الفيفا تنظم ندوة حول بالجزائر    مزيان يستقبل وفدا عن سي آن آن    ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء    المغرب : إضراب وطني في جميع الجامعات للمطالبة بإسقاط كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني    أجواء الجزائر مُغلقة في وجه مالي    عرقاب يتحادث مع رئيس سايبام    الجزائر محمية باللّه    ملتقى حول "تعزيز الجبهة الداخلية والتلاحم الوطني" بالنادي الوطني للجيش    إيران تثمن عاليا المواقف الشجاعة للجزائر في دعم الشعب الفلسطيني بمجلس الأمن    اليوم العربي للمخطوط: لقاء علمي بالجزائر العاصمة حول حفظ وصيانة المخطوطات    فنزويلا "ضيف شرف" الطبعة 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقي السيمفونية    الشروع في التحضير لإطلاق شبكة الجيل الخامس في الجزائر    برج بوعريريج.. توزيع قرابة 3000 مقرر استفادة من إعانات البناء الريفي قريبا    إصابة 23 فلسطينيا في اقتحام القوات الصهيونية حرم جامعة القدس : استشهاد 19 فلسطينياً، وإصابة عشرات آخرون في غارات    ترامب يطلق حرب التجارة العالمية    سيدي بلعباس..إبراز أهمية دور العلوم الإنسانية والاجتماعية في تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي    وفاة ضابط وإصابة 3 أعوان للحماية المدنية بجروح في حادث مرور بخنشلة    الجزائر لديها الآليات لتحقيق سيادتها الرقمية    المغرب : مناهضة التطبيع والاختراق الصهيوني معركة حقيقية تستوجب انخراط جميع شرائح المجتمع    غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50810 شهيدا و 115688 جريحا    جازاغرو 2025 : 540 مؤسسة في مجال الصناعات الغذائية والتعليب والتغليف تعرض منتوجاتها    حج 2025 : تسخير مراكز للتكوين والتدريب لفائدة الحجاج عبر مختلف بلديات ودوائر الوطن    المغرب: تسويف حكومي يهدد القطاع الصحي بالانفجار والعودة الى الاحتجاجات    الجزائر تحتضن في ماي المقبل الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية    الوصاية تصدرعقوبة مالية ضد قناة "الشروق تي في    وفاة شخص وجرح 204 آخرين في حوادث المرور    توقيف مهرب مغربي وبحوزته 120 كلغ من المخدرات بفرنسا    الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي    اجتماع لسلطة الانتخابات    شرطة الطارف تطلق حملة تحسيسية للوقاية من آفة المخدرات    هذا جديد البكالوريا المهنية    مختصون وباحثون جامعيون يؤكدون أهمية رقمنة المخطوطات في الحفاظ على الذاكرة الوطنية    اختيار 22 جزائرية ضمن الوسيطات لحل النّزاعات    طرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مقر الاتحاد الإفريقي    تبادل الرؤى حول الرهانات الاقتصادية الإقليمية    المسابقة الوطنية للمحاماةتخضع لحاجة الجهات القضائية    الموافقة على تعيين سفيري الجزائر بتنزانيا والموزمبيق    صناعة صيدلانية: تنظيم ورشة للتقييم الذاتي للنظام المعمول به في مجال الأدوية و اللقاحات    أنصار ولفرهامبتون ينتقدون آيت نوري بسبب الدفاع    مطاردة.. تنمُّر وتحرش تستهدف المؤثرين الاجتماعيّين    إشعاع ثقافي وتنافس إبداعي بجامعة قسنطينة 3    التشكيل والنحت بين "الحلم والأمل"    الدراما الجزائرية.. إلى أين؟    