انتصار الحراش سيحرر اللاعبين وعليهم التصرف باحترافية في قادم المحطات - وفق المدرب الجديد لشباب قسنطينة رشيد بلحوت في اجتياز أول اختبار له على رأس العارضة الفنية بنجاح، حيث قاد السنافر إلى انتزاع انتصار رائع في الحراش وحصد ثاني فوز على التوالي، ما رفع الفريق إلى مركز تاسع جد مريح في مرحلة حساسة من الموسم نقاطها من ذهب. بلحوت وبصراحته وتواضعه المعهودين رد على أسئلة النصر وأرجع التألق الأخير إلى اللاعبين الذين دخلوا المباراة بنفسية جيدة بعد الفوز على الكاب، كما لمح إلى ضرورة الحفاظ على الأرجل فوق الأرض لأن تسيير مرحلة ما بعد الانتصار تتطلب الكثير من الجدية والتركيز. السيد بلحوت لاشك أنك مدرب سعيد لأن أول اختبار لك مع السنافر شهد تألقا؟ شخصيا لا أرى بأن الفوز تألق بقدر ما هو جزء من كرة القدم، وأجمل ما في الأمر أن فريقنا حقق انتصارا ثمينا سمح له بأخذ جرعة أوكسجين والتطلع لأيام أفضل ومن ثمة لعب قادم المقابلات بأريحية وروح معنوية أفضل. التألق مستمد من قيمة المنافس وصعوبة ترويضه على أرضه كما أنه أول فوز للسنافر خارج قسنطينة منذ بداية الموسم الجاري؟ نعم لكن الفوز كان من الممكن أن يتحقق قبل اليوم، ومن محاسن الصدف أنه جاء أمام منافس عنيد، كما أن الفوز الأخير أمام شباب باتنة سمح للاعبين باللعب بعيدا عن الشد العصبي، حيث دخلنا لقاء الحراش بعقلية أنه ليس لدينا ما نخسره وأي نتيجة غير التعثر "في الفائدة". إذن الفوز أمام الكاب حرر اللاعبين وساهم في العودة بانتصار أول أمس؟ نعم هذه حقيقة لا يجب القفز عليها، حيث أن اللاعبين انتفضوا منتصف الأسبوع خلال اللقاء المتأخر، أين لم يكن أمامهم خيار آخر سوى حصد النقاط الثلاث، والفوز أمام الجار الباتني أعطى اللاعبين دفعا معنويا ورغبة إضافية، حيث تميزت الحصص التي أعقبت لقاء الثلاثاء بالهدوء والسكينة، وعلى النقيض من مباراة الكاب التي دخلها اللاعبون بأعصاب مشدودة، خاضت عناصري لقاء الحراش بنفسية أريح ما ساعدها على أداء مباراة جيدة. ما ذا كانت كلمة السر قبل المباراة؟ لقد طالبت اللاعبين بضرورة تثمين نقاط لقاء الكاب واللعب كما يعرفون وحسب إمكانياته، وفي الحقيقة هذه فلسفتي في الكرة فأنا لا أطلب أبدا من عناصري المستحيل، وألح عليهم دائما أن يكونوا واعين وفي مستوى المسؤولية. على ضوء هذا الانتصار كيف تنظر لبقية المشوار؟ سنحاول البقاء في ديناميكية النتائج الإيجابية والإيمان بحظوظنا لأنه لا وجود لمقابلات سهلة، وهنا أذكر بأن لقاء الكأس أمام أولمبي المدية لن يكون سهلا ويتطلب الكثير من الجدية والجهود لاقتطاع تذكرة التأهل إلى الدور الموالي من السيدة الكأس. على ذكر لقاء المدية هل ستعمدون إلى إحداث تغييرات عن التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة للبدلاء والأقل منافسة؟ سنرى لاحقا ما يمكن القيام به، نحن الآن لا زلنا نعيش نشوة الانتصار في الحراش. من الأشياء التي تغيرت في الحراش مبادرتكم بالتسجيل عكس لقائي مولودية الجزائر وشباب باتنة أين كان الفريق متأخرا في النتيجة وعاد من بعيد، فكيف تفسر ذلك؟ أجمل ما في الأمر أنه كان بإمكاننا تسجيل أهداف أخرى بعد هدف زيتي بالنظر للفرص التي أتيحت لنا، ورغم عودة اتحاد الحراش بقوة إلا أننا أدينا شوطا ثانيا أفضل من سابقه، فخلال المرحلة الأولى وبمرور ربع ساعة عن انطلاق اللقاء تراجعنا ما أدى إلى بروز مساحات بين الخطوط، أما بعد الاستراحة فقد كنا أكثر حضورا على مستوى وسط الميدان، ما سمح لنا بخلق فرص سانحة للأسف لم تجسد إلى أهداف. وإجمالا كيف وجدت المجموعة؟ المجموعة تحذوها رغبة جامحة في العمل وتقديم الأفضل، وبعد الانتصارين الأخيرين ستزيد هذه الرغبة ما يجعل الأجواء ومعها المعنويات أفضل بكثير. وماذا عن الإمكانات الفردية للاعبين؟ هذا العامل سنقف عليه بشكل أفضل مع تعاقب اللقاءات والجولات، كما أننا سنرصد رد فعل اللاعبين بعد الفوز، لأن مثل هذه الأجواء تحتم عليهم التصرف كمحترفين من خلال الحفاظ على التركيز والجدية في العمل. كلمة أخيرة. أتوجه بجزيل الشكر لأنصارنا الذين سجلوا حضورهم في مدرجات ملعب الحراش وساهموا من خلال تشجيعاتهم في تحقيق الانتصار، كما أشكر اللاعبين على أدائهم الجيد وانتزاع فوز لم يكن منتظرا. حاوره: نورالدين - ت