باشر فرع الحبوب لمجمع «أغروديف» بقسنطينة لأول مرة، إنتاج باقة من المعجنات منزوعة الغلوتين الموجهة لمرضى السيلياك، حيث سيشرع في تسويقها في غضون شهر بأسعار منخفضة، في حين عرضت المنتجات أمس في افتتاح الطبعة الأولى للصالون الدولي للفلاحة والصناعات الغذائية والتغليف للشرق الذي ينظم بقاعة أحمد باي للعروض الكبرى، ويشارك به أكثر من مئتي عارض من الجزائر وخمسة دول أخرى. وقال محافظ الصالون الدولي للفلاحة والصناعات الغذائية والتغليف للشرق الجزائري، أحمد حنيش، في تصريح للنصر، إن الطبعة الأولى ستستمر إلى غاية ما بعد غد السبت، حيث يشارك فيها أكثر من مئتي عارض من شركات وطنية عمومية وخاصة، فضلا عن شركات أجنبية تمثل فرنسا وإيطاليا وتونس وتركيا والصين، كما ستزوره بعثات من سفارات أجنبية من عدة بلدان. واعتبر محدثنا أن الصالون فرصة لبعث مشاريع اقتصادية جديدة بعد التشاور بين المتعاملين، كما قال إنه فرصة لعقد اللقاءات الثنائية الاقتصادية، في حين نبه أن منطقة الشرق تعتبر الأغنى من حيث الفلاحة والمنتجات المتعلقة بها. وأكد المتحدث أن الصالون مرتبط بصورة مباشرة بالأمن الغذائي الذي يعتبر المبدأ الأساسي قبل أي شيء آخر، معتبرا أن الجزائر قد تقدمت بخطوات كبيرة في هذا المجال، خصوصا وأن العديد من المنتجات يتم تصديرها للخارج بمعايير جودة عالية. ونبه نفس المصدر أن آخر طبعة من صالون البناء والأشغال العمومية الذي أشرف على تنظيمه في وقت سابق من الشهر الجاري، قد أثمر بعقد أكثر من أربعين اتفاقية لإطلاق مشاريع استثمارية في الشرق، حيث قال إن المستثمر قد تحرر من التخوفات، كما أوضح أن تنظيم المعارض المماثلة في جهة الشرق قد جذب المستثمرين إليها. ونبه محافظ الصالون أن الشباب من أصحاب المؤسسات الناشئة وحاملي المشاريع قد منحوا فضاءات عرض مجانية، بينما قمنا بجولتنا بين أجنحة المعرض، حيث التقينا بممثل الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية، محمد عبد الرحيم لعمامري، أين أوضح أن دور الوكالة يتمثل في مرافقة إدارية للمؤسسات من أجل التوجه إلى تصدير منتجاتها إلى الخارج من خلال توفير المعلومات والدعم بالدراسات والوثائق التي تساعد المنتجين على تصدير بضائعهم في ظروف جيدة. وأضاف محدثنا أن الاهتمام الكبير الذي أولته السلطات العليا للتصدير قد انعكس في ارتفاع عدد المصدرين المسجلين في الوكالة، فضلا عن تلقي طلبات كبيرة لدخول مجال التصدير من منتجين. وتزامن تواجدنا في جناح الوكالة مع تقدم ممثل شركة عارضة لأخذ معلومات عن الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية منتجه المحلي من خلال وقف استيراده من الخارج، في حين قال ممثل وزير التجارة وترقية الصادرات والمدير الجهوي للتجارة لناحية باتنة، مُحمد سردون، في تصريح لنا، إن سياسة الدولة قائمة على حماية الإنتاج الوطني والمساهمة في ترقية الاقتصاد الوطني، مضيفا أن الوزارة تقوم منذ أكثر من عام بإعداد بطاقية حول المنتوج الوطني، لكنه نبه أنه لا يمكن الذهاب مباشرة إلى غلق كل عمليات الاستيراد قبل معرفة المنتج الوطني وقدرات الإنتاج للمؤسسات المحلية من خلال الوفرة والاكتفاء الذاتي. وأضاف نفس المصدر أن الاستيراد قد صار مدروسا، بعد أن كان مفتوحا من قبل، لكنه اليوم يقوم، بحسبه، على تلبية احتياجات المواطنين والقدرة الإنتاجية، في حين سيظل فائض من الاستيراد بشكل عقلاني، مثلما أكد. وقد أشرف المسؤول، إلى جانب والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، على تدشين الصالون، حيث جالا بين أجنحة المؤسسات والشركات المشاركة، على غرار مؤسسة خاصة تصنع الخل وتقوم بالتصدير، واشتكى مديرها العام للوالي من الوضعية المهترئة لطريق المركبات بالمنطقة الصناعية «بالما»، التي يقع فيها مقر شركته، في حين مر الوالي وممثل وزير التجارة على جناح فرع مجمع «أغروديف». وقد كشف لنا المدير التجاري لفرع الحبوب التابع للمجمع بقسنطينة، حسان بودبيزة، أن الشركة قد شرعت في إنتاج باقة من منتجات العجائن منزوعة الغلوتين الموجهة للمصابين بمرض «السيلياك»، حيث أوضح أن عملية تسويق المنتوج ستنطلق في أجل أقصاه شهر، في حين أشار إلى أن الأسعار ستكون في غاية التنافسية، إذ لن تتجاوز 150 دينار للكيس بوزن 350 غرام، بينما يصل سعره إلى أكثر من 300 دينار في الأسواق حاليا. ولاحظنا في الجناح أن الباقة المنزوعة الغلوتين تضم أصنافا مختلفة من «المعكرونة»، وأطباقا تقليدية مثل «الكسكس»، حيث أوضح المسؤول أن الإنتاج قد انطلق بمعدل 50 قنطارا يوميا، وسيرفع مع مرور الوقت حتى يبلغ طاقته القصوى لتلبية كافة الاحتياجات.