هكذا تمكنتُ من التغلب على السرطان    "الفندق الكبير" بوهران تحفة تاريخية تعود للحياة    شياخة سعيد بأول أهدافه في البطولة الدنماركية    موناكو وليل الفرنسيّان يطلبان خدمات ريان قلي    مواي طاي (بطولة افريقيا- 2025- أكابر): مشاركة 12 مصارعا في موعد ليبيا المؤهل إلى الألعاب العالمية- 2025 بالصين    تنظيم الطبعة الأولى من 12 إلى 15 أفريل    الشباب يستعيد الوصافة    كأس الكونفدرالية/ربع نهائي إياب: شباب قسنطينة يتنقل هذا المساء إلى الجزائر العاصمة    تصفيات مونديال سيدات 2026 (أقل من 20 عاما): المنتخب الجزائري يجري تربصا تحضيريا بسيدي موسى    الجزائر ومنظمة الصحة تتفقان    بحثنا سبل تنفيذ القرارات الخاصة بتطوير المنظومات الصحية    فتاوى : الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال    اللهم نسألك الثبات بعد رمضان    لقد كان وما زال لكل زمان عادُها..    أعيادنا بين العادة والعبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحثة تطلق مشروعا لتحويل الأراضي الصحراوية إلى جنة خضراء
نشر في النصر يوم 16 - 06 - 2021

أطلقت البروفيسور عليمة بن تليس، و هي أستاذة محاضرة بالمدرسة العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة، مشروعا بيئيا يقوم على أساس تحويل النفايات المنزلية و الخضراء، إلى سماد طبيعي، لاستصلاح الأراضي الصحراوية لتصبح خصبة، و من شأنه أن يخلص الفلاحين من استعمال المبيدات و الأسمدة المضرة بالنباتات و التربة و المياه الجوفية، و يشجع على الثقافة البيئية الصحية، حيث أسست منذ نحو سنة ، شركة تحمل اسم «سيرتا كومبوست» ، فيما تنتظر الدعم اللازم من السلطات المعنية للشروع في تجسيد أهدافها على أرض الواقع.
قالت البروفيسور عليمة بن تليس المختصة في تخصص التسمم البيئي و تحمل شهادة دكتوراه في هذا المجال، في حديثها للنصر، بأن إشرافها على تأطير طلبة جامعيين في مجال تحويل المواد العضوية إلى سماد طبيعي للنباتات، حفزها على التعمق أكثر و الانتقال إلى التجسيد الفعلي للأبحاث التي يتم القيام بها على مستوى المدرسة، مشيرة إلى أن إجراء دراسات و أبحاث و تركها حبيسة الرفوف، دون الأخذ بنتائجها و جعلها كانطلاقة لمشاريع منتجة، لا يقدم إضافة، ما جعلها تسعى لإبراز الجهود التي يبذلها الطلبة و الأسرة الجامعية و الارتقاء بالبحث العلمي الذي يعد لبنة أساسية لتطور المجتمعات و رقيها و إنعاش اقتصادها.
و قد أجرت الدكتورة بن تليس دراسة معمقة في مجال تحويل المواد العضوية إلى سماد طبيعي، و وقفت على نتائجها المبهرة، كما قالت للنصر، ما جعلها تحرص على البحث أكثر في هذا المجال لاستخلاص منتوج طبيعي ذي جودة و له عدة فوائد، من النفايات المنزلية و الخضراء، حيث توصلت لإنتاج سماد يحمي النبتة و يقاوم الأمراض و الفطريات التي تصيبها، وذلك لاحتوائه على مواد طبيعية توفر حماية كاملة لها، كما يجنب هذا السماد الطبيعي استعمال المبيدات و السماد الكيميائي المضر جدا بالنبتة و التربة على حد سواء، كما أنه يتسرب إلى المياه الجوفية و يتسبب في تلوثها، ما يهدد صحة المواطنين.
و أوضحت بأن مشروعها يشجع على الثقافة البيئية الصحية، كما يهدف إلى تحويل صحرائنا الشاسعة إلى جنة خضراء لا تدر مواد طاقوية فحسب، و إنما تنتج فواكه و خضارا، لاحتواء السماد على مواد عضوية و هذا نحتاجه، حسبها، لاستغلال مساحات رملية، لأن الرمال مادة معدنية تحتاج لمادة عضوية لتكون تربة، مشيرة إلى أن هذا السماد يحتوي على كمية كبيرة من المواد العضوية، مضيفة في ذات السياق، بأن المشروع، إذا تم تثمينه و تشجيعه من قبل الجهات المعنية، سيعطي دفعا قويا للقطاع الفلاحي، كما سيساهم لا محالة في التقليص من أعباء ميزانية الدولة المخصصة لهذا القطاع، و يحد من استيراد الأسمدة و المبيدات المضرة بصحة المستهلك،
كما أكدت بأن مشروعها سيعالج 80 طنا من النفايات العضوية أي النفايات المنزلية و كذا النفايات الخضراء، و ذلك من إجمالي النفايات التي تسجلها الولاية يوميا و المقدرة ،حسبها، ب 150 طنا، و تطمح في حال تلقت الدعم إلى رسكلة الكمية الكاملة.
