تمكن شباب باتنة من اجتياز عقبة جمعية الخروب، التي صمدت طويلا قبل أن تستسلم في الأنفاس الأخيرة، وذلك في مقابلة اتسمت بالإثارة وكثرة فرص التهديف، خاصة من جانب المحليين الذين أبانوا عن نواياهم مبكرا في صنع الفارق، من خلال الاستحواذ على وسط الميدان، ونقل الكرة إلى الجهة المقابلة، ما مكنهم من خلق عديد الفرص، ولو أنها لم تشكل خطرا على مرمى الحارس هارون. الباتنيون، حتى وإن فرضوا حصارا شاملا على منطقة المنافس، إلا أن غياب الفعالية فوت على بيطام عيسى فرصة خطف هدف السبق(د8)، فيما جانب زميله خالدي التهديف عند الدقيقة (14). ومع ذلك، لم يفقد أصحاب الأرض ثقتهم في النفس، موازاة مع ارتفاع نسق اللعب، ولو أن مهناوي كاد حبس أنفاس المحليين برأسية لولا تدخل الحارس نجاي وإخراج كرته إلى الركنية(د19). الإنذار الحقيقي لأشبال بوغرارة، جاء في الدقيقة (22) عن طريق بوخليفة حتى وإن لم يحسن استغلال فرصته التي كادت أن تثمر، في وقت فضل الضيوف في هذا الشوط تحصين مواقعهم الخلفية، ومراقبة اللعب، مع القيام ببعض المرتدات التي أربكت بعض الشيء دفاع الكاب، إلى درجة أن قبايلي كاد هز الشباك(د27)، ليسير على منواله مهناوي بقذفة قوية(د32). بعدها خرج المحليون من قوقعتهم، لكن دون جدوى في ظل نقص التركيز خاصة بالنسبة لحراز الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التهديف بتسديدة قوية(د34)، وكذا بيطام عبد المالك الذي أدار له الحظ طهره في محاولته(د38)، قبل أن ينقذ المدافع بركات فريقه من هدف محقق بعد إخراجه كرة قدور باشا(د42). المرحلة الثانية، حاول خلالها أصحاب الأرض الرفع من ريتم اللعب وتكثيف الهجمات، خاصة وأن تعويض بوخليفة بحاجي أعطى بعض الحيوية للقاطرة الأمامية، وهو ما سمح بفرض ضغط على منطقة الحارس هارون الذي تصدى لمحاولة خالدي(د54)، وكذا قذفة بيطام عبد المالك(د57). وفي الوقت الذي عمد الزوار إلى غلق كل المنافذ والممرات وعدم ترك مساحات للمناورة، صعد «الشواية» من هجماتهم، حيث كاد البديل بيوض تسجيل ضد مرماه بالخطأ لفائدة الشباب بعد تسديدة من حراز(د64)، مقابل إهدار «الخروبية» فرصة التسجيل بواسطة رماش بقذفة من بعيد (د72). رفقاء زبيري، الذين أبدوا عجزا كبيرا عن اختراق دفاع لايسكا، رموا بكامل ثقلهم في الهجوم خلال ربع الساعة الأخير، حتى وإن لم يحسنوا استغلال الركنيات الثلاث بفعل استماتة الزوار، الذين أحجموا على القيام بالهجمات وسط عديد التوقفات والكرات الثابتة للباتنيين، والتي نجح في واحدة منها بيطام عبد المالك من مخادعة الحارس هارون عند الدقيقة (85). ورغم استفاقة الضيوف إلا أن الأمور ظلت على حالها حتى نهاية المقابلة بفوز مهم وشاق للكاب.