قرر المكتب الفيدرالي في الشطر الثاني من أشغال اجتماعه مساء أول أمس، تحمّل مسؤولية تسوية الوضعية العالقة للأندية الجزائرية على الصعيد الدولي، وذلك بتسديد مستحقات الدائنين من اللاعبين والتقنيين الأجانب، لكن مع ربط هذا الإجراء بجملة من الشروط تستوجب توقيع «بروتوكول»، وتنطلق حتما من موافقة مسؤولي النادي المعني على القيام بهذه الخطوة، لتنتهي باقتطاع الاتحادية للمبلغ المالي المخصص لهذه العملية، من عائدات حقوق البث التلفزيوني. وتم حصر المشاركة في أشغال الفترة المسائية من اجتماع أول أمس، في أعضاء الهيئة التنفيذية وكذا رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، وقد أعرب رئيس الفاف خير الدين زطشي، عن تذمره الكبير من الأحكام التي تهاطلت على بعض النوادي الجزائرية، خلال فترة الراحة الاجبارية التي فرضها «كوفيد 19» على المنظومة الكروية العالمية، وأكد بأن هذه القضايا تمس بسمعة الكرة الجزائرية على الصعيدين القاري والعالمي، لأن لجوء اللاعبين والتقنيين الأجانب إلى الفيفا وكذا المحكمة الرياضية الدولية، للمطالبة بالحصول على مستحقاتهم العالقة بعد علاقة عمل ربطتهم بفرق تنشط في البطولة الوطنية، وهو أمر جعل المسؤول الأول في الفاف يلح على ضرورة اتخاذ تدابير ميدانية كفيلة بوضع حد لهذه الظاهرة، وذلك بإدراج نصوص صارمة في القوانين العامة تراعي بالأساس قضية استقدام الأجانب، من لاعبين ومدربين، رغم أن القوانين السارية المفعول تلقي بكامل المسؤولية على عاتق النوادي، لكن الإجراء الذي يلزم مسؤولي الفريق، بإرفاق عقد أي لاعب أو تقني أجبني بصك يضمن مستحقاته لمدة 6 أشهر وإيداعه كضمان لدى الرابطة المحترفة لم يتم العمل به، مما تسبب في طفو العديد من القضايا على السطح. 6 قضايا ستتدخل فيها الاتحادية كشف مصدر من داخل المكتب الفيدرالي للنصر بأن الإجراء، الذي تم اتخاذه في اجتماع أول أمس يخص بالأساس 6 قضايا، الأولى تتعلق بأولمبي المدية والحكم النهائي الذي صدر ضد النادي بعد الشكوى، التي تقدم بها اللاعب المالي دمبيلي إلى الفيفا، بسبب تعويض مالي بقيمة 100 مليون سنتيم، لأن الهيئة الكروية الدولية كانت قد أصدرت قرار يقضي بحرمان فريق «التيطري» من الاستقدامات على مدار 3 فترات متتالية، لكن هذا الإجراء يمكن تجميده، سيما وأن إدارة النادي تحوز على وثيقة تثبت بأنها كانت قد ضخت المبلغ المحدد في الرصيد الأولي للاعب دمبيلي، ليتبين بعد ذلك بأنه غيّر حسابه البنكي. من جهة أخرى، تبقى قضية دفاع تاجنانت من بين الملفات التي اقترحت الفاف التكفل بها، بعد القرار الصادر عن غرفة المنازعات على مستوى الفيفا لصالح اللاعب السوداني عبد الله، رغم أن إدارة «الدياربيتي» طعنت لدى «تاس» لوزان، والاشكال الذي طفا على السطح يخص المصاريف التحكيمية المقدرة بقيمة 24 ألف فرنك سويسري، والتي وافقت المحكمة الرياضية الدولية على تقسيمها على شطرين، لأن خطوة الاستئناف جمدت عقوبة المنع من الاستقدامات لثلاث فترات متتالية إلى إشعار آخر، في انتظار النظر في قضية