الباحثة أشارت إلى أن بلدنا يفتقر لمؤسسات لتحويل المواد العضوية لسماد، حيث توجد في الجزائر خمس مؤسسات لتحويل المواد العضوية للسماد، ثلاث مؤسسات منها في منطقة الغرب و واحدة ببجاية و أخرى أنشئت حديثا بباتنة، معتبرة عددها قليلا، بالنظر لشساعة بلادنا و بالأخص منطقة الجنوب، و هو ما شجعها أكثر للمضي قدما لتحقيق مبتغاها و إظهار ثمار البحث العلمي و ربطها بالميدان.
باشرت مشروعي بالتعاون مع شباب جامعي مؤهل
عن مدى جاهزية مشروعها، قالت البروفيسور عليمة، بأنها قامت بكل الإجراءات اللازمة، كما أسست منذ سنة شركة «سيرتا كومبوست» التي تضم عددا من الشباب الجامعي المؤهل و الذي لمست لديه الإرادة القوية و حب البحث و العمل في هذا المجال.
و انطلقت في العمل على تجسيد المشروع، غير أن عراقيل إدارية و بيروقراطية عطلت انطلاقه الفعلي لثلاث سنوات كاملة، موضحة بأن مدير البيئة لولاية قسنطينة وعدها بتوفير فضاء لتجسيده على مستوى مركز الردم التقني، كما تلقت وعودا من مديرية الفلاحة لتقديم الدعم لها و الحصول على رخصة لاستغلال قطعة أرض هي ملكية خاصة لزوجها من أجل إقامة المشروع، غير أنها لم تتلق لحد الساعة أي تبني فعلي للمشروع.
و أشارت الأستاذة عليمة، إلى أن ما شجعها أكثر امتلاك زوجها لقطعة أرض تصلح لإقامة المشروع، الذي اقترحت في البداية أن يجسده زوجها و أحد أقاربه و العمل سويا، و ما تريده حاليا هو الحصول على الترخيص لها باستغلال هذه القطعة من الأرض و الحصول على الدعم المادي لاقتناء العتاد في القريب العاجل.
وتتمنى المتحدثة أن تقام مشاريع أخرى مماثلة، نظرا لأهميتها ، داعية لتضافر جهود الجميع، سواء الباحثين في مجال البحث العلمي أو مسيري القطاعات ذات الصلة، لكي لا تذهب جهود الباحثين سدى، و بالتالي العمل من أجل إقامة اقتصاد فعال لا يرتكز فقط على الريع البترولي، و تقليص قائمة الواردات.
أسماء بوقرن
سواعد خضراء
أصحاب المشاتل بقالمة يواصلون التحدي
نشاط يمنح الخُضرة والوجه الحسن للفضاءات الحضرية
تعرف استثمارات المشاتل انتشارا متزايدا بولاية قالمة بعد التحفيز و الدعم المقدم من الهيئات المحلية التي تعنى بشؤون الغابات و الزراعة و الصحة و البيئة الحضرية، التي تعتمد كثيرا على هذه المشاتل لتنمية المساحات الخضراء و الحدائق العامة، و تزيين الشوارع الرئيسية و مداخل المدن بالأشجار و الأزهار الملائمة للوسط العمراني.
و لم تكن المشاتل بهذه الكثرة بولاية قالمة قبل ظهور مستثمرين شباب قرروا دخول عالم البيئة و الاقتصاد الأخضر بإمكانات محدودة و إرادة قوية، لتغيير البيئة الحضرية المتردية، و المساهمة في جهود التنمية الزراعية و الغابية، و القضاء على تلك المشاهد المقرفة التي ظلت تشوه المدن و القرى بالنفايات، و التصحر الذي يواصل اكتساح المحيط العمراني بعد تخلي الناس عن تقاليد الغرس و حماية الكائنات النباتية الخضراء و تنمية الحدائق بالغرس و الحماية من القطع و الحرق و التجريف الذي تمارسه مجموعات نهب العقار التي عاثت فسادا بالوسط العمراني، و تكاد تقضي على مساحات واسعة من الفضاءات الخضراء.
