الكوتش وحيد يفك العقدة ويضع قاطرة الخضر على السكة -وفق الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في قيادة الخضر إلى تحقيق انتصار غال وثمين، كونه سجل خارج الديار وفك عقدة لازمت المنتخب منذ الفوز على المنتخب الزامبي في التصفيات المزدوجة لكان ومونديال 2010، فوز حمل بصمة قاهر الفراعنة في أم درمان عنتر يحيى والنجم الجديد للخضر سفيان فيغولي، الذي أعطى الإضافة المرجوة لهجوم شكل الحلقة الأضعف في المنتخب. وبالعودة إلى مباراة أمس يحسب للناخب الوطني توفيقه في اختيار "الكومندوس" وحسن قراءته اللعب والمنافس، مع إعطائه النزعة الهجومية للتشكيلة الوطنية، من خلال الرسم التكتيكي المتغير حسب مجريات اللقاء، 4- 3 – 3 عند استحواذ منتخبنا على الكرة و4-5-1 عند تضييعها، وفي الحالتين وفق في ربح معركة وسط الميدان، حيث حرم فيغولي ولحسن وقديورة وقادير وبقية أفراد المنتخب المنافس من الكرة وأرغموه على التراجع والتواجد في منطقته خلال ثلاثة أرباع اللقاء. ولئن غابت الفعالية عن الخضر في المرحلة الأولى، أين تحكمت عناصرنا في الكرة ومجريات اللعب ، فإن الخضر لعبوا ضد ثلاثة منافسين ، بداية بأرضية الميدان التي تصلح لأي شيء سوى لعب الكرة، ومرورا بالحكم كوليبالي الذي رفض هدف قديورة بحجة التسلل، وصولا إلى القائم الذي لم يكن حليفا للخضر بصده رأسية عودية في آخر دقيقة، واكتملت الصورة بتلقي مبولحي هدفا ضد مجرى اللعب من هفوة في المراقبة للقائد عنتر يحيى، ومع كل ذلك وجد "الكوتش وحيد" الكلمات المناسبة لمخاطبة لاعبيه في غرف الملابس، حيث وفق في إعادة ترميم الصفوف وبعث الروح في نفوس لاعبيه الذين انتفضوا بمجرد عودتهم إلى ساحة اللعب، ليحسن عنتر يحيى استغلال أول كرة ثابتة (سلاح الخضر) ليعيد منتخبنا إلى أجواء اللقاء ويبصم الوافد الجديد سفيان فيغولي على فوز عز علينا قرابة ثلاثين شهرا، وما دام الشوط الثاني عادة ما يكون للمدربين فإن وحيد حليلوزيتش لم يشد عن القاعدة وأكد وفاءه لنهجه الهجومي، من خلال تعليماته الواضحة بالضغط على المنافس في منطقته ومنع الظهيرين الغامبيين من خلق التفوق العددي في معسكر الخضر، بتوظيفه الثنائي النشط و المهاري فيغولي وقادير في الرواقين، مع حسن تحرك عودية في عمق دفاع غامبيا وحرص مطمور على مساندته في كل مرة بتواجده ورائه، وحتى بعد التقدم في النتيجة واتجاه المباراة نحو النهاية، لم يفقد حليلوزيتش ثقته في أسلوب لعبه ولا في قدرة عناصره على الحفاظ على المكسب، فأبقى على الرسم ذاته من خلال إجرائه تغييرا أول اضطراري بخروج كادامورو وحافظ على النزعة الهجومية بإقحام غزال وبودبوز مع منحهم نفس التعليمات التي وجهت لعودية ومطمور، والنتيجة انتصار يعبد طريق التأهل إلى الدور القادم ويضخ نقاطا مضاعفة في الرصيد المعنوي لمنتخبنا العازم على العودة إلى الواجهة القارية، ما دام الكوتش وحيد يسير نحو تحقيق إنجاز، من خلال محو مصطلح الخسارة من قاموس الخضر، بتعادل وثلاثة انتصارات متتالية، وهو الذي قاد من قبل فيلة كوت ديفوار إلى خوض 20 مباراة دون هزيمة. وما يحسب للاعبين عدم خروجهم من المباراة بعد تلقي هدف ضد مجرى اللعب، وانضباطهم وقتالهم طيلة التسعين دقيقة، حيث لعبوا على قلب رجل واحد وآمنوا بالفوز حتى صافرة النهاية، ربح الثنائي كادامورو و فيغولي الرهان ، فأعطيا الإضافة الأول دفاعيا والثاني هجوميا، ما يعد بمستقبل أفضل لكتيبة الكوتش وحيد.