أسّستُ الجمعية بمال المهر وحلويات "التمور المحشية" إبداع شخصي كريمة خميج حرم زلّوف من مواليد الرغاية بالجزائر العاصمة لأبوين من أصول شاوية، ذات مستوى جامعي شاءت صدف الحياة أن تكون من نصيب فلاح بسيط ينحدر من منطقة طولقة بولاية بسكرة.. السيدة كريمة عرفت كيف تفك "شيفرات" زوجها من الوهلة الأولى وعرفت كذلك كيف تستميت ابن عاصمة دقلة نور بعد الزواج ليساعدها على أن تعيش الحياة بالشكل الذي تريد بعد أن أرغمتها ظروف قاهرة على التخلي عن الدراسة بجامعة بوزريعة فكانت النتيجة الحصول على 4 أربعة دبلومات دفعة واحدة في الحلاقة ، الخياطة ، الطبخ والحلويات ، وفي الإعلام الآلي. ورغم أعباء الحياة الزوجية وتربية ولديها شقّت السيدة كريمة طريق ممارسة النشاط الجمعوي وصارت ترأس جمعية يبلغ عدد المنخرطات بها أزيد من 50 فتاة من بنات حي سيدي رواق المحافظ في قلب طولقة. تحصلت جمعية الرشد لفتاة طولقة علي الاعتماد الرسمي بتاريخ 11 أكتوبر 2009 ، واعتمدت السيدة كريمة بعد التأسيس على مال مهرها الذي اقتطعت منه مبلغا هاما لكراء المقر وشراء بعض التجهيزات الضرورية ، وساعدها زوجها بمبلغ إضافي. الانطلاقة في النشاط كانت صعبة لجمعية تفتح أبواب الانخراط لفتيات حي محافط ، غير أن المثابرة والعمل الجواري المتواصل، وحب النجاح مكّن رئيسة الجمعية من كسب ثقة عائلات الحي، وما هي إلا أشهر قليلة حتى غص المقر بالمنتسبات للجمعية . مناسبة عيد المرأة في الثامن مارس سنة 2010 مثّلت أول فرصة للظهور الرسمي لفتيات الجمعية وكان ذلك في معرض ولائي أقيم بالمناسبة ، وكانت الخرجة الأولى جد ايجابية لفتيات السيدة كريمة اللائي فزن بالجائزة الأولى عن أحسن جناح وأحسن منتوج وخاصة فيما يتعلق بالحلويات. توسع النشاط نتج عنه توسع مشاركات الجمعية في مختلف المعارض والصالونات ، أين مثّلت فتيات جمعية الرشد ولاية بسكرة في المعرض الوطني الأول للدمى المنظم شهر ديسمبر 2010 في الأبيار بالعاصمة ، وقدّمت فتيات الجمعية خلاله عرضا يضم دمى من صنع أناملهن ، إضافة إلى عرض ألبسة تقليدية وأكلات شعبية خاصة بمنطقة الزيبان على رأسها الطبق الشهير "الشخشوخة البسكرية" . وفي السنة الموالية عُدن بالجائزة الأولى عن حسن السيرة وكرم الضيافة. وجاءت سنة 2011 حبلى بالنشاطات وبمشاركة الجمعية في مختلف المعارض ، وتمكنت خلالها من تحطيم أحد الأرقام القياسية بمشاركتها في خمسة 5 معارض مختلفة في يوم واحد ، كان ذلك بمناسبة الثامن مارس. وفي أواخر تلك السنة شاركت الجمعية في تظاهرة عيد التمور التي احتضنتها القاعة متعددة الرياضات بطولقة ، وبهدف تسجيل الحضور بقوة فكّرت السيدة كريمة في طريقة مواتية تبرز بها نشاط فتياتها فعادت بها المخيلة إلى سنوات الصبا أين تذكرت كيف كانت والدتها تقوم بصنع حلويات من التمر، وقامت بصنع حلوى "التمورالمحشية" التي تعتبرها إبداعا شخصيا ، وتُصنع هذه الحلوى عن طريق نزع نواة التمور وحشو مختلف أنواع المكسرات من جوز ولوز، وأنواع الشوكولاطة بدلا عنها فيكون الناتج حلويات تقليدية رائعة المذاق. وقد نالت هذه الحلويات إعجاب زوار جناح الجمعية وخاصة من قبل أعضاء الوفد الرسمي وكذا من قبل أعضاء الوفد الأجنبي الذي حضر حفل الافتتاح وطلب المزيد من حلويات التمور المحشية.. اليوم تفخر السيدة كريمة بفتياتها اللائي يناديها ب : أمي أو "طاطا" احتراما وتقديرا لها ..فالآنسة مريم لسعد 21 عاما وهي خريجة جامعة قسم آداب تزاول بالجمعية تربصا في الطبخ والحلويات تعتبر أن السيدة كريمة أكبر من مجرد رئيسة للجمعية ، فهي قبل ذلك الأم الحنون ، المربية والمرشدة الاجتماعية والنفسانية لفتيات الجمعية.. ولأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ، ترى السيدة كريمة أنها قد تمكنت حتى الآن من مد الخطوة الأولى ، وهي اليوم تطلب مساعدة ومؤازرة كل سكان وأهالي حي سيدي رواق والأحياء المجاورة من أجل مد الخطوات الموالية بتوفير مقر أوسع لجمعيتها التي صار مقرها الحالي ضيّقا أمام الطلبات المتزايدة لفتيات المنطقة.