* لعمامرة يسلّم السيسي وعباس دعوة لحضور القمّة أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن تطلع بلاده للعمل مع الجزائر لضمان نجاح القمة العربية في تعزيز العمل العربي المشترك للتصدي للتحديات الضخمة التي تواجه الأمة، وذلك بهدف استعادة مكانتها ووحدتها، وأكد الرئيس السيسي اعتزاز مصر بما يربطها بالجزائر من علاقات تاريخية وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، والاهتمام بتعزيز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة في كافة المجالات. باشرت الجزائر تسليم الدعوات الرسمية لقادة الدول العربية، لحضور القمّة العربية المقرر أن تستضيفها في الأول والثاني من شهر نوفمبر المقبل. وسلّم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، المتواجد بالعاصمة المصرية لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يزور القاهرة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوة رسمية موجهة من الرئيس عبد المجيد تبون لحضور القمّة، علماً أن الرئيس تبون افتتح الدعوات بدولة فلسطين. واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الشؤون الخارجية والجالية رمطان لعمامرة، الذي سلّمه رسالة خطية من الرئيس عبد المجيد تبون، تضمنت دعوة السيسي للقمة العربية، حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية، وقالت الخارجية : «بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, استقبل اليوم بقصر الاتحادية, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد رمطان لعمامرة, من قبل رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة, السيد عبد الفتاح السيسي». وأضاف البيان: «خلال المقابلة, سلم الوزير لعمامرة للرئيس المصري رسالة الدعوة الموجهة إليه من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للمشاركة في القمة العربية بالجزائر, كما أبلغه بهذه المناسبة «تحياته الخالصة وتطلعه لمواصلة العمل معه لتعزيز التعاون الثنائي وترسيخ سنة التشاور والتنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين». من جانبه, «أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن بالغ تقديره لأخيه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, مثمنا جهوده ومساعيه لتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة, ومؤكدا حرصه على المشاركة والمساهمة شخصيا في دعم هذه الجهود لضمان تكليل هذا الاستحقاق العربي الهام بنتائج تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية». وجرى خلال المقابلة, حسب نفس المصدر, «استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين, حيث أعرب الطرفان عن ارتياحهما للديناميكية الجديدة التي يشهدها التعاون الثنائي على ضوء القرارات التي اتخذها قائدا البلدين خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى مصر مطلع العام الحالي». كما تم التطرق إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك على مستوى العالم العربي وعلى الصعيدين الدولي والإفريقي, خاصة مستجدات الأوضاع في الجوار الإقليمي للبلدين. وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، حسام زكي، في بيان عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، بأن وزير الخارجية لعمامرة سلم الرئيس المصري رسالة خطية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تضمنت دعوة للمشاركة في القمة العربية المقبلة، فضلاً عن التأكيد على حرص الجزائر على تعزيز أطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة والانطلاق بها إلى آفاق أرحب اتساقاً مع عمق أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين. ورحب الرئيس المصري بالدعوة، مؤكدا اعتزاز مصر بما يربطها بالجزائر وشعبها العظيم من علاقات تاريخية وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، والاهتمام بتعزيز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين البلدين خلال الفترة المقبلة في كافة المجالات. وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول التباحث بشأن آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث تم تأكيد الرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون في شتي المجالات وتعظيم قنوات التواصل الفعال بين البلدين حكومياً وشعبياً. كما تطرق اللقاء إلى تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي، لاسيما مستجدات الأوضاع في كلٍ من سوريا وليبيا والعراق، حيث تم التوافق حول أهمية تكثيف التنسيق المتبادل للعمل على استعادة الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي. عباس أول من يستلم الدعوة للمشاركة في قمة الجزائر وكان لعمامرة قد سلّم، مساء الاثنين، فور وصوله إلى القاهرة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة رسمية لحضور القمّة العربية، وهي أول دعوة رسمية يوجهها الرئيس عبد المجيد تبون لنظرائه للمشاركة في أعمال القمة العربية. وجدّد لعمامرة، خلال اللقاء، التزام الجزائر الدائم بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وتطلعها للدور الفاعل لدولة فلسطين في إنجاح هذا الموعد العربي المهم، بحسب الخارجية الجزائرية. من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني «اعتزازه بأن تكون دولة فلسطين أول من يستلم الدعوة الرسمية للمشاركة في قمة الجزائر تأكيداً للمكانة المركزية التي تحظى بها القضية الفلسطينية في صلب أولويات العمل العربي المشترك». كما جدّد عباس «عزمه على المشاركة في القمة والمساهمة برفقة أشقائه قادة الدول العربية الأخرى في إنجاح أشغالها، عبر تحقيق مخرجات نوعية ترقى إلى مستوى تطلعات الشعوب العربية، وكذا امتنانه للجزائر نظير دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية». وجرت خلال لقاء لعمامرة وعباس مناقشة الإمكانية السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على ضوء المبادرة التي أطلقتها الجزائر في شهر يناير الماضي، والتي بدأت في تجسيد بعض خطواتها من خلال إجراء جولتي لقاءات مع قادة الفصائل الفلسطينية في الجزائر، وتلاها اللقاء الذي جمع بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية في الجزائر، بمناسبة مشاركتهما في احتفالات ذكرى الاستقلال. وكانت الجزائر قد استقبلت كبار القيادات السياسية للفصائل الفلسطينية لجمع وثائق ومقترحات الفصائل الفلسطينية حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي. وتأتي زيارة لعمامرة إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع ال31 لوزراء الخارجية العرب، والذي ستكون القمة العربية المقبلة أبرز بنوده. ويعقد الاجتماع الوزاري العربي برئاسة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، وتحت إشراف ليبي للمرة الأولى منذ تسع سنوات.