المخرج محمد لبصير استغلني بشكل بشع في فيلم» سحر المرجان» - عديلة ربيب وجه إعلامي جزائري برز من خلال حصة «طالع نازل» التي كانت تقدمها قناة « آرتي للعرب»، و أعتقد الجميع حينها أنها من المشرق العربي لكن قلبها المولع بأطفال بلدها دفعها للعودة إلى أرض الوطن من أجل تقديم الحصة لهم، إلا أنها لم تتمكن من العثور على منتج لها إلى حد الآن كما كشفت للنصر في هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن بدايتها في التقديم التلفزيوني من على محطات عربية و أجنبية، و عن سر عودتها للوطن في ذروة نجاحها في الخارج، منتقدة مخرج مسلسل « سحر المرجان « الذي شاركت فيه مؤخرا واتهمته باستغلالها. بدأت العمل في التلفزيون كمقدمة برامج ثم انتقلت إلى التمثيل و كتابة السيناريو، حدثينا عن مرحلة التقديم التي فتحت لك أبواب الفن ؟ - التقديم هو أهم جزء في حياتي المهنية ومازلت أمارسه إلى حد الآن ، و لكن بنضج أكبر اكتسبته من خلال عملي مع الكثير من القنوات التلفزيونية العربية و الأجنبية المهمة كقناة الجزيرة للأطفال، « آرتي « و « اورونيوز» التي انطلقت منها كمقدمة لنشرة الأخبار إلا أن ذلك لم يسمح لي بالتطور فنيا في مجال السمعي البصري و وجدت نفسي في مجال السياسة الذي لا يستهويني أبدا، كما أن الأخبار تحتاج إلى صوت قوي و صوتي الطفولي كان يصيبني ببعض الحرج رغم تشجيعات زملائي ، فقررت الانتقال لبرامج الأطفال التي خضت فيها أجمل و أطول مغامرة مهنية في حياتي مع حصة « طالع نازل» في قناة «أرتي للأطفال» ، و التي كان الملايين من الأطفال العرب يتابعونها بشغف، بالإضافة إلى برنامج « واتر غايمز» (ألعاب مائية)على نفس القناة ، و بعدها قررت العودة للجزائر و أنا هنا بالعاصمة منذ ثلاث سنوات . ما هي أهم الذكريات التي بقيت عالقة في ذهنك من برامج الأطفال؟ - في حصة «طالع نازل» كنت أحظى بطاقم عمل مبدع و محترف في عمله مما كان يضفي أجواء جد رائعة داخل الأستوديو و نتائج جد مرضية كنت ألمسها بعد كل حلقة، و هذا ما لم أجده أبدا في الجزائر للأسف الشديد. إلا أن ما كان ينغص علي فرحتي كون الأطفال الذين كنت أسعدهم من على البلاطو لم يكن من بينهم أبناء بلدي، حيث كنت أحلم أن يلتفوا من حولي أيضا لأنهم بحاجة لمثل هذه الحصص الترفيهية، و لقد عملت كل ما في وسعي لجعل الحصة إنتاجا مشتركا بين قناة « آرتي» و الجزائر إلا أنني لم أنجح بسبب بعض « الغيورين» الذين أعاقوا المبادرة، و فور عودتي للوطن قمت بإعادة كتابة الحصة و لكني لم أجد منتجا يستطيع تقديم برنامجا ترفيهيا بهذا الحجم، و هي في درج مكتبي تنتظر منتجا جادا و مبدعا لإخراجها أو قد أقوم بذلك بنفسي متى توفرت الإمكانيات اللازمة لإنتاجها و تقديمها على شاشة التلفزيون الجزائري. ما الذي اكتسبته من خبرتك في برامج الأطفال ؟ - العمل مع الأطفال علمني الكثير من الأشياء الإيجابية و أهمها الكتابة للصغار ، حيث أقوم بإعداد الحلقات في كل مرة بأفكار جديدة ، ما جعلني أفكر في كتابة مسلسل للأطفال سأقدمه في الوقت المناسب لأن العمل مع هذه الفئة العمرية متعب و يتطلب الكثير من الوقت و الجهد. و بصراحة منذ عودتي للوطن أشعر بأني أنضج بسرعة، من خلال تقديمي بعض البرامج المنوعة للكبار كحصة التغذية و تقديمي مسابقة رمضان 2011، بالإضافة إلى مشاركتي السينمائية و التلفزيونية . * في حصة «طالع نازل» كنت في كل مرة تجسدين شخصية جديدة، هل كانت تلك هي خطواتك الأولى في التمثيل؟ - بالتأكيد، فقد حاولت أن أعيش حلم التمثيل من على بلاطو الحصة من خلال العديد من الشخصيات التي جسدتها كحورية بحر و رائدة فضاء و غيرها من الأدوار، و كان هذا يعجبني كثيرا و يسليني أكثر مما يسلي الأطفال لأني أحب التمثيل و عالم الصغار. أسند لي بعدها دور في « شيمار» أول فيلم قصير للمخرجة الشابة المغتربة زينب بوشوشي إلى جانب الممثلة عديلة بن ديمراد ، ثم في مسلسل «سحر المرجان» الذي يؤسفني العمل فيه . هل تتأسفين من العمل في فيلم «سحر المرجان « لكونه لم يلقى نجاحا كبيرا؟ - بل لأنه كان كارثيا من جميع النواحي، في هذا العمل بالذات حاولت بكل ما أستطيع أن أساهم في تحسينه و لكني صعقت بالنتيجة بعد عرضه، فلقد ساعدت المخرج في الكثير من الأشياء المهمة بدءا من مراجعة الحوار إلى اختيار مواقع التصوير و المونتاج وغيرها و ذلك لأني لاحظت نقائص فادحة مادية و تقنية أثناء التصوير. و كان جزائي بعد كل هذا عدم حصولي على أجرتي ، ولو حتى مقابل الدور الذي مثلته و هذا عيب كبير ، و أعتبر أن المخرج محمد لبصير قد استغلني بطريقة بشعة، و أنا أتحمل مسؤولية كلامي هذا. تحدث المخرج محمد لبصير بعد عرض المسلسل عن ضعف السيناريو، هل تعتقدين أن هذا هو سبب ضعف العمل ككل؟ - أولا أنا لا أثق في كلام هذا الشخص و لا أصدقه فيما يقول، شخصيا أنا لم أقرأ السيناريو قبل التعديل و لكن لا أعتقد بأي حال من الأحوال أن الصورة الكارثية التي ظهر بها العمل سببها ضعف السيناريو، بل ضعف الإخراج و المونتاج ، و أتصور أن النص كان يمكن أن يقدم بشكل أفضل بكثير. ما هي رسالتك للشباب و الفنانين الذي يحلمون بالهجرة خارج البلد بينما استطعت أنت تحقيق المعادلة بالعكس و عدتي للوطن في ذروة نجاحك في الخارج؟ - عدت للجزائر لأن نجاحي في الوطن له طعم آخر، و أقول لهؤلاء الشباب الذين يتصورون أن الجنة خارج حدود الوطن عليهم أن يتمسكوا بتحقيق طموحهم لفوق أرضه و يتعلموا أن يكونوا أحرارا فيه لا خارجه. أما رسالتي للفنانين فهي ببساطة دعوة للإرتقاء و أقول لهم: توقفوا عن معاملة جمهور بلادكم و كأنهم أغبياء يستقبلون فرحين كل أنواع الرداءة التي تقدمونها لهم، لأن هذا يعتبر تقليلا من شأنهم و من الفن بشكل عام. ما هي آ خر مشاريعك ؟ - مشروع فيلم وثائقي عن الثورة التحريرية بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال وافقت وزارة المجاهدين عليه في انتظار حصوله على الضوء الأخضر من التلفزيون لبدء التصوير، يتناول موضوعا جديدا في مجال التاريخ العلمي. بالإضافة إلى مشاركتي قريبا في مسلسل تاريخي حول قبائل التوارق للمخرج الكبير كمال اللحام ، أسند لي فيه دور رئيسي ، و أنا جد متحمسة للعمل مع المخرج الأردني لأنه فنان محترف يعشق الجزائر، و سبق لي التعامل معه في السلسلة الكوميدية «خلي البير بغطاه « التي عرضت في شهر رمضان الماضي على قناة « كنال ألجيري».