مقصيون من قوائم السكن بالسهل الغربي و مقبرة سيدي حرب يحتجون أمام الولاية و الدائرة عاشت مدينة عنابة أمس الأربعاء على وقع حركة إحتجاجية قام بها المئات من المواطنين الذين تجمهروا أمام مقري الولاية و الدائرة، للتعبير عن تذمرهم الكبير من عدم إدراجهم ضمن قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي ضمن الحصة الإجمالية التي تم توجيهها لعاصمة الولاية في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، و هي الحصة التي تضمنت 1960 إستفادة تم توزيعها على دفعات، حسب التوزيع الجغرافي الذي إعتمدته اللجنة المعنية، حيث تم توزيع الملفات على 17 قطاعا حضريا. بداية الحركة الإحتجاجية كانت بإقدام المئات من أرباب العائلات القاطنة بالسهل الغربي على الإعتصام أمام البوابة الرئيسية لمقر الدائرة، مطالبين بإلغاء قائمة المستفيدين من حصة 110 وحدة سكنية الموجهة لطالبي السكن الإجتماعي الإيجاري على مستوى الحي الذي يقطنونه، و قد صعد المحتجون حاولوا التصعيد من غضبهم، و ذلك بالإقدام على غلق بعض المسالك المؤدية إلى وسط المدينة، مع القيام بمحاولة غلق البوابة الرئيسية لمقر الدائرة، الأمر الذي إستدعى تدخل وحدات الأمن على جناح السرعة، و التي قامت بتطويق المكان، و تفريق المحتجين، مع تعزيز تواجدها في محيط مقر الدائرة تحسبا لأي طارئ.هذا و قد نقل عشرات المحتجين من طالبي السكن بضاحية الصفصاف و السهل الغربي إحتجاجهم إلى مبنى ولاية عنابة، حيث أقدموا على التجمهر أمام مقر الولاية، وطالبوا بضرورة التدخل الفوري و العاجل للوالي، من أجل إتخاذ إجراءات كفيلة بإلغاء القائمة التي تم الإفراج عنها منذ نحو شهر، مؤكدين على أن عدم إدراجهم ضمن الحصة المخصصة لهذه المنطقة يعتبر إجحافا كبيرا في حقهم، مع التأكيد على أن 70 مستفيدا تم إدراجهم في القائمة الموجهة لحي السهل الغربي بطرق مشبوهة، فضلا عن إدراج العديد من المطلقات و العازيات ضمن المستفيدين من حصة 110 وحدة سكنية، في الوقت الذي تم فيه تهميش عدد كبير من العائلات التي ظلت تقيم لسنوات طويلة في سكنات هشة و آيلة للإنهيار، و ملفاتها المودعة لدى المصالح المعنية بقت رهينة أدراج اللجنة المختصة لنحو عشريتين من الزمن، و لو أن جل المحتجين ألحوا على ضرورة التمسك بمطلب إلغاء القائمة، رغم التقدم بالطعون لدى اللجنة الولائية في الآجال القانونية، و ترقب نتائج إعادة دراسة الملفات. و في سياق متصل قام صبيحة أمس العشرات من أفراد العائلات التي تقيم في سكنات متواجدة بمقبرة سيدي حرب صبيحة أمس الأربعاء بحركة إحتجاجية أما مقر ولاية عنابة، طالبوا من خلالها بضرورة إعادة النظر في القائمة التي تم الإفراج عنها ، مع مناشدة السلطات المحلية بأخذ وضعيتهم الراهنة بعين الإعتبار، خاصة مع حلول فصل الشتاء ، حيث تبلغ المعاناة ذروتها. المحتجون أكدوا بأنهم كانوا قد تلقوا الكثير من الوعود لترحيلهم إلى سكنات إجتماعية جديدة، لكن القوائم التي تم الإعلان عنها لم تكن كافية لتجسيد هذه الوعود، لأن العائلات تقطن سكنات قصديرية وسط المقبرة، و هي الوضعية التي لم تدفع بمنتخبي بلدية عنابة إلى إتخاذ أي إجراء كفيل بوضع حد لمعاناة العائلات، التي توجد بينها عائلات قضت نحو نصف قرن من الزمن في المقبرة. و أقدم أفراد العائلات على التجمهر أمام البوابة الرئيسية للولاية، قبل القيام بغلق الطريق المحاذي لملعب العقيد شابو و المؤدي إلى وسط المدينة ، مما تسبب في شل حركة المرور على مستوى هذا المحور، الأمر الذي إستدعى تدخل وحدات الأمن على جناح السرعة، رغم أن المحتجين ظلوا يطالبون بتوضيحات عن أسباب إقصائهم من حصة عاصمة الولاية من برنامج القضاء على السكن الهش، لأن حي سيدي حرب بأجزائه الأربعة، عرف قدوم المئات من العائلات في السنوات القليلة الماضية، و التي قامت بإنجاز سكنات قصديرية، و إستغلالها في ملفات طلب السكن الإجتماعي، فتم تخصيص حصص سكنية لهذه المنطقة، من دون إدراج قاطني المقبرة ضمن الحصة الموجهة للقضاء على البيوت القصديرية. ص / فرطاس