الجزائر 0 = السنغال 0 فشل سهرة أمس، المنتخب الوطني في التتويج بلقب بطولة إفريقيا للمحليين، في نسختها السابعة، وذلك بعد خسارة نهائي الدورة أمام السنغال، بعد مقابلة مثيرة، كانت مغلقة «تكتيكيا»، وكانت فيها ركلات الحظ حاسمة، لأن «السوسبانس» كان كبيرا وطويلا، وضربات الترجيح سارت على وقع «سيناريو» دراماتيكي، على اعتبار أن فرصة التتويج كانت جزائرية، لكن موازين القوى انقلبت في الضربة الخامسة، فكان إهدار محيوص ثم قندوسي كافيا لحرمان «الخضر» من لقب كان في المتناول، وتدخل «أسود التيرانغا» قائمة أبطال «الشان»، في ثاني طبعة يتم حسمها بضربات الحظ، بعد تلك التي كانت في سنة 2014. المقابلة سارت منذ انطلاقتها على وقع صراع تكتيكي كبير بين المدربين بوقرة وباب ثياو، مع طغيان الاندفاع البدني من الجانب السنغالي، الأمر الذي جعل التنافس على الكرة ينحصر أكثر في حدود منطقة وسط الميدان، ولو أن النخبة الوطنية حاولت تشكيل الخطورة بالمراهنة على نشاط الظهير الأيمن بلخثير، الذي كان بمثابة مصدر البناء الهجومي، بتوغلاته الكثيرة، لكن الرقابة الفردية اللصيقة التي فرضها المدافع السنغالي شيخو دياي على محيوص أبقت القاطرة الأمامية الجزائرية شبه مشلولة، لأن الكرات العرضية صوب منطقة العمليات لم تشكل أي خطورة على الحارس باب سي مامادو. الخيارات التكتيكية للمدرب بوقرة قابلها نظيره السنغالي باب ثياو بتجميع أكبر عدد ممكن من لاعبيه في خطي الدفاع ووسط الميدان، مع بناء المرتدات الهجومية على الجهة اليمنى للدفاع الجزائري، بالسعي لاستغلال اندفاع بلخيثر صوب الهجوم، وهو الخيار التي تجلى في تحركات صانع الألعاب ديالو على مستوى هذا الرواق، والذي كانت إحدى توغلاته خطيرة جدا، إلا أن تدخل بلعيد في آخر لحظة مكنه من شل فرصة هدف محقق، وذلك بإبعاده الكرة من قدم المهاجم كوياتي. المباراة والتي كانت مغلقة طيلة الشوط الأول لم تشهد فرصا خطيرة من الجانبين، ولو أن الدقيقة 41 عرفت صنع «الخضر» فرصة كادت أن تكلل بهدف السبق، وذلك إثر تنفيذ لعوافي لمخالفة مباشرة، وجد الحارس باب سي مامادو صعوبة كبيرة في التصدي للكرة، لينهي الحكم الغابوني إيسلان أتشو نهاية الشوط الأول دون اهتزاز الشباك. المستوى الفني للمقابلة تحسن نسبيا في المرحلة الثانية، خاصة في الدقائق الأولى من هذا الشوط، عندما أظهرت النخبة الوطنية نزعة هجومية كبيرة، فبادر بلخيثر إلى تشكيل الخطر بتوغله على الجهة اليسرى، وتقديمه تمريرة إلى محيوص، إلا أن المدافع السنغالي الشيخ نداي تدخل في آخر لحظة، وقطع مسار الكرة قبل محيوص، ليتولى مزيان تنفيذ الركنية، غير أن رأسية محيوص جانبت إطار مرمى مامادو بقليل. مع مرور الدقائق، اتضحت بصورة جلية معالم خطة المدرب السنغالي باب ثياو المبنية بالأساس على «معركة المساحات»، مع فرض رقابة لصيقة على حامل الكرة، وهو ما أجبر العناصر الوطنية على المراهنة على الحلول الفردية سعيا لتحسين الأداء، سيما على مستوى الهجوم، ولو أن «الماجيك» أقحم قندوسي بديلا لبكير، لكن هذا التغيير التكتيكي لم يكن كافيا لفك الخناق المفروض على محيوص، لأن النشاط ظل محروسا على الرواق الأيسر، في وجود بلخيثر، رغم التعزيزات الذي اعتمدها السنغاليون على مستوى هذه الجهة، لأنهم تراجعوا إلى الخلف، مع الاعتماد على التسديدات من بعيد، في محاولة لمباغتة الحارس قندوز، لينتهي الوقت الرسمي دون نجاح أي طرف في أخذ الأسبقية في النتيجة، مما أجبر المنتخبين على الاحتكام إلى شوطين إضافيين. رغبة العناصر الوطنية في حسم مصير اللقب وانتزاع التاج الإفريقي تجلت في الاندفاع صوب الهجوم مع بداية المرحلة الإضافية الأولى، والتي ظهر فيها بلخيثر وزملاؤه بأفضلية من الناحية البدنية، رغم المجهود الكبير المبذول منذ بداية اللقاء، وقد تمكن «الخضر» من فرض ضغط على مرمى المنافس، إلا أن التكتل الدفاعي المنتهج من طرف السنغاليين حال دون الوصول إلى المبتغى، وقد كانت أخطر الفرص تلك التي صنعها المدافع بلعيد برأسية محكمة، تألق الحارس مامادو في التصدي لها، بينما كانت بداية الشوط الإضافي الثاني بفرصة أخطر نتجت من تسديدة على الطائر من مريزيق، أظهر من خلالها الحارس السنغالي كامل رشاقته في إبعادها إلى الركنية، حارما المنتخب الوطني من هدف محقق، في حين شهدت الدقائق المتبقية طغيان الاندفاع