نقص كبير في التزود بالمياه عبر العديد من البلديات الشمالية الشرقية يعاني سكان العديد من البلديات الواقعة شمال شرق ولاية سطيف من نقص كبير في التزود بالمياه الصالحة للشرب، وهذا بالرغم من تساقط الأمطار والثلوج بكميات معتبرة خلال شهر جانفي وفيفري الماضيين والتي ساهمت في ظهور العديد من الينابيع الطبيعية الجديدة سيما في المناطق الواقعة في سفوح الجبال، وكذا ارتفاع منسوب مياه الآبار والحنفيات العمومية، غير أن هذه الكميات الهائلة لم تستغل بطريقة عقلانية لرفع الغبن عن السكان، كما هو الشأن بالنسبة لبلدية عين لكبيرة، التي تعاني من تذبذب كبير في توزيع هذه المادة الحيوية بالرغم من المشاريع العديدة التي استفادت منها، وتعد قريتا “ عين الطويلة” و”بورقازن” من أكثر المناطق تضررا من هذه الأزمة بالنظر لنقص كميات المياه بمنبع “ الدهامشة”. نفس المعاناة يعيشها سكان العديد من القرى والمداشر الواقعة ببلدية الدهامشة بالرغم من استفادة المنطقة من مشروع “ الرواتجة” حيث يضطر هؤلاء السكان إلى قطع مسافة عدة كيلومترات لجلب المياه من الأودية والينابيع الطبيعية معتمدين في ذلك على الوسائل البدائية المتمثلة في استعمال الأحمرة والبراميل. بلدية عموشة تعاني أيضا منذ مدة من تذبذب كبير في التمون بهذه المادة خاصة على مستوى قرية “ صرفدة” التي يطالب سكانها بالتعجيل في عملية إنجاز مشروع ربط سكناتهم بشبكة الماء الشروب مع العلم أن العديد من الحواجز المائية عرفت في الآونة الأخيرة زيادة معتبرة في كميات المياه، على غرار حاجز قرية “ بوعمران” وحاجز منطقة (بوشيطاط) وهما الحاجزان الموجهات للسقي الفلاحي. وضعية سكان بلديتي بابور وسرج الغول لا تختلف كثيرا عن وضعية سكان البلديات المذكورة بالرغم من استفادة المنطقة من عدة مشاريع في قطاع الري على غرار مشروع تجديد شبكة التوزيع بقرية “الشرفة” الذي لا تزال أشغاله متواصلة، وكذا مشروع “ الماء الأبيض” الذي لازال يراوح مكانه، والذي كان من المفروض أن تنطلق أشغاله في سنة 2008. سكان المناطق المذكورة يعلقون آمالا كبيرة على مشروع التحويلات الكبرى للمياه الذي تجاوزت به نسبة الانجاز 60 بالمائة، والقاضي يجلب المياه من سد “ إيراقن” الواقع بولاية جيجل المجاورة، وهو المشروع الذي سيضمن تزويد كل القرى والمداشر بصفة دائمة ومنتظمة.