التعويض الذي سيتحصل عليه اللاعب، بمبلغ يقارب 3,6 مليار سنتيم. وفي سياق متصل، فإن المكتب الفيدرالي أعرب عن نيته في الحسم في الاشكال القانوني، الذي واجه نصر حسين داي بعد الشكوى التي تقدم به اللاعب الموريتاني محمد دلافي، والذي صدر لصالحه حكم يلزم بموجبه إدارة «النهد» بدفع مبلغ 3,8 مليار سنتيم كتعويض للاعب المعني، ولو أن مسيري «النصرية»، كانوا قد دخلوا في مفاوضات مع محامي اللاعب للتنازل عن نسبة 30 بالمئة من إجمالي مستحقاته، لكن الفاف اشترطت استكمال هذا الاجراء بالتوقيع على «بروتوكول»، مقابل تكفلها بتسديد الشطر المتبقي. إلى ذلك، فقد ألح رئيس الفاف على ضرورة الحسم في ملف جمعية عين مليلة، والمشكل الذي اصطدمت به بعد الشكوى التي تقدم بها المدرب دانيال ياناكوفيتش، رغم أن إدارة «لاصام» كانت قد سددت حقوق الطعن لدى المحكمة الرياضية الدولية، والحكم الابتدائي الصادر يمنح للتقني الصربي قيمة 2,1 مليار سنتيم، كمستحقات وتعويض عن المصاريف القضائية مبلغ 4000 فرنك سويري مع فرض غرامة على النادي بقيمة 16 ألف فرنك سويسري كتعويض للفيفا. من جهة أخرى، ستكون مولودية بجاية معنية بقضيتين في الإجراءات التي اقترحها المكتب الفيدرالي، الأولى تخص اللاعب المالي ماليك توري، والذي استفاد من حكم قضائي سيتحصل بموجبه على تعويض بقيمة 250 مليون سنتيم، وآجال التسديد تنتهي يوم الأحد القادم، والثانية تتعلق بمصاريف تحويل اللاعب البنيني جاك بيسان من الملعب التونسي، بمبلغ 9 آلاف أورو، والمهلة تمتد إلى غاية منتصف جويلية المقبل. الحمراوة ومولودية الجزائر تملكان المال لتسوية مشاكلهما ! بالموازاة مع ذلك، فقد أكد مصدر النصر بأن المكتب الفيدرالي قرر عدم الأخذ بعين الاعتبار قضية مولودية وهران مع التقني الفرنسي ميشال كافالي، لأن إدارة «الحمراوة» استفادت مؤخرا من شطر من عائدات البث التلفزيوني، كان عالقا منذ الموسم الفارط، وكذلك الحال بالنسبة لقضية مولودية الجزائر ونادي أجاكسيو الفرنسي، بعد صدور حكم من «التاس» ضد النادي العاصمي يلزمه بدفع 70 ألف أورو، تمثل حقوق تكوين اللاعبين شعيبي والذي كانت المولودية قد استقدمته في 2018، خاصة وأن الفريق كان قد تحصل مؤخرا على مكافأة مالية من الاتحاد العربي، نظير مشاركته في النسخة الحالية لدوري أبطال العرب. واستنادا إلى مصدر النصر، فإن خطوة المكتب الفيدرالي جاءت في إطار المساعي الرامية إلى إيجاد مخرج قانوني لهذه الإشكاليات، لأن الفاف مرخص لها بالتعامل بعملة أجنبية بعد التحويل، بينما تصطدم النوادي والرابطة المحترفة بإشكاليات قانونية جراء المنع من التعاملات المالية إلا بالدينار الجزائري، وعليه فإن الاتحادية ستستدعي مسؤولي الأندية المعنية لاستشارة كل واحد بخصوص القضايا المطروحة على الصعيد الدولي، والموافقة على الإلقاء بالكرة في مرمى الفاف يستوجب توقيع «بروتوكول» اتفاق، لتحمل الفيدرالية المسؤولية في حسم القضايا مقابل اقتطاع المبلغ من عائدات حقوق البث التلفزيوني، ولو على دفعات بحسب القيمة المالية الممنوحة.