توج سهرة أمس فريق شبيبة القبائل بكأس الرابطة المحترفة للموسم الجاري، بعد تفوقه في المباراة النهائية على نجم مقرة بضربات الترجيح، ليحرز بذلك "كناري جرجرة" اللقب رقم 28 في تاريخه على جميع الأصعدة، والوحيد الذي كان ينقص خزانته، ويقتطع تأشيرة المشاركة في كاس الاتحاد الإفريقي للموسم القادم، كمرافق لشبيبة الساورة. المقابلة التي جرت بملعب 5 جويلية الأولمبي، طغت عليها أجواء الحزن، جراء الحرائق التي اندلعت بالعديد من الولايات، وكادت أن تؤجل لولا الارتباط بقرار الكاف القاضي بتحديد ممثلي الكرة الجزائرية في المنافسات القارية للموسم القادم قبل منتصف ليلة الأمس، وقد وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على ضحايا الحرائق، بينما وضع لاعبو الفريقين شارات سوداء على أقمصتهم، وقد كانت بداية المواجهة لصالح نجم مقرة، الذي افتتح باب التسجيل في الدقيقة 11 عن طريق دمان، لكن رد فعل التشكيلة القبائلية لم يتأخر كثيرا، لأن بوعالية أعاد الأمور إلى نصابها في الدقيقة 37. التكافؤ في اللعب كان ميزة الشوط الثاني، ولو أن الحظ كان إلى جانب "المقراوية" في آخر أنفاس المقابلة، لما اصطدمت تسديدة بن شعيرة بالقائم الأيمن لمرمى بوحلفاية، لينتهي الوقت الرسمي على نتيجة التعادل، مما أجبر الفريقين على الاحتكام إلى شوطين إضافيين، وقد كانت فيهما الإثارة كبيرة، سيما وأن البديل قريشي كان قد منح الأسبقية مجددا لنجم مقرة في الدقيقة 93 برأسية محكمة، بعد تلقيه كرة ميليمترية من بورحلة، وهو الهدف الذي جعل باقي أطوار اللقاء تسير على وقع "سوسبانس" كبير، لأن عناصر النجم تراجعت إلى الدفاع، بنية المحافظة على التفوق، وحلم إحراز أول لقب كبر لديها، بينما رمى لاعبو الشبيبة بكامل ثقلهم في الهجوم، لتشهد الدقيقة 120 "سيناريو" هيتشكوكي، على اعتبار أن الفريق القبائلي تمكن من تعديل النتيجة في وقت قاتل، بهدف أمضاه البديل هارون، بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات استقرت في الركن السفلي الأيمن لمرمى بوحلفاية. انتهاء اللقاء في وقتيه الرسمي والإضافي دون فائز جعل من ركلات الترجيح الفيصل في مصير بطل هذه المنافسة، ولو أن عناصر نجم مقرة ظهر عليها الكثير من التأثر وفقدان التركيز، بدليل إهدار فقعاص وعلي حيمود ضربتين بطريقة غريبة، بعدما خرجت الكرة عن إطار المرمى، مما منح التفوق لشبيبة القبائل بنتيجة (4 / 1)، لتحرز اللقب رقم 28 في سجلها، في حين تبخر أمل "المقراويين" في انتزاع أول لقب وطني، وكذا تسجيل حضورهم على الصعيد القاري.