انتهى «الديربي» الذي جمع أمس، هلال شلغوم العيد بمولودية قسنطينة دون فائز، وهي النتيجة التي أجبرت أبناء «الشاطو» على التنازل عن عرش الصدارة، بعد فشلهم في توظيف ورقة الأرض. المقابلة عرفت انطلاقة جد حذرة من دون المغامرة كثيرا في الهجوم، الأمر الذي جعل الصراع على الكرة ينحصر في حدود الدائرة المركزية، ولو أن مدرب الموك كريم زاوي اعتمد على الدفاع المتقدم، مع التكتل في المحور، وفرض رقابة لصيقة على حامل الكرة انطلاقا من وسط الميدان، وهي الطريقة التي شلّت الهداف يدادان، الذي كان معزولا بين الثنائي شرفاوي وجامع. أول فرصة خطيرة في اللقاء، كانت للمحليين في الدقيقة السابعة عن طريق بوشخريط، إلا أن براعة بوسافر أبطلتها، ليكون رد فعل الزوار بواسطة المرتدات، والتي كاد على إثر إحداها ميدون أن يفتتح باب التسجيل، مستغلا تمريرة في العمق من جاهل، غير أن الحارس مويسي أنقذ فريقه من هدف محقق، وكان ذلك في الدقيقة 23. إستراتيجية اللعب المنتهجة من طرف الضيوف، صعّبت من مأمورية لاعبي الهلال في تهديد مرمى بوسافر، ليلجأ قاسمي إلى التسديد من خارج منطقة العمليات، في محاولة تألق حارس الموك في التصدي لها، لتعرف الدقيقة الأخيرة من المرحلة الثانية إهدار يوسف خوجة فرصة حقيقية، كونه لم يستغل سوء تموقع محور دفاع المولودية. «فيزيونومية» اللعب لم تتغير كثيرا مع بداية الشوط الثاني، لأن أهل الدار رموا بكامل ثقلهم في الهجوم، سعيا للنيل من شباك الحارس بوسافر، خاصة بعد إقحام بن معمر بديلا لبوشخريط، وقد أتيحت فرصة لقاسمي من أجل افتتاح مجال التهديف في الدقيقة 54، برأسية محكمة، أبدع حارس الموك في التصدي لها، في الوقت الذي أبدى فيه دفاع المولودية استماتة كبيرة في امتصاص الاندفاع اللامتناهي لرفقاء شخمام، وقد عمد المدرب زاوي إلى تعزيز خط وسط الميدان، بإقحام فرحات قبل ربع ساعة، بحثا عن مرتدات هجومية لمباغتة المنافس. مع مرور الدقائق انحصر اللعب في منطقة المولودية، مع تحمل الحارس بوسافر ودفاعه الضغط، رغم أن هجوم الهلال لم يتمكن من فك شفرة التكتل الدفاعي للزوار، حتى بعد إقحام الثنائي بوطبة وشنيقر، لتبقى المحاولة الفردية التي قام بها قاسمي أخطر فرصة في هذه المرحلة، عندما تلاعب بدفاع وحارس الموك، غير أنه فشل في إيداع الكرة في عمق الشباك، قبل أن يشهر الحكم بصيري البطاقة الحمراء في وجه مدافع الضيوف عبدلي بعد تلقيه إنذارين، وهو الطرد الذي دفع بالمدرب زاوي إلى إقحام عايش لتعزيز الخط الخلفي، وقد نجح في خياراته.