و يقول أصحاب المشاتل بولاية قالمة بأنهم يسعون إلى المساهمة الفعالة في جهود القضاء على الموائل البيئية بالوسط العمراني، من خلال توفير أشجار الزينة و الورود و العشب الطبيعي الأخضر للبلديات و الدوائر الوزارية المحلية، و تشجيع السكان على إنشاء مساحات خضراء و تزيين مساكنهم بمختلف أنواع الورود و أشجار الزينة مختلفة الأشكال و الأنواع.
و يعد عمار تغري من مدينة الشمس هليوبوليس، أحد أهم المستثمرين في مجال المشاتل المنتجة للورود و أشجار الزينة و حتى الأشجار المثمرة، مؤكدا للنصر بأن العمل بالمشاتل مشوق و باعث على الأمل و حب الطبيعة و البيئة الخضراء.
و يعمل عمار في مشتلته الجميلة قرب مدينة هليوبوليس منذ 13 عاما، و اكتسب خبرة كبيرة في إنتاج أشجار الفيكس ريتيزا الشهيرة و النخلة بكل أنواعها، و الأشجار المثمرة الموجهة للفلاحين و حتى المواطنين، و العشب الأخضر و كل أنواع الأزهار و الورود الملائمة للوسط الحضري و بيئة ولاية قالمة، التي تتميز بالحرارة القوية صيفا و موجات الجفاف التي تجتاح المنطقة بين فترة و أخرى.
و تنتج مشتلة عمار تغري نوعا من الزيتون المحلي الملائم لبيئة المنطقة، مؤكدا للنصر بأن المشاتل الصغيرة بقالمة أصبحت داعما قويا للاقتصاد الزراعي و قطاع البيئة و البلديات، و كل المؤسسات الحكومية و الخاصة، حيث أصبحت العديد من أنواع الأشجار المثمرة، و أشجار الزينة و الورود و الأزهار و العشب الطبيعي الأخضر متوفرة بولاية قالمة.
و ينتظر عمار و زملاؤه العاملون في قطاع المشاتل بعض الدعم للاستمرار و توسيع النشاط، و ذلك من خلال الحصول على فرص للتسويق و المشاركة في المعارض الخضراء داخل الولاية و خارجها لاكتساب المزيد من الخبرة و الحصول على فرص جديدة بالسوق الوطنية، التي بدأت تنفتح على تجارة الورود و الأشجار المثمرة بعد تراجع دام سنوات طويلة.
وتوجد بولاية قالمة نحو 6 مشاتل ببلديات هليوبوليس، عين رقادة، بلخير و مجاز عمار، و يتوقع المزيد من هذه المساحات الهامة التي تدعم قطاعات البيئة و الصحة و الاقتصاد الأخضر، المعتمد على الشجرة المثمرة و الشجرة الغابية المنتجة للخشب و الثمار والداعمة للتنوع الإيكولوجي.
و تقول شامة بشايرية رئيسة قسم توسيع الثروة الغابية بمحافظة قالمة، متحدثة للنصر بأن المشاتل المحلية الصغيرة مفيدة لقطاع الغابات و البيئة الحضرية و هي تساهم في ترسيخ ثقافة الغرس لدى المواطنين، و تلبية حاجيات السوق المحلية.
و أضافت شامة، عميدة موظفي قطاع الغابات بقالمة بأن غرس المساحات الغابية الكبرى يحتاج إلى كميات كبيرة من الشجيرات، و هذا غير متاح في الوقت الحالي بالولاية، و في كل مرة يتم اقتناء آلاف الشجيرات الغابية من مشاتل جيجل و الطارف و سكيكدة، في انتظار بعث مشروع استثماري بولاية قالمة تكون له فوائد اقتصادية و اجتماعية و بيئية كبيرة.
و تعد مشتلة برهان سهتال و عادل طريفة ببلدية عين رقادة، من بين أجمل مشاتل قالمة، و هي متخصصة في إنتاج أجود أنواع الورود الموجهة للمنازل و الحدائق و المؤسسات الإدارية، و المدارس الابتدائية و المتوسطات و الثانويات.
و يعتقد برهان سهتال بأن مستقبل المشاتل بقالمة و بكل ولايات الوطن مستقبل واعد نظرا لعودة الاهتمام بالبيئة و الصحة و جمال المدن، مضيفا بأن تجربته الفتية التي بلغت عامها الخامس قد أكسبته الكثير من الخبرة في التعامل مع عالم النباتات المثير، و الاطلاع على فرص التسويق المتاحة على المستويين المحلي و الوطني.
