احتجاج قابلات عيادة الولادة بسبب وفاة حامل وجنينها لغياب الأخصائيين بعين البيضاء أقدمت أمس عشرات القابلات العاملات على مستوى عيادة الأمومة والطفولة بمستشفى الدكتور زرداني صالح بعين البيضاء على الاحتجاج والتجمهر والتوقف بعدها عن العمل ورفعن جملة من المطالب، على رأسها استقدام الأخصائيين لحماية أرواح الحوامل إلى جانب مطالبتهن بضرورة توفير الأمن داخل العيادة التي تعرضت تجهيزاتها للسطو من طرف مجهول تزامنا ووفاة حامل في شهرها الثالث من العمر بمعية جنينها في حادثة حولت على العدالة. القابلات المحتجات وفي حديث ممثلات عنهن ل"النصر" كشفن بأنهن يتخبطن في أوضاع مزرية داخل العيادة لحظة التعامل مع حالات الحوامل ويجدن صعوبة أكبر في التعامل مع هاته الحالات في غياب أطباء أخصائيين في أمراض النساء. فعيادة سليمان عميرات بأم البواقي تضم 6 أخصائيين، في المقابل لا يوجد أخصائي واحد في عيادة عين البيضاء طيلة الأربع سنوات الماضية وحسبهن ففي الحالات المستعصية يجدن أنفسهن أمام أمر محرج عند اصطدامهن بأزواج لا يرضون إلا بحماية حياة زوجاتهن، وبحسب المتحدثات إلينا فالواقع ينذر بأخطار في الأفق على خلاف الأخطار التي تحصل في كل مرة وذلك يحدث عند تقدم الحامل للمصلحة أين يدخل الجميع في رحلة بحث عن أخصائي نساء من أصحاب العيادات الخاصة الذين باتوا يرفضون التنقل للمستشفى ويفضلون استقدام المريضة الحامل لعياداتهم لإجراء عمليات جراحية قيصرية تصل حتى 10 ملايين سنتيم، وعند نقل المريضة لعيادة الولادة بأم البواقي يصطدمون بأعذار تكمن في كون الطبيب الأخصائي غائب والمسؤول على المداومة في عطلة مرضية، ليتم حينها تحويل المريضة داخل سيارة الإسعاف إلى المستشفى المتخصص بقسنطينة أين يقابلون حينها بكون المريض من أم البواقي والقانون حسبهم لا يسمح باستقباله، وهو الذي يجعل كثيرا من الحالات تلفظ أنفاسها داخل العيادة مثلما هو حاصل مع سيدة حامل تبلغ من العمر 35 سنة والتي لفظت أنفاسها بعد جنينها الذي استقبل الحياة متوفيا في الأصل، وهو ما اضطر أهل المريضة إلى تحويل القضية على العدالة. المحتجات أشرن بأنه ولحظة تحويل قضايا ضد العيادة للمستشفى يجدن أنفسهن وحدهن أمام القضاء في غياب هيئة دفاع من المستشفى، ناهيك على إشكالية ندرة الأدوية الخاصة منها دواء "السانتوسينو" الذي يقدم في شكل حقن للحوامل وزاد الأمر تعقيدا غياب طبيب للإنعاش، وهو الوضع الذي دفع المعنيات للاحتجاج للمطالبة كذلك بتوفير الأمن داخل العيادة مبينات بأن العيادة تعرضت مؤخرا لعملية سطو قام خلالها مجهولون بسرقة علب لتجهيزات وعتاد ومنها الملاقط المعروفة باسم "فورسابس". مدير المستشفى السيد عزوق الطيب وفي اتصال هاتفي أكد بأن غياب الأخصائيين إشكالية لا أحد يتنصل منها وقال أنه رفع الطلب في عديد المرات للمديرية الوصية التي ترفعه بدورها للوزارة، المدير أشار بأن طاقم العيادة اتخذ كل التدابير في قضية وفاة السيدة الحامل وجنينها والمرأة حسبه كانت في حالة يرثى لها، أما عن التحقيقات بعد سرقة التجهيزات فبين بأن إدارته هي من أودعت شكوى لمصالح الأمن، وبخصوص نقص الدواء أوضح بأن الإشكال يرجع للصيدلية المركزية وهو مطروح عبر كل القطر الوطني، أما عن الوقوف إلى جانب القابلات في القضايا الجزائية فأشار بأن المستشفى يتأسس في القضايا التي تعني المؤسسة حتى إذا كانت القابلة طرفا فيها وحسبه فسيتم عقد اجتماع مع مدير الصحة سيطرح خلاله النقاط المرفوعة. أحمد ذيب