حقق أمس، إتحاد عنابة الأهم بتخطيه عقبة مولودية قسنطينة في قمة مثيرة وفت بكامل وعودها واحتفظت بكامل أسرارها إلى غاية الأنفاس الأخيرة، وقلب فيها أهل الدار الطاولة على الموك مع غضب الضيوف على التحكيم. المقابلة عرفت انطلاقة بطيئة بسبب انحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، لتكون المرتدات الهجومية للضيوف كافية لصنع الفارق، لأن بن مسعود نجح في افتتاح باب التسجيل عند الدقيقة 12، برأسية محكمة، أسكنها في مرمى الحارس ربيعي، مستغلا سوء تموقع محور دفاع الاتحاد. رد فعل المحليين كان عن طريق بالح في الدقيقة 20، بتسديدة قوية اصطدمت على إثرها الكرة بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس بوسافر، قبل أن يتألق حارس الموك، في إنقاذ مرماه من هدف محقق بصده قذفة خلوفي. الهدف المبكر، أجبر المحليين على الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم، في محاولة لفك شفرة التكتل الدفاعي للضيوف، على اعتبار أن مدرب المولودية كريم زاوي عمد إلى انتهاج خطة دفاعية، والتراجع كلية إلى الخلف، الأمر الذي زاد من درجة الضغط النفسي المفروض على «الطلبة»، والتفاف الثنائي جامع وشرفاوي في المحور أرغم العنابيين على الاعتماد على الكرات العرضية، والتي لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى بوسافر، وقد طالب لاعبو الإتحاد بضربة جزاء في الدقيقة 36، إثر سقوط جريبيعة داخل منطقة العمليات، لكن الحكم عوينة أمر بمواصلة اللعب. المرحلة الثانية شهدت اعتماد مدرب الموك على خيار التكتل الدفاعي المتقدم، مع تشديد الرقابة اللصيقة على حامل الكرة، وهي الطريقة التي شلت القاطرة الأمامية للمحليين، بينما كانت الخطورة من جانب الزوار، إذ كاد ميدون أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 63 بتسديدة قوية وجد الحارس ربيعي صعوبة في التصدي لها. سيطرة العنابيين وجدت طريقها إلى التجسيد في الدقيقة 68، بعدما تمكن المدافع غزالة، من تعديل النتيجة بتسديدة من داخل منطقة الجزاء استقرت في عمق شباك الحارس بوسافر، وهذا بعد عمل كبير قام به جريبيعة على الجهة اليمنى. ريتم اللقاء ارتفع أكثر في الثلث الأخير من عمر المباراة، وقد كادت المولودية أن تحرز التفوق من جديد في الدقيقة 71 بواسطة بزاز لولا براعة ربيعي ليرد عليه بوغالية، الذي أهدر هدفا حققا بعد ذلك بثلاث دقائق، رغم أنه كان يتواجد أمام شباك شاغرة، بعدما راوغ بوسافر إلا أنه فشل في التسجيل. سيناريو المقابلة احتفظ بكامل أسراره إلى غاية الدقيقة الأخيرة، لينجح الإتحاد في توقيع الهدف الثاني عن طريق البديل بوسيف، الذي استغل كرة مرتدة من بوسافر، ليودعها في عمق الشباك وسط فرحة عارمة للعنابيين، مقابل احتجاجات كبيرة لعناصر المولودية، بحجة أن بوسيف كان متسللا. مع استئناف اللعب، لم يطل الحكم عوينة كثيرا لإطلاق صافرة النهاية، بفوز مثير للاتحاد، وسط سخط عارم للضيوف على طاقم التحكيم.