوا البضاعة الجديدة بعد. أما بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، فقد رافقنا وفدا من مديرية الأمن لولاية قسنطينة تقوده خلية الإعلام والاتصال ومسؤول الأمن العمومي بالمقاطعة وممثلان عن جمعية حماية البيئة والطبيعة، في عملية تحسيس للمحلات التي عادت إلى النشاط على مستوى الوحدة الجوارية 17، حيث قُدّمت لهم توصيات ونصائح بالمسافة الواجب احترامها للوقاية من الإصابة وانتشار الفيروس، بينما تحدثنا إلى بعض التجار الذين استأنفوا العمل، مثل بائع حلويات ومرطبات أوضح لنا أنه متوقف منذ أكثر من شهر ونصف، فضلا عن حلاق، أخبرنا أن عددا معتبرا من المواطنين قصدوا محله بمجرد استئنافه العمل على إثر الترخيص من السلطات بذلك، وأبدى تفاؤله بأن الأيام القادمة ستعوض عن التوقف. سامي.ح