احتوت إدارة اتحاد عنابة، الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت على السطح مطلع الأسبوع الجاري، وذلك بإقناع اللاعبين بالعودة إلى أجواء التدريبات، بعد مقاطعة حصة الاستئناف، مع تقديم وعود بتسوية الوضعية المالية العالقة، في أسرع وقت ممكن، ولو أن المدرب بن شوية، اعترف بتأثير هذه القضية على تحضيرات الفريق لقمة اليوم أمام اتحاد الشاوية. وأكد رئيس النادي عبد الباسط زعيم للنصر في هذا الصدد، بأن جوهر القضية يكمن بالأساس في غياب مصادر التمويل، لأن الإعانات حسب تصريحه " التي كانت السلطات الولائية، قد رصدتها للاتحاد بقيمة 6 ملايير سنتيم، وجهت كلها لتسوية شطر من الديون المقيّدة لدى الغرفة الفيدرالية للمنازعات، الأمر الذي سمح لنا باستخراج الإجازات بعد الجولة الثانية من الموسم الحالي، والغريب في الأمر أننا وجدنا أنفسنا مرغمين على تسديد ديون، ظلت مسجلة منذ سنة 2013". وأشار زعيم في سياق متصل، بأن الأزمة المالية حالت دون تغطية مصاريف الموسم الجاري، ومبلغ 2 مليار سنتيم الذي تحصل عليه الاتحاد من شركة "أسميدال" لم يكن كافيا لتسديد تكاليف التربصات الخمسة والعتاد، كما أن على حد قوله " منحنا أغلب اللاعبين رواتب 3 أشهر، مما أجبرني على اللجوء إلى المال الخاص، واقتراض مبلغ ملياري سنتيم للنادي، لضمان وضع القطار على السكة، خاصة في الشق المتعلق بمنح المباريات، لأن السلم الذي ضبطناه، يقضي بحصول اللاعب على علاوة بقيمة 7 ملايين سنتيم، نظير كل فوز محقق". وختم زعيم حديثه، بالتأكيد على أن مقاطعة اللاعبين للتدريبات، كانت بنية لفت انتباه السلطات المحلية وكذا المستثمرين ورجال الأعمال، سيما وأن الفريق يحتل حاليا صدارة ترتيب بطولة الوطني الثاني، والحقيقة كما أردف " أن الأزمة المالية تجاوزت الخطوط الحمراء، وقد تكون العائق الذي من شأنه أن يقطع أمام الاتحاد، طريق الصعود إلى الرابطة المحترفة، لأن اللاعبين سئموا لغة الوعود، وشخصيا لم أعد قادرا على تحمّل المسؤولية، وقد طرحت الانشغال على النادي الهاوي، بحثا عن مصادر تمويل، لكن بقاء دار لقمان على حالها سيزيد في تفاقم الأزمة". إلى ذلك، اعترف المدرب محمد بن شوية بصعوبة التعامل مع الظروف، التي يمر بها الفريق، وأكد في هذا الصدد بأن مشكل المستحقات ظل مطروحا منذ بداية الموسم، ومع ذلك فإن اللاعبين حسب تصريحه "أصروا على رفع التحدي، بناء على الثقة المتبادلة مع الإدارة، ومقاطعة حصة السبت الماضي، كانت بمثابة رد فعل حتمي، رغم أننا مقبلون على منعرج حاسم". وأوضح بن شوية في معرض حديثه، بأن الاستعداد لمباراة اتحاد الشاوية في مثل هذه الظروف، من شأنه أن ينعكس بالسلب على الجانب المعنوي للاعبين، "رغم أننا حاولنا تدارك الوضع، لأن كثافة البرمجة أجبرتنا على حصر العمل في العامل البسيكولوجي، واللقاءات الثلاثة المتبقية من مرحلة الذهاب صعبة للغاية".