عاد الازدحام وحركة المواطنين المكثفة للشوارع و الطرقات، مع رفع الحجر الكلي عن ولاية البليدة وتعويضه بالحجر الجزئي من الساعة الثانية بعد الزوال، إلى السابعة صباحا، و قد تحرر المواطنون من قيود منع التنقل خارج الولاية أو بين البلديات والأحياء، فعادت السلوكيات السابقة بقوة، من دون الالتزام بالتدابير الوقائية، ومن غير مراعاة للخطر المحدق، جراء استمرار انتشار وباء كورونا. قرار السلطات العليا برفع الحجر الكلي، جعل سكان البليدة يتحررون من القيود التي فرضت عليهم جراء الغلق الكلي للولاية ومنع حركة الدخول والخروج إلا للحالات الاستثنائية وأصحاب الرخص، بحيث سمح إلغاء الحجر الكلي لعشرات المواطنين العالقين خارج الولاية بالدخول إلى منازلهم، كما سمح للعالقين داخل الولاية بالخروج، بحيث أغلقت خلال فترة شهر كامل كل طرقات الولاية ومنع الدخول والخروج منها، وحتى الحركة داخل الأحياء، قيدت من طرف مصالح الأمن، ووفق إحصائيات مصالح الشرطة فقد تم وضع أزيد من ألف مركبة في المحشر لعدم التزام أصحابها بإجراءات الحجر الصحي الكامل. ومباشرة بعد إعلان السلطات العليا رفع الحجر الكلي على الولاية وتزامن القرار مع أول أيام رمضان، عادت الحركة المكثفة للمواطنين في الشوارع، التي اكتظت بروادها لقضاء حاجياتهم الخاصة بشهر رمضان الكريم، مع تراجع نسبي في هذه الحركة، خلال اليوم الثالث من شهر رمضان بعد اقتناء المواطنين لأغلب حاجياتهم، في حين لم يلتزم العديد منهم بمسافة الأمان، وتكاد مشاهد هذه الأيام بعدة أحياء لا تختلف عن مشاهد رمضان في السنوات الماضية، بحيث حركة المواطنين مكثفة، و قليل منهم الذين يستعملون الكمامات الطبية. شارع "زنقة العرب" مثال حي عن كسر الحجر الصحي وتنطبق هذه المشاهد على شارع "زنقة العرب" بمدينة بوفاريك التي اكتظت خلال اليومين الماضيين بالمواطنين لاقتناء حاجياتهم من المواد الغذائية والخضروات واللحوم البيضاء والحمراء والأسماك، ويكاد لايختلف مشهد اليومين الماضيين بمدينة بوفاريك عن مشاهد رمضان في السنوات الماضية، ونفس المظاهر عرفها سوق"الجواجلة " بأولاد يعيش، حيث اكتظ السوق بحركة المواطنين، في ظل عدم احترام لمسافة الأمان. كما تزداد حركة المواطنين بشكل أكبر خلال الفترة بين الحادية عشرة والثانية بعد الزوال، قبل غلق المحلات على الساعة الثانية بعد الزوال وفق إجراءات الحجر الجزئي المطبق، وذك على عكس الفترة الصباحية قبل الحادية عشرة، حيث تقل الحركة وأغلب المواطنين لايستيقظون مبكرا مع شهر رمضان الكريم، ويفضلون التسوق في فترة واحدة ما بين الحادية عشرة والثانية زوالا، كما أن عدم فتح التجار لمحلاتهم في ساعات مبكرة هو الآخر ساهم في زيادة زحمة المواطنين. ارتفاع حالات الإصابة بكورونا خلال اليومين الماضيين عرفت ولاية البليدة، خلال اليومين الماضين، ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن انخفضت إلى حالة واحدة الخميس الماضي، وارتفعت يوم الجمعة إلى 29 حالة، كما سجلت أول أمس السبت 19 حالة جديدة، ويربط أطباء ارتفاع حالات الإصابة بخروج المواطنين المكثف مع رفع الحجر الكلي عن الولاية وتعويضه بالحجر الجزئي، كما انتقد مختصون فتح فضاءات تجارية كبرى بالولاية منذ أسبوع والتي تستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين، دون احترام لإجراءات السلامة الصحية، وهو ما قد يساهم في زيادة حالات الإصابة، بعد أن تراجعت بشكل كبير، كما عادت نداءات الأطباء من المستشفيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع حلول شهر رمضان، إلى ضرورة التزام الحجر الصحي، والتنبيه إلى أن رفع الحجر الكلي، لا يعني العودة إلى الحياة الطبيعية، كما أن التغلب على فيروس كورونا بشكل نهائي متوقف على مدى التزام المواطنين بإجراءات الوقاية. رمضان يخفف الأزمة المالية على بعض العائلات وضع ولاية البليدة تحت الحجر الكلي ومنع حركة الدخول والخروج، جعل العديد من العمال في مهن وحرف مختلفة يلزمون بيوتهم لمدة شهر كامل، والعديد من العائلات توقفت أرزاقها، في حين مع دخول شهر رمضان الكريم، رفع الغبن عن بعض العائلات وخففت أزمتها المالية نسبيا، خاصة العائلات التي تعودت على جمع بعض قوتها خلال الشهر الفضيل، بحيث عاد خبز المطلوع للبيع على الأرصفة، وقلب اللوز، وبعض المرطبات، إلى جانب بيع الحشائش المختلفة التي يزيد الطلب عليها خلال شهر رمضان. كما سمح