حقّق أمس، شباب باتنة بعد مشقة وعناء فوزا مهما على حساب ضيفه دفاع تاجنانت، الذي لم تكن شجاعة لاعبيه كافية للصمود، وذلك في مباراة شدت الأنفاس إلى غاية انقضاء وقتها القانوني، بعد أن فضل كل طرف مراقبة اللعب، ولو أن المحليين حملوا مبكرا مشعل المبادرات بواسطة المرتدات، التي لم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى مدور. ومع ذلك، لم يفقد أصحاب الأرض الثقة في النفس، حيث عمدوا إلى تكثيف المحاولات في غياب التركيز، تزامنا مع خطة منافسهم المبنية على غلق كل المنافذ والممرات، وهو ما صعب من مهمة أشبال بوغرارة، سيما بالنسبة لخالدي الذي أهدر فرصة سانحة للتهديف، رغم وجوده في وضعية ملائمة (د9)، في وقت كان ماتيب قاب قوسين أو أدنى من التسجيل (د13)، فضلا عن بيطام الذي كاد أن يخادع الحارس مدور بقذفة قوية(د19). الزوار في الشوط الأول، لم يغامروا كثيرا في الهجوم، حيث فضلوا التمركز في منطقتهم، مع تحصين مواقعهم الخلفية، حتى وإن جانبوا خطف هدف السبق عن طريق مراح (د22)، لينسج على منواله مانع، الذي ضيع ما لا يضيع عندما أخرج الحارس نجاي كرته إلى الركنية(د25). ومع مرور الوقت، صعد الباتنيون من حملاتهم، إلى درجة أن ماتيب وخالدي ومواس، فوّتوا على فريقهم إمكانية هز الشباك بفعل نقص الفعالية، لتأتي الدقيقة (27) التي سمحت للشباب بترجمة سيطرته بهدف جميل، حمل توقيع بوخليفة برأسية محكمة إثر كرة ثابتة من بيطام، وهو ما وخز شعور الضيوف الذين خرجوا من قوقعتهم، ورموا بكامل ثقلهم في الهجوم، لكن لا مراح من مخالفة مباشرة (د36)، ولا حاجي بتسديدة قوية(د41)، نجحا في إعادة الأمور إلى نصابها. المرحلة الثانية، عرفت انخفاضا في ريتم اللعب، رغم محاولة «الشواية» الرفع من نسق هجوماتهم، حيث فرضوا سيطرة على منطقة «الدياربيتي» في غياب اللمسة الأخيرة لخالدي، الذي خانته الفعالية عند الدقيقة (52). وبمرور الدقائق، تمكن الزوار من فك الخناق المضروب عليهم وامتصاص حرارة المنافس، حيث ضيع حاجي أخطر فرصة بعد تمريرة من شعبان، بوجوده وجها لوجه مع الحارس الباتني (د63)، فيما كاد البديل شني أن يحبس أنفاس المحليين، بتسديدة قوية (د68)، مستغلا غياب المراقبة. وفي ربع الساعة الأخير، عانى الشباب الأمرين، خاصة بعد إقدامه على تسيير اللعب بالاقتصاد في الجهد، للحفاظ على النتيجة رغم إقحام المهاجم حراز، ليبقي الجميع على أعصابه حتى نهاية المواجهة، بانتصار صعب للشباب.