عرفت تعليمة الحكومة القاضية بفرض ارتداء المواطنين للكمامات بالأماكن العمومية، استجابة واسعة من طرف سكان ولاية قسنطينة، كما فرضت الإدارات والمؤسسات العمومية على زائريها الخضوع لهذا الإجراء الوقائي، فيما توفرت الكمامات بمختلف الصيدليات مقابل 50 دينارا. ورصدت النصر خلال جولة قامت بها أمس، بمدينة قسنطينة و المقاطعة الإدارية علي منجلي، تجاوبا واسعا من المواطنين مع تعليمة ارتداء الكمامات، ففي حي «المحاربون» بعاصمة الولاية كانت حركة المرور والمارة حيوية، ولاحظنا أن أغلبهم يرتدون كمامات، لتتواصل مظاهر الوعي إلى غاية شارع عبّان رمضان «الصوابط». واصلنا طريقنا بوسط المدينة، وتحديدا عند المركز الثقافي محمد العيد آل خليفة، أين يتجمع الشباب عادة، حيث كان أغلبهم يرتدون كمامات، لنتجه بعدها إلى ساحة أول ماي والتي كانت تعج أيضا بالمواطنين وخاصة داخل الحديقة العمومية، وهناك لاحظنا أن الجالسين بها من كبار السن و كان جلهم يضعون أقنعة، في مظهر أكد وعي المواطنين بمختلف شرائحهم العمرية وتكرر أيضا بشارع العربي بن مهيدي «طريق جديدة» وسط أطفال كانوا رفقة أوليائهم، إضافة إلى حي طاطاش بلقاسم «روتيار» مرورا بالقصبة ثم حي «رودو فرانس»، وصولا إلى شارع بلوزداد والكدية ثم محور الدوران «لابيراميد»، وفي حي فيلالي شاهدنا ارتداء 5 أفراد من عائلة واحدة الكمامات. احترام للإجراء بمؤسسات عمومية كما لاحظنا أثناء الجولة التي قمنا بها في مختلف الشوارع والأحياء ازدحاما مروريا خانقا في بعض النقاط على غرار شوارع العربي بن مهيدي وطاطاش بلقاسم وبلوزداد وحي القصبة، حيث كانت حركة المرور غير سلسلة عكس ما سجل يومي العيد، وهو راجع لاغتنام بعض العائلات فرصة رفع الحجر المفروض بداية من الساعة الواحدة زوالا قبل يومين، من أجل زيارة الأقارب والأحباب. وخلال مرورنا على الشوارع والأحياء دخلنا بعض الإدارات والمؤسسات العمومية للوقوف على مدى تطبيق تعليمات وضع الكمامات، أين لمسنا تجاوبا كبيرا سواء من طرف الموظفين أو المواطنين، حيث وقف عشرات الزبائن في شكل طابور منظم احترمت خلاله مسافة الأمان، كما كانوا يضعون كمامات بالبريدي المركزي، لاحظنا أيضا أن أعوان الأمن يشترطون وضع الكمامة من أجل الدخول، وهو نفس الأمر بالنسبة لبنكي التنمية المحلية الواقعين في شارع طاطاش بلقاسم وحي القصبة، حيث نظم دخول المواطنين عبر دفعات، كما يشترط عليهم ارتداء الأقنعة. نساء يبحثن عن أقنعة وردية و كان بنك القرض الشعبي الجزائري بحي فيلالي شبه خال من الزبائن، حيث لم يتجاوز عددهم اثنين خضعا للإجراءات الوقائية كما هو الحال في وكالة سونلغاز «المنظر الجميل» الواقعة بذات الحي، حيث كان عدد المواطنين قليلا مع ارتدائهم للكمامات، كما لاحظنا أن الموظفين يضعونها في مختلف المؤسسات العمومية، فيما توفر بعضها سوائل معقمة للزائرين مع تعقيم الأحذية قبل ولوجها. ولمعرفة الأسعار المعتمدة للكمامات و إن كانت متوفرة، جبنا مختلف الصيدليات الواقعة في وسط المدينة على غرار شارعي عبّان رمضان والعربي بن مهيدي، وعرفنا أن ثمنها 50 دج بالنسبة لكمامات ذات الاستعمال الواحد، فيما كان الإقبال عليها كبيرا من طرف المواطنين.وعلمنا من أحد الصيادلة أن الكمامات متعددة الاستخدامات تباع مقابل 100 دج، لكنها لم تكن متوفرة لدى معظم من زرناهم، وأوضح صيدلي أن جل الكمامات المستخدمة من طرف المواطنين تصلح للاستعمال مرة واحدة فقط، فيما اعتبر بعضها غير قابل تماما للاستعمال وخاصة تلك المصنوعة من القماش، وليس من «الكتّان». «استعملنا مئزرا قديما لخياطة كمامات» ولاحظنا خلال جولتنا أن المواطنين يضعون كمامات متعددة الألوان والأشكال، وأخبرنا أحد الصيادلة أن بعض الزبائن يبحثون عن ألوان معينة، ممثلا بأن جل النساء يرغبن في شراء كمامات لونها وردي أو أحمر بينما يشتري الرجال الخضراء أو الزرقاء، كما شاهدنا أن الشباب يضعون كمامات بها شعارات لأندية أوروبية في رياضة كرة القدم على غرار ريال مدريد وبرشلونة، فيما اختار البعض أخرى بها ماركات عالمية للألبسة الرياضية. وشد انتباهنا أن عددا من المارة يضعون الكمامات أسفل الوجه أو على مستوى الرقبة في أماكن عمومية، وبرر أحدهم ذلك بأنه يختنق بسببها، وعليه قرر ارتداها كمظهر فقط تفاديا للعقوبة الإدارية أو المالية التي يفرضها رجال الأمن على المخالفين، فيما أكد جل من تحدثنا معهم أنهم يشترون الكمامات من بعض الورشات التي تصنعها من مادة القماش غير الواقية، ليؤكد آخر أن زوجته تستعمل مئزرا قديما لخياطتها لكل أفراد العائلة. وبالمقاطعة الإدارية علي منجلي كان جل المارة من مختلف الشرائح العمرية يرتدون كمامات، وكان أصحاب السيارات يضعونها أيضا خاصة وأن رجال الشرطة كانوا يراقبون مدى تطبيق التعليمات من عدمها بمختلف الحواجز الأمنية على غرار الواقع بمحاذاة حي خزندار، ومنعت عناصر الأمن مواطنين من ولوج الأسواق المغطاة و وسط المدينة دون احترام هذا الإجراء الوقائي.