يعرف، سد « الصفصاف» ببلدية صفصاف الوسرى في ولاية تبسة، هذه الأيام، اختلالا بيئيا خطيرا، ترجمه نفوق غير مسبوق للأسماك، وفقا لأولى التقديرات الرسمية، حيث كشفت المعاينات الميدانية، أن الكارثة طالت آلاف الأسماك من نوع الباربو و الكارب الذهبي و التي تم زرعها في وقت سابق من طرف مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية. النفوق المفاجئ للأسماك، أثار الدهشة في أوساط الجهات المسؤولة و المواطنين، حيث سقطت معه تبريرات انخفاض مستوى الأكسجين بالمحيط المائي، مما يؤدي للنفوق وفقا لبعض الناشطين في المجال البيئي، الذين طالبوا بتحرك واسع من أجل تحديد مكامن الخلل بصفة نهائية، خاصة و أن الكميات النافقة هذه المرة تشكل ضررا حقيقيا و بالغ الخطورة تجاه المعادلة البيئية السليمة، لاسيما مع انطلاق الدولة في استغلال مياه السد في مجال الشرب، من خلال توجيه كميات معتبرة منه إلى بلدية بئر العاتر لتزويد الساكنة بالماء الشروب. المصالح الفلاحية لولاية تبسة و على إثر إعلامها بظهور حالات نفوق للأسماك المتواجدة بسد الصفصاف، اتصلت على جناح السرعة بمديرية الصيد و الموارد الصيدية لولاية قالمة، التي أوفدت فرقة مختصة و تمت برمجة خرجة ميدانية بالتنسيق مع المصالح البيطرية للولاية و ممثلي مديرية البيئة إلى سد الصفصاف، رفقة مدير السد للمعاينة الميدانية، للتحقيق في أسباب نفوق الأسماك بسد صفصاف الوسرى، حيث تم رفع عينات من المياه و كذلك الأسماك، للوقوف على الأسباب الحقيقية العلمية وراء ظاهرة نفوق الأسماك. مديرية المصالح الفلاحية، أوضحت بأنه لا بد من القيام بتحاليل على المياه و الأسماك، لأخذ عينة للتحاليل البكتريولوجية و التحليل الكيميائي الفيزيائي لهذه الكائنات الحية و المياه و تحديد أسباب نفوق هذه الأسماك، مشيرة إلى تسجيل نفوق نوعين من هذه الكائنات المتواجدة بالسد، مرجحة أن يكون ذلك راجع إلى مرض فيروسي أو بكتريولوجي، في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الذي باشره مختصون بمديرية الصيد و الموارد الصيدية لولاية قالمة. أسباب نفوق الأسماك بسد الصفصاف، مازالت غامضة و مجهولة حسب مصدر النصر، خاصة و أن من بينها أسماك من الحجم الكبير، إلا أن اكتشاف أسماك نافقة أثار الكثير من التساؤلات وسط الشارع المحلي حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء نفوق أسماك تم استزراعها في السد و هي ذات خصوصيات معينة و يمكنها العيش في مثل هذه المسطحات المائية. النصر اتصلت بأحد المختصين في المجال البيئي لمعرفة رأسه في ظاهرة نفوق الأسماك بسد الصفصاف، حيث أكد لنا على أنه يحدث النفوق الجماعي للأسماك بشكل طبيعي بسبب النمو الفجائي و غير الاعتيادي للعوالق أو الهائمات النباتية «طحالب مجهرية دقيقة» التي تتكاثر في المياه السطحية بصورة فائقة، مما يؤدي إلى استنفاد أو نقص الأكسجين المذاب بالمياه و بالتالي هلاك الأسماك و الكائنات البحرية الأخرى بشكل جماعي نتيجة لاختناقها و عدم قدرتها على التنفس أو نتيجة لانسداد خياشيمها من أثر كثافة الطحالب المزدهرة و أضاف بأن هذه الظاهرة تعرف باسم ظاهرة الازدهار الطحلبي و فيها تنتشر الطحالب المجهرية أو الهائمات بشكل كثيف للغاية، مما يؤدي إلى اصطباغ لون المياه بلون هذه الطحالب.