أطلقت مديرية الأشغال العمومية بقالمة، مشروعا جديدا لفك العزلة عن المشاتي الواقعة شرقي قرية عين خروبة ببلدية هواري بومدين، بعد سنوات طويلة من المعاناة مع المسالك الترابية الموحلة التي أتعبت السكان و دفعت بالكثير منهم إلى النزوح باتجاه المدن و القرى المجاورة. شركة الإنجاز بدأت عملها بفعالية كبيرة على مسلك قديم يربط بين عين خروبة و مشاتي بني قطيط و مومد، و لخزارة، وصولا إلى مدينة حمام دباغ التي يقصدها سكان المشاتي باستمرار للدراسة و العلاج و غيرها من الخدمات الأخرى. و قال سكان المشاتي المستفيدة من مشروع الطريق الجديد، بأن المعاناة ستصبح من الماضي عند تعبيد الطريق الجديد، مؤكدين على أن الكثير من السكان النازحين سيعودون إلى أرضهم بعد نهاية العزلة التي عمرت سنوات طويلة. مديرية الأشغال العمومية تتوقع نهاية المشروع قبل حلول الشتاء القادم، مؤكدة على أن الطريق الجديد سينجز وفق مواصفات تقنية بداية من طبقة الخرسانة السوداء، إلى نظام الحماية من الفيضانات. و طالب سكان مشاتي بني قطيط و مومود و لخزارة من والي الولاية الذي زار المنطقة، مؤخرا، بتغيير مسار الطريق الجديد لتفادي المنعرجات و المنحدرات الخطيرة على الحدود الفاصلة بين بلديتي حمام دباغ و هواري بومدين. مؤكدين على أن المقاطع السوداء قد تسببت في حوادث مأساوية السنوات الماضية و ربما قد يزداد الخطر أكثر عند تعبيد الطريق و ارتفاع كثافة المرور عبر هذه المحور الهام الذي يمثل شريان الحياة لمئات السكان بين حمام دباغ و عين خروبة. و يعيش سكان المنطقة التي استفادت من مشروع فك العزلة على تربية المواشي و الدواجن و الزراعات المعاشية، لكن نشاطهم الاقتصادي تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب العزلة الخانقة. في حين تعتزم بلدية هواري بومدين، إيصال مياه الشرب إلى مشاتي عين خروبة المحرومة، بعد أن وصل الغاز الطبيعي و الكهرباء إلى تلك المنازل الريفية التي ظلت رمزا للبؤس و الشقاء عقودا طويلة من الزمن.