القرار الجديد للوزير الأول بإعادة بعض النشاطات للعديد من التجار بفتح محلاتهم بعد أكثر من شهر من غلقها، ومنها محلات بيع الألبسة و الأجهزة الكهرومنزلية و الحلاقة، في حين الإقبال عليها في اليوم الأول كان ضعيفا، خاصة صالونات الحلاقة، بحيث يتخوف العديد من المواطنين من أن تكون مصدرا لنقل العدوى، خاصة إذا كانت الأجهزة المستعملة غير معقمة، ونقص النظافة واستقبالها لأعداد كبيرة من الزبائن، ولهذا يفضلون الحلاقة المنزلية على الصالونات. وفي السياق ذاته استغل أصحاب سيارات "الكلوندستان" فرصة رفع الحجر الكلي عن البليدة للعودة إلى النشاط، بحيث انتشر عدد منهم عبر مواقع مختلفة في البلديات والأحياء لنقل المواطنين، على الرغم من أن هذا السلوك قد يشكل خطرا ويساهم في نقل العدوى. تخوف من طوابير زلابية بوفاريك بعد الترخيص لمحلات الحلويات يسود تخوف كبير لدى المواطنين والأطباء، خاصة من الإقبال الكبير على زلابية بوفاريك، بعد الترخيص لعودة نشاط محلات الحلويات والمرطبات، بحيث أن زلابية بوفاريك تعرف بشهرتها الواسعة والإقبال الكبير عليها، خلال شهر رمضان من كل ولايات الوطن، خاصة سكان العاصمة الذين يتوافدون في السنوات الماضية بأعداد كبيرة في طوابير طويلة لاقتنائها، وعودة مشاهد السنوات الماضية والطوابير والازدحام الكبير على الزلابية في هذا الظرف الاستثنائي، قد يساهم بشكل كبير في نقل فيروس كورونا، خاصة بعد رفع الحجر الكلي على ولاية البليدة، مما يسمح للمواطنين من خارج الولاية بالدخول، كما أن ساعات الحجر الجزئي، هي فترة قصيرة تجعل الإقبال كبيرا على مدينة بوفاريك خلال الأيام القادمة، خاصة في وقت الذروة بين منتصف النهار والثانية زوالا، ويتطلب الوضع ضرورة تنظيم العملية من طرف مصالح الأمن ومتطوعي الجمعيات أو عدم الترخيص لفتحها خلال هذه الفترة. شوارع خالية بعد الثانية زوالا والشباب لا يتخلون عن السهرات مع اقتراب الساعة الثانية زوالا تجوب دوريات للشرطة الشوارع تستعمل مكبرات الصوت، تدعو أصحاب المحلات التجارية لغلق محلاتهم والمواطنين للدخول إلى منازلهم في مشهد لم يتعود عليه السكان خلال شهر رمضان، بحيث تعودوا على شوارع مكتظة بالمواطنين وحركة تجارية مكثفة، خلال ساعات المساء، أو خلال الدقائق الأخيرة، قبل الإفطار، لكن مشهد هذه السنة متميز لم يعشه حتى كبار السن، خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بحيث كل الشوارع والأحياء خالية من المواطنين بعد الساعة الثانية زوالا، ومساجد مغلقة وخالية من روادها الذين تعودوا على أداء صلاة التراويح في المساجد خلال هذا الشهر الكريم. في حين لم تخل الشوارع نهائيا من الحركة خلال السهرات الرمضانية ويبقى بعض الشباب وحتى كبار السن في مجموعات داخل الأحياء لتبادل أطراف الحديث، وإن كان البعض منهم يحترمون مسافة الأمان والوقاية، في حين مجموعات أخرى خاصة الشباب لا يحترمون إجراءات الوقاية ويكثرون من تعاطي السجائر التي قد تكون سببا في نقل العدوى، كما يلجأ في السهرات الرمضانية بعض التجار والمقاهي إلى فتح محلاتهم بطرق خفية وتقديم خدماتهم بطريقة سرية. ذاهبون إلى رفع الحجر وملزمون باحترام شروط السلامة الصحية يقول البروفيسور رابح بوحامد المتخصص في الأمراض المعدية بمستشفى فراتنز فانون بالبليدة بأننا ذاهبون حتما لرفع الحجر الصحي، وعودة المواطنين لنشاطاتهم المختلفة، مؤكدا بأن الحجر الصحي لا يستمر طويلا، والناس لا يتحملون أكثر خصوصا الذين تضرروا من الحجر وأصبحوا عاطلين عن العمل، لكن يقول البروفيسور بوحامد أن العودة إلى الحياة الطبيعة التي كان عليها الناس قبل انتشار فيروس كورونا لن تعود في الوقت القريب، بحيث رفع الحجر الصحي يلزمه شروط وقاية من طرف المواطنين وفي المؤسسات المختلفة، وأكد نفس المتحدث على ضرورة استعمال الكمامات الطبية في الشوارع والمؤسسات وغسل اليدين، إلى جانب الإبقاء على التباعد الاجتماعي، واحترام مسافة الأمان في الشوارع والمؤسسات، واستمرار عمليات التعقيم، وكل هذه الشروط الوقائية. ويضيف نفس المتحدث بأنها قد تستمر لشهور، من أجل التغلب نهائيا على الوباء، وفي الإطار ذاته حذر نفس المتحدث من خروج المواطنين بشكل مكثف خلال هذه الأيام وقد يؤدي ذلك إلى انتشار الفيروس، مضيفا بأن المواطنين مجبرون على قضاء حاجياتهم، فو في نفس الوقت هم ملزمون باحترام شروط الوقاية والسلامة الصحية للتغلب على الفيروس.