وضع نظام المنافسة الذي اعتمده المكتب الفيدرالي في البطولة الجهوية، بقسميها الأول والثاني للموسم الجديد، الرابطات المعنية أمام إشكال كبير، لأن التوقف الاضطراري للبطولة على مدار 19 شهرا بسبب جائحة كورونا، أبقى مخلفات الصيغة السابقة سارية المفعول، بتسجيل تواجد عدد الأندية في كل قسم، أكثر من الحد المضبوط من طرف الفاف، الأمر الذي يجعل التقسيم إلى أفواج الخيار الحتمي، على أن تكون برمجة مباريات فاصلة في نهاية الموسم، أبرز إشكال لتحديد هوية الفرق التي ستصعد، في حين ستتجاوز "كوطة" السقوط حدود المنطق، لأن ضحايا هذا النظام، لن يقل عددهم عن 6 في كل رابطة . إشكالية برمجة لقاءات السد، ستخص بالأساس بطولة الجهوي الأول، لأن الرابطات الجهوية السبعة لمنطقة الشمال، كانت قد ورثت "تضخما" في هذا القسم، نتج عن القرار الذي كان قد اتخذه المكتب الفيدرالي السابق في جوان 2020، والقاضي بإلغاء السقوط من كل الأقسام، ماعدا قسم ما بين الرابطات، وهو الاجراء الذي كان وراء تدحرج 30 فريقا إلى الجهوي الأول، مقابل "إعفاء" أصحاب المراتب الأخيرة في البطولة الجهوية من السقوط إلى مستويات أدنى، بحجة أن المنافسة لم تنته، الأمر الذي رفع عدد نوادي الجهوي الأول في كل رابطة إلى 20 على أقل تقدير. هذه الوضعية، ازدادت تعقيدا بعد التعليق الكلي للمنافسة على مستوى الرابطات الجهوية والولائية، طيلة الموسم الفارط بسبب الوضعية الوبائية، لأن حتمية قضاء موسم أبيض، حال دون تخلص البطولة الجهوية من حالة "التضخم" في عدد المنشطين، وبالتالي عدم القدرة على تجاوز الفترة الانتقالية، الناتجة عن الظروف الاستثنائية التي فرضتها فترة فيروس كورونا، بل أن إفرازات السقوط من قسم ما بين الرابطات، ألقت بظلالها على معطيات المنافسة في بعض الرابطات الجهوية، كما هو الحال بالنسبة لرابطة قسنطينة، بسقوط شباب بئر العرش، وكذا رابطة عنابة، إثر تدحرج إتحاد الحجار. إرث ثقيل خلفته فترة التوقف تلقي الترخيص من اللجنة العلمية لاستئناف النشاط الكروي على مستوى كل الرابطات وعلى اختلاف الأقسام، وضع الرابطات الجهوية أمام حتمية التخلص من هذا الإرث الثقيل، باعتماد صيغة استثنائية للمنافسة، تتمثل في تقسيم أندية الجهوي الأول إلى فوجين، تركيبة كل واحد تتراوح ما بين 10 و11 فريقا، في ظل تواجد أزيد من 20 منشطا، واللوائح التنظيمية للفاف تنص على عدم تجاوز تركيبة الجهوي الأول 16ناديا، ليكون تنظيم مقابلة "السد" بين بطلي الفوجين خطوة إجبارية لتحديد هوية الصاعد إلى قسم ما بين الرابطات، رغم أن الرئيس الحالي للفاف شرف الدين عمارة، كان قد أعرب عن رفضه لفكرة برمجة اللقاءات الفاصلة، بعد الضجة التي كان قد خلفها هذا النمط عند اعتماده الموسم الماضي، في بطولة الرابطات الثانية وكذا قسم ما بين الجهات. وفي سياق متصل، فإن الإشكالية المطروحة حاليا على مستوى الرابطات الجهوية تمتد إلى نظام السقوط، لأن "الحصة" ستكون كبيرة، والتخلص من حالة التضخم، يمر عبر التقليص الفوري للتركيبة إلى حدود 16 فريقا، من أجل العودة إلى بطولة الجهوي الأول بفوج واحد، وعلى سبيل المثال، فإن رابطة قسنطينة الجهوية ستضطر لتطبيق نظام بطولة من فوجين يتشكل كل واحد من 11 فريقا، على أن سيكون السقوط إلى الجهوي الثاني مصير سبعة فرق على أقل تقدير، وهذا في حال عدم سقوط أي فريق تابع لإقليم رابطة قسنطينة من قسم ما بين الرابطات، بينما تتواجد رابطتا عنابة وباتنة الجهويتين في نفس الوضعية، بتركيبة إجمالية للجهوي الأول تضم 21 فريقا، مما يجعل السقوط مصير 6 أندية على الأقل. دورات "البلاي أوف" في الجهوي الثاني مشكل أخر على صعيد آخر، فإن صيغة المنافسة الواجب اعتمادها لبطولة الجهوي الثاني ستكون استثنائية، والإشكال فيها يكمن في كيفية تحديد الفرق الصاعدة، لأن كل الرابطات لن تستطيع اعتماد النظام "التقليدي"، في ظل استحالة لعب بطولة من 30 جولة، والتقسيم إلى 3 أفواج يبقى الخيار الحتمي، للتكيف مع المعطيات الميدانية، خاصة منها عواقب التوقف الطويل للمنافسة، على اعتبار أن تركيبة هذا القسم في مختلف الرابطات تبقى في حدود 34 فريقا، واعتماد بطولة من 3 مجموعات، تتشكل كل واحدة من 11 إلى 12 ناديا يعد الحل الذي ارتأى المكتب الفيدرالي اللجوء إليه، لكن مع حتمية برمجة دورة "البلاي أوف" لتحديد الفرق التي ستصعد في نهاية الموسم إلى الجهوي الأول، لأن نمط المنافسة يحصر الصعود في فريقين فقط. هذه المعطيات الاستثنائية دفعت برؤساء الرابطات الجهوية إلى التقدم بمقترحات إلى الفاف، تلتمس من خلالها تكييف نظام الصعود والسقوط مع نمط المنافسة في الأقسام السفلى، وذلك بالرفع من حصة الصعود من كل رابطة جهوية إلى فريقين، مقابل زيادة عدد النازلين من قسم ما بين الرابطات، وهذا حتى يتسنى صرف النظر عن مباريات "السد" في الجهوي الأول ودورات "البلاي أوف" في الجهوي الثاني، مع طلب تقليص "كوطة" السقوط من الجهوي الأول باعتماد خفض تدريجي في عدد المنشطين إلى 18 كمرحلة أولى، قبل العودة إلى النظام التقليدي، وهي اقتراحات مازالت مطروحة على طاولة شرف الدين عمارة. صالح فرطاس