وقد شاركت مشتلة برهان و عادل في عدة مبادرات لغرس فضاءات خضراء بمؤسسات تعليمية و حديقة عمومية، لكنهما تواجهان وضعا صعبا منذ بداية جائحة كورونا حيث أصيبت سوق الورود و نباتات الزينة بكساد غير مسبوق، كبد المشتلة خسائر كبيرة لكنها مازالت تقاوم أملا في التعافي و انتعاش السوق الوطنية من جديد.
و تعمل مشاتل قالمة للورود و أشجار الزينة و الأشجار المثمرة على توطين المزيد من الأصناف النباتية القادمة من دول أخرى حتى تتلاءم مع البيئة المحلية، و تكتسب القدرة على مواجهة الظروف المناخية السائدة، كما حدث مع شجرة الفيكيس ريتيزا الشهيرة التي تأقلمت مع بيئة قالمة و أصبحت تزين طرقات و شوارع المدن و القرى، بعد إطلاق مشروع كبير للتهيئة و تحسين المحيط و إطار الحياة العامة.
وتحتاج المشاتل إلى كثير من الجهد و المال لتستمر وتتوسع، وهي في حاجة دائمة للسوق المحلية والوطنية لبيع منتجاتها عندما تتجاوز مرحلة النمو وتصبح قابلة لإعادة الغرس و التوطين.
وتعد المعارض المحلية والوطنية و مبادرات المؤسسات الإدارية، و برامج التشجير الغابي و الزراعي بمثابة المصادر الرئيسية التي تعتمد عليها مشاتل قالمة للبقاء و التطور، و المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى حماية البيئة و التنوع الإيكولوجي والتأسيس لمشروع الاقتصاد الأخضر.
و بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها مشاتل قالمة منذ بداية جائحة كورونا فإن السواعد الخضراء الصديقة للبيئة و المتطلعة إلى اقتصاد بديل، مازالت صامدة امام التحديات الكبيرة أملا في انفراج الوضع الصحي و ازدهار تجارة الورود و أشجار الخير. فريد.غ
حوار
عباس جمال ناشط جمعوي في مجال البيئة
تطوعنا لتحويل البرج إلى مدينة خضراء
يكشف، جمال عباس، أحد أعضاء جمعية أصدقاء البيئة والطبيعة ببلدية برج بوعريريج، عن برنامج الجمعية وهدفها المستقبلي لتغيير وجه المدينة وتحويل بعض الشوارع والمساحات العامة إلى منتزهات وأنفاق خضراء بأشجار تمتد على طول الطريق لتوفير الظل للمارة و إعطاء وجه جمالي للمدينة، من خلال الحملات التي سمحت لحد الأن بغرس أزيد من 03 ألاف شجرة، والتركيز على اختيار نوعية الأشجار و تنظيم العملية و الابتعاد عن العشوائية التي ميزت تسيير المساحات الخضراء و حملات التشجير منذ عقود ما حال دون وصولها إلى أهدافها الحقيقية.
تشهد مدينة برج بوعريريج انتعاشا في العمل التطوعي و بالأخص في مجال البيئة والطبيعة، فكيف كان انخراطك في هذه المبادرات والعمل الجمعوي؟
بفضل الطبيب لخضر بن جوال، رئيس الجمعية الذي يهندس للعمل التطوعي، و يطمح إلى تغيير وجه المدينة نحو الأفضل، فبدايتي في النشاط الجمعوي،كانت مع هذا الصديق، فبعدما أسس الجمعية كنت أتابع نشاطاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان ينشر نشاطه التطوعي و بالأخص خلال حملات غرس الأشجار، الذي كان يقابل بالتشجيع عن بعد، ليتطور إلى مساعدته في مجال الاعلام الآلي و بعدها التكفل بصفحة الجمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانخراطي في العمل التطوعي و مختلف الحملات بالمدينة.
بمعنى ساهمت انطلاقا من مجال تخصصك .
نعم في البداية كنت أشرف على كل ما يتعلق بمجال الإعلام الآلي، و بعدها الترويج لنشاط الجمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنشركل ما له علاقة بالجوانب التوعوية و تشجيع المواطنين على الانخراط في النشاط الجمعوي و حملات التشجير والنظافة والاعتناء بالبيئة التي تطلقها الجمعية.
