يرى المدرب التونسي معز بوعكاز أن تنقية محيط الأندية الجزائرية بات أكثر من ضروري، بالنظر إلى الوضعية التي وقف عليها، مشيرا في حواره مع النصر لضرورة العودة للعمل القاعدي والتركيز على التكوين، كما كشف التقني التونسي، العديد من الأمور التي وقعت معه في تجربته مع الأندية، التي عمل معها في صورة شبيبة الساورة وأهلي البرج ومولودية وهران وسريع غليزان. - كيف هي أحوالك معز مع الحجر الصحي؟ أنا بخير، متواجد في الجزائر منذ شهر مارس الفارط، حيث لم أستطع العودة إلى تونس بسبب غلق الحدود، منذ انتشار هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه، والذي نتمنى فقط أن يزول في أقرب وقت، وتفتح مجددا الحدود في أقرب وقت، حتى نستطيع على الأقل قضاء عيد الفطر المبارك مع العائلة. - وكيف تقضي يومياتك؟ ملتزم بالحجر الصحي، ولا أغادر إلا للضرورة القصوى، وأتمنى فقط من الشعب الجزائري تطبيق تعليمات السلطات، لأنه من دون وعي لا يمكن القضاء على هذا الفيروس الفتاك، الذي يعتبر عدو ومثبط انتشاره الأول التباعد الاجتماعي، وأنا أدعو الله أن يزول عنا هذا الوباء في أقرب وقت سواء في الجزائر أو في تونس، وكل الدول المسلمة. - وهل تتابع آخر التطورات في تونس؟ بطبيعة الحال، أنا على اتصال يوميا مع عائلتي، وأطالع أيضا الصحف التونسية ومختلف المواقع، وأمر جيد أن لا تسجل في تونس أي حالة لليوم الثالث على التوالي، وهو ما أتمناه عن قريب في الجزائر بحول الله. - نعود للحديث عن الجانب الرياضي، كيف تقيم مشوارك التدريبي إلى غاية الآن؟ الموسم الحالي لم تكن لدي رغبة كبيرة في العمل، خاصة بعد خسارة نهائي الكأس في النسخة الماضية أمام شباب بلوزداد وما حدث معنا، أين ضيعنا فرصة التتويج لأسباب يعرفها العام والخاص، أين كنا قاب قوسين أو أدنى من معانقة هذا اللقب الغالي، خاصة لو احتسب الهدف الذي سجلناه في د73، والذي لم أفهم إلى غاية الآن سبب إلغاؤه، ثم كانت لي تجربة قصيرة في مدينة بشار مع شبيبة الساورة، أين شعرت بأنني لا أستطيع المواصلة منذ التربص التحضيري الذي أجريناه في تونس، حين اقتنعت أن الأمور لا تبشر بالخير لاختار الانسحاب، وحتى عندما عدت لفريق شبيبة بجاية، الأمور لم تسر معنا مثلما كنت أريد، وأريد الحديث عن نقطة مهمة. - تفضل، ما هي هذه النقطة؟ من خلال تجربتي مع عديد الأندية الجزائرية، اقتنعت بأن هناك أمورا غير رياضية تتحكم في تحديد النتائج، منها لعبة الكواليس المتفشية، وعندما تستيقظ صباحا، مثل ما حدث معي اليوم (الحوار أجري أمس)، ويصلك تسجيل صوتي يتحدث فيه رئيس نادي معروف مع شخص آخر عن ترتيب مباريات، تدرك بأن هناك شيء ما وجب تغييره، لقد عانينا كثيرا من هذه المشكلة سواء في فريق غليزان، الذي اعتبره لم يسقط، وحتى ما حدث معي في مولودية وهران، بعدما بصمنا على مشوار رائع، وكنا نحتل المراتب الأولى، ولكن كل شيء تغير في ثمان جولات، أين حصدنا فقط 8 نقاط من فوزين وتعادلين وخسارة أربع مباريات بفعل فاعل، وبعدها يتم انتقاد المدربين سواء كانوا أجانب أم محليين، وهو ما جعلني أفكر جديا في تغيير الأجواء. - نفهم من كلامك، بأنك تفكر في تغيير الوجهة، أم ماذا؟ بالنظر لكل ما حدث معي على مستوى مختلف الأندية، أفكر جديا في التحول لمجال التكوين أو تغيير الوجهة، خاصة وأن المدرب يعمل على مدار أسبوع كامل، ثم تجد أطرافا تؤثر على عمله بفعل الكواليس، وبعد ذلك يجلس الجميع في «البلاطوهات» ينتقدون التقنيين وهو أمر غير معقول، كما أن اللاعبين لا يتلقون مستحقاتهم، فكيف لك أن تحضر في ظروف عادية. - وكيف ترى انتقال اللاعبين الجزائريين بقوة إلى تونس؟ أعتقد بأن أغلبية اللاعبين الجزائريين متواجدون في أكبر الأندية التونسية، وهو سلاح ذو حدين، يمكنه أن يكون إيجابي بالنسبة للأندية الجزائرية، أين يجبرها على العودة للتكوين والبحث عن بدائل مناسبة، ويمكنه أن يكون سلبيا عندما تكون الأندية لا تملك سياسة واضحة، ومثل هذه القوانين موجودة حتى في أوروبا، أين تسمح للاعبين بالتعرف على ثقافة جديدة، سيما وأنه في أوروبا ليس كل الفرق تتخصص في التكوين القاعدي. - لم تحدثنا عن تجربتك مع أهلي البرج، ما حدث معك بالضبط؟ في أهلي البرج، كان لدينا أسبوع فقط من التحضيرات، وبعدها 19 يوما من المنافسة أين خضنا خمس مباريات، فزنا بلقاءين وانهزمنا في ثلاث مناسبات، وهو ما جعلني في الهزيمة الأخيرة أقرر المغادرة، بسبب غضب الأنصار وأنا كنت متفهما، أين وضعت استقالتي بعد لقاء شباب قسنطينة، والخطأ الذي ارتكبته هو أنني حاولت فرض طريقة لعب تعتمد على الكرات القصيرة وبناء الهجمات من الخلف، كما أنني شعرت بأنني شخص غير مرغوب فيه، حين كنا نتأهب للذهاب في تربص بسطيف للتحضير للقاء لاصام، أين طلب مني الرئيس أخذ 18 لاعب فقط، وهو ما أحسست بأنه تدخل في الصلاحيات وفضلت المغادرة، وأنا لست من النوع الذي يسمح بذلك، وهنا أفتح قوس لأؤكد بأن أفضل رئيس تعاملت معه في الجزائر يبقى بلقاسم لحواسي، الذي عمل بكل إخلاص ولم تكن لديه مصلحة في ذلك، أين عرقلوه وأجبروه عل الرحيل، كما أن أضيف نقطة. - تفضل... هناك من يتحدث عن إقالتي من فريق مولودية وهران في عهد الرئيس بابا، وأؤكد لكم بأنني كنت مرتبطا بعقد لموسم واحد لم يتم تجديده فقط، وتم جلب المدرب القدير بادو زاكي، والمشكلة في الجزائر دائما في محيط الأندية، خاصة عندما لا تدخل ضمن مخططاتهم وتسمح لهم بجلب اللاعبين وغيرها من الأمور، رغم أن الجزائر تزخر بالمواهب ولديها كل الإمكانيات من أجل تطوير كرة القدم، بدليل أن المنتخب الجزائري يتسيد القارة السمراء عن جدارة واستحقاق. - هل من كلمة أخيرة؟ أتمنى فقط أن تتحسن أحوال الأندية الجزائرية، وخاصة تطهير وتنقية المحيط، وإن شاء الله يرفع عنا هذا الوباء وتعود الحياة لطبيعتها.