مواد تصفيف الشعر النسائية تدخل صالونات حلاقة الرجال لم تعد وسائل العناية بالشعر محصورة في صالونات الحلاقة الخاصة بالجنس اللطيف ، بعد أن اقتحمت قاعات الحلاقة للرجال خاصة الشباب الذي أصبح يولي عناية كبيرة لمظهره متأثرا بآخر صيحات قصات الشعر التي تعرض في الأفلام والمسلسلات والمواقع الإجتماعية على الأنترنت ، وهم يطلبون استعمال مواد كانت حكرا على الوسط الأنثوي ، مما جعل بعض الصالونات تقع في مأزق مع زبائنها الجدد عند طلب هذا النوع من الخدمة ، ووجد بعضهم الحل في الاشتراط على الراغبين في استعمال هذه المواد احضارها معهم. أحد الحلاقين الشباب في إحدى بلديات ولاية قسنطينة تحدث عن الانغماس في أشكال وأنواع قصات الشعر المألوفة والدخيلة والغريبة والمناسباتية كما كان في خضم المونديال السابق إضافة إلى "الديقرادي" و"البانك" و"المار ينز" و"الكاري" وحتى "كوب ستون" واستعمال شتي أنواع مثبت الشعر من الزهيد الثمن الضار الذي تسبب في صلع الكثير من الشباب جراء عدم مطابقته المواصفات حتى المستورد باهظ الثمن الذي اعترف الحلاق بأضراره التي هو عرضة لها على الرغم من سنه ، فهو لا يتجاوز العشرين سنة وقد زحف الصلع لرأسه انطلاقا من جبهته ، ولم يجد إلا يتنهد بآهة خرجت من الأعماق قائلا " لا شك أني سأكون أقرعا وأنا لم أبلغ نهاية فترة الشباب " ولكنه كما أكد لنا لن يتوقف عن استعماله بعد أن أصبح جزء من يومياته كما هو العديد من الشباب. وعن الزبائن الذين يطلبون استعمال المواد الخاصة بتصفيفات النساء قال أن مثبت الشعر في شكل بخاخة أكثر استعمالا بنية المحافظة على شكل الشعر اليوم كله وكذا تسريحته ، إضافة إلى استعمال بعض الصباغ المؤقتة التي تستعمل في صبغ الخصلات لدى الجنس اللطيف ، حتى يمكنهم التخلص منها مساء وهذا زيادة في الاهتمام بالمنضر والمظهر، ومعظمهم من الشباب البطال وبعض الطلاب . وعن المقابل قال إنه آخر ما يفكرون فيه ، والذي يتراوح بين 200دج إلي 300دج مع إحضار الزبون نفسه للمواد التي يستعملها في التسريحة بنفسه . وأن الظاهرة تشهد انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة ، فسرها بتحسن الظروف المادية لفئة واسعة من المجتمع على الرغم من بين زبائنه من يعاني من البطالة . تقدمنا من شاب يوضع لمسة من صبغة ذهبية على تسريحته ، وذلك في شكل خصال تغطي كامل شعره ، فقال أنها مجرد تسريحة وصبغة مِؤقتة يتخلص منها قبل النوم ،أصبح قوم بها يوميا في بيته قبل التوجه إلى الثانوية ، وأن هذه التسريحة تحولت إلى شكل عادي بعد أن جرب استعملها أول مرة عند صالون حلاقة بمدينة قسنطينة. وكشف لنا صاحب صالون الحلاقة الشاب أن بعض الكهول والمتقدمين في السن أصبحوا يطلبون خدمة صبغ الشعر ، وإخفاء الشيب ومداراته والتخفيف من انتشاره. وأن من أغرب الطلبات التي تلقاها من زبائنه طلب أحدهم تغيير وصبغ شاربه الذي غزاه الشيب بكامله ، ولم تكن له الشجاعة الكافية لحلقه حتى يتناسق مع شعر رأسه الذي بدأ الشيب يغزو مفرقه ، فرد عليه بلطف بأن صالونه لا يقدم هذه الخدمة التي بدأت هي الأخرى في الانتشار وسط الكهول الذين أصبحوا يهتمون بالمظهر ويخافون من الشيب الذي كان رمز الوقار والمهابة في ظل التشبه بنجوم الفن ورفض تقبل كبرهم في السن ، في موضة لم يستطع الحلاقون المحافظون تقبله وتوفيره لزبائنهم على الرغم من تخرجهم من مراكز التكوين المهني والتمهين الذي مازال بدوره متشبثا بكلاسيكيته. فهل سيأتي اليوم الذي تعلق فيه لوحات إشهارية تحمل عنوان "صالون تجميل خاص بالرجال" عوض أن يشد ميسورونا الرحال خارج الوطن لنفس الغرض كما هو معروف ومتداول.