انخرطت فيما بعد في الجمعية و عرفت اقبالا كبيرا مع بداية سنة 2020 مع ظهور وباء كورونا، أين كانت الحاجة للاعتناء أكثر بالبيئة ونظافة المحيط، فضلا عن التركيز على توسيع المساحات الخضراء وإعطاء طابع جمالي للمدينة، ولأن اهتمام البلدية بالجانب البيئي تراجع بشكل ملفت، أطلقنا حملة لانخراط المواطنين و طرح الفكرة على السكان وكل من لهم اهتمام وقابلية للانخراط والمساهمة في الجمعية، ومنح مساعدات لإنجاح عمليات التشجير من خلال دفع الاشتراكات وهبات لفائدة الجمعية، وهي المبادرة التي لقيت قبولا كبيرا، بما حققته في الميدان فضلا عن العمل التطوعي الدائم لرئيس الجمعية حتى قبل تأسيسها ومساهماته في هذا الجانب ما منحه سمعة طيبة بين المواطنين، سمحت باعطاء دفعة قوية للعمل التطوعي، و من ذلك غرس أزيد من 03 ألاف شجرة، واقتناء حوالي 1200 شجرة خلال العام الجاري، أين نركز أيضا علىاختيار حجم ونوعية الأشجار، حيث أن هذه العملية بالذات ليست عشوائية ونقوم باقتنائها و انتقائها وفق معايير تحدد حسب المساحات التي ستغرس بها، فهنالك أشجار للزينة بالحدائق والمنتزهات و أشجار الظل و أشجار خاصة بالساحات العمومية و أخرى خاصة بالأرصفة.
ما هي المعايير التي تعتمدها الجمعية لتحقيق طموح المدينة الخضراء ؟
زيادة على ما قلته سابقا، نركز على اقتناء الأشجار التي يزيد طولها عن ثلاثة أمتار فما فوق، وليس الشجيرات، و ذلك ربحا للوقت من جهة وتفادي اقتلاعها وتحطيمها في حال الشجيرات لصغر حجمها، أين تكون نسب نجاح العملية جد محدودة، في حين نصل إلى نسبة نجاح بحوالي 98 بالمئة في حال الأشجار الكبيرة، زيادة على ذلك نعتمد على المقاييس في عملية الحفر ومتابعة دائمة ومستمرة لرعاية الأشجار بالسقي والسماد، لكي نتحصل على النتيجة المرجوة، حتى التربة التي نقوم باخراجها خلال عملية الحفرنستبدلها بتربة صالحة للزراعة، ونسند الأشجار المغروسة بدعائم خشبية لنحميها من التحطم وتساقط الأغصان.
كما أن الجمعية تستعين بمختصين و مهندسين في مجال الفلاحة، و تأخذ برأيهم في عمليات التشجير، و اختيار أنواع و أصناف الأشجار المناسبة للمناخ، وكذا حسب المساحة والحاجة إن كانت أشجار للزينة أو الظل، على غرار أشجار الفيكيوس وأشجار جاكرندا التي قمنا بغرسها بالقرب من ساحة الوئام، و نطمح لأن تتحول تلك المساحة إلى ما يشبه الأنفاق التي تتلاقى فيها الأشجار المغروسة لتشكل سقفا ورواقا أخضر مزينا بالزهور، بالإضافة إلى التركيز على غرس أشجار السيفورا والميليا و العقيقم والايرابال و الدردار، لأنها ملائمة للجو في ولاية البرج، ولا تحتاج لكميات كبيرة من المياه.
ما هي برامجكم المستقبلية ؟
لا يقتصر عملنا على التشجير فقط، بل نقوم أيضا بتشخيص الحالة البيئية بالمدينة، لنضبط و نسطر برنامجا لخمس سنوات أو ست سنوات، أملا في تغيير وجه المدينة والمساهمة في تهيئة المساحات وخلق متنفسات ترفيهية للعائلات البرايجية، على غرار ما قمنا به على مستوى ساحة الوئام، أين بادرت الجمعية بفضل المحسنين بإعادة تهيئة مساحات اللعب و الألعاب المخصصة للأطفال، و وضع بساط أخضر من العشب الصناعي، فضلا عن تشجير أماكن الراحة و جوانب الطرقات، و فوق كل هذا نشر الوعي والحس والثقافة البيئية بين المواطنين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.