لا يهتم الناخب الوطني جمال بلماضي كثيرا لمعاناة حسام عوار من نقص المنافسة مع ناديه ليون، حيث سيدرج اسمه ضمن القائمة المعنية بالتربص المقبل، خاصة وأنه يود الاطمئنان على خدمات لاعب بمواصفات قائد ليون الأسبق المتحوّل من ركيزة في تشكيلة المدرب بيتر بوش إلى لاعب غير مرغوب فيه، لا لشيء سوى لأنه قرر تغيير جنسيته الرياضية، والانتقال من الديكة إلى الخضر، في سابقة من نوعها بالنسبة للاعب من مزدوجي الجنسية، حيث تعوّدنا على قدوم لاعبي الآمال، ولم يحدث أن جلبت الفاف لاعبا دافع عن ألوان المنتخب الفرنسي الأول، وإن كان في مباراة ودية واحدة فقط ( أوكرانيا). بلماضي الذي اشترط على لاعبيه، خلال آخر معسكر إعدادي (شهر جوان الفارط) ضرورة التواجد في أجواء تنافسية، من أجل ضمان مكانة خلال تربص شهر سبتمبر(19- 27)، لن يتعامل مع عوار بنفس المنطلق، كون الأخير يعتبر حالة خاصة مقارنة ببقية الأسماء، فالأخير سيكون على موعد مع ظهوره الأول مع المنتخب الوطني، ولذلك لن يضيع بلماضي الفرصة من أجل استدعائه، وقطع الطريق بشكل نهائي أمام المنتخب الفرنسي، من أجل الاهتمام بخدماته من جديد، ولو أن عوار قد فصل في مستقبله الدولي هذه المرة بشكل نهائي، بعد أن منح موافقته النهائية للناخب الوطني، من أجل تقمص ألوان منتخب بلده الأصلي. ويسعى المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر لدعم عوار بطريقته الخاصة خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها، كون الجميع يدرك بأن انقلاب مسؤولي ليون عليه راجع بالدرجة الأولى إلى اختياره اللعب للجزائر، وإن كانت إدارة جون ميشال أولاس تبرر ذلك بتماطل خريج مدرسة ليون في الانتقال إلى أحد الأندية الراغبة في التعاقد معه وهو الذي يقترب من نهاية عقده ( صيف 2023). وتم استبعاد عوار بشكل محير مع انطلاق الموسم، إذ اكتفى بخوض 30 دقيقة فقط في أول ثلاث جولات، وإن كانت المباراة الثانية أمام لوريون قد أجلت. وزج المدرب بيتر بوش بعوار كأساسي في لقاء الافتتاح أمام نادي أجاكسيو، غير أنه سارع لإخراجه عند الدقيقة 30، في خطوة غريبة من طرف التقني الهولندي الذي يقوم بممارسات غير مقبولة ضد عوار لدفعه نحو المغادرة قبل غلق سوق الانتقالات الصيفية. ويمتلك عوار الكثير من العروض ويطمح في الانتقال إلى الدوري الانجليزي الممتاز، حيث كان على بعد خطوة واحدة من الانضمام إلى نادي نوتنغهام فوريست، قبل أن تتعطل الصفقة في آخر لحظة، ما جعل اللاعب يتفاوض مع فريق جديد، ويتعلق الأمر بكريستال بالاس الذي قد ينقذه من جحيم ليون. ولا تختلف وضعية ياسين عدلي عن زميله عوار، وإن كان ما يحدث للثنائي لا يقارن، فعدلي مرحب به في ناديه الجديد ميلان، وبقاؤه بعيد عن أجواء المنافسة مع بداية الموسم مرتبط بأشياء رياضية بحتة، بخلاف عوار المبعد لأسباب معروفة، ولو أن كل هذا لا يهم الناخب الوطني الذي قرر توجيه الدعوة لهما (عدلي وعوار) مهما كانت وضعيتهما مع فريقيهما، كونها المرة الأولى التي سيشاركان فيها مع منتخب بلدهما الأصلي، ولا يمكن حرمانهما من ذلك. وجلس عدلي على كرسي الاحتياط في أول جولة من «الكالتشيو»، كما كان حبيس الاحتياط في لقاء أتلانتا، في انتظار أن يمنحه المدرب ستيفانو بيولي الفرصة، وهو الذي أبدى إعجابه الشديد بالإمكانيات الفنية والبدنية للاعب بوردو السابق.