البدني والتدخلات الخشنة، مع إقحام بوقرة للمهاجم بايزيد، لكن دون أي مفعول إضافي في الهجوم، لأن التعادل ظل قائما إلى غاية انتهاء 120 دقيقة. هذه الوضعية، مددت «السوسبانس» إلى غاية سلسلة ركلات الترجيح، لأن بدايتها كانت بتضييع جحنيط الضربة الأولى، لكن الحكم أمر بإعادة التنفيذ، بسبب تقدم الحارس السنغالي، ليتدارك بعدها جحنيط الوضع، وقد استمر التعادل إلى الضربة الرابعة لمنتخب السنغال، حيث اصطدمت تسديدة القائد ندياي بالعارضة الأفقية، قبل أن يتكفل هداف الدورة محيوص بتنفيذ الضربة الخامسة للمنتخب الجزائري، فضيع بطريقة ساذجة، مما أطال حالة «السوسبانس» لسلسلة إضافية، لكن قندوسي لم يتمكن من التسجيل، وكرته اصطدمت بالعارضة، مفوتا على الجزائر فرصة التتويج باللقب القاري لهذه المنافسة. ص / فرطاس رئيس الجمهورية يهنئ المنتخب علىالأداء والجمهور على إنجاح التظاهرة هنأ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس السبت، عناصر المنتخب الوطني المحلي عقب الأداء خلال بطولة «شان 2022». وكتب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عقب نهاية بطولة إفريقيا للمحليين «الجزائر 2022» والتي انتهت بتتويج منتخب السنغال، جاء فيها «شكرا للفريق الوطني، على الأداء البطولي طيلة دورة الشان، وشكرا للجماهير الجزائرية على إنجاح البطولة القارية». ق و ركلات الترجيح حرمته من ثاني ألقابه بوقرة كسب الاحترام رغم الخيبة استحق المدرب مجيد بوقرة لقب رجل اللقاء في كل مباريات الخضر ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين، رغم خسارة النهائي أمام منتخب السنغال، نظرا للعمل الاحترافي الذي قام به هذا المدرب الشاب والتنوع التكتيكي من لقاء إلى آخر جعل منه مشروع مدرب مستقبلي للمنتخب الوطني الأول والخليفة الأمثل لمواطنه جمال بلماضي، إلا أن ركلات الحظ أدارت له ظهرها وحرمته من ثاني لقب له في مسيرته كمدرب وطني، بعد التتويج بكأس العرب قبل عامين. ونال مدرب المنتخب المحلي العلامة الكاملة خلال "الشان" بعد أن قاد أشباله للنهائي وست مباريات متتالية دون خسارة و دون تلقي أي هدف، فرغم المستوى المتوسط الذي ظهر به أشباله أمام المنتخب الليبي في افتتاح المنافسة القارية، إلا أن "الماجيك" قرر تغيير النهج التكتيكي من 4/3/3 إلى خطة 3 / 4 / 2 / 1 في حالة الهجوم وتحولها إلى 5/4/1 في حالة الدفاع، وهي الخطة التي مكنت الماجيك من التغلب على كل المنتخبات التي واجهها ليتعادل أمام السنغال بركلات الحظ. وأصبح المدرب الشاب على لسان المختصين والخبراء في كرة القدم، بعد أن تمكن بهدوئه واحترافيته من كسب قلوب الجميع، بعد تحقيق ما عجز عنه مدربون كبار، ورغم نقص الخبرة لبوقرة الذي عمل في صمت واختار طاقما فنيا متنوعا يضم عناصر أصحاب خبرة سبق لهم اللعب في بطولات أوروبية كبيرة على غرار مصباح في إيطاليا ومطمور في ألمانيا وبن حمو في فرنسا، خاصة وأنه صاحب إنجاز أول مدرب وطني يتوج بكأس العرب وأول مدرب يصل لنهائي الشان. وأثبت "الماجيك"، أنه الخليفة الأمثل لمدرب المنتخب الأول جمال بلماضي، بعد النتائج التي حققها مع المنتخب المحلي، والتي أدخلته تاريخ كرة القدم الجزائرية من بابه الواسع، وسيكون مجيد مرشحا لتعويض جمال بعد مونديال 2026، لتكون استمرارية في الاعتماد على مدرب جزائري يتميز بالحنكة والخبرة الكافيتين، من أجل مواصلة ديناميكية النتائج الإيجابية ولما لا تحقيق ألقاب أخرى. حاتم / ب الدفاع ينهي البطولة دون تلقي أهداف حافظ دفاع الخضر على نظافة الشباك طيلة بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، وهو ما يعكس الانضباط الدفاعي للرباعي عبد اللاوي، بلعيد، كداد وبلخيثر وكذا لعوافي الذي يتحول إلى ظهير أيسر عند تحول المنتخب للدفاع، ورغم الفشل في التتويج بالنهائي، إلا أن الحارس قندوز لم تصله أي كرات خطيرة بسبب التنظيم الدفاعي، وطريقة انتشار الخماسي سالف الذكر، ما مكن الحارسين قندوز وشعال من المحافظة على نظافة الشباك لستة مباريات متتالية، وهو رقم لم يسبق وأن حققه أي منتخب في هذه المنافسة كما يصعب تحقيقه في أي منافسة كروية مهما كانت قيمتها، من جهة أخرى فشل الحارس قندوز في تصدي لأي ركلة جزاء رغم أن بعض الكرات كانت قريبة منه، ما ساهم في خسارة الخضر للنهائي. حاتم / ب نجم الكرة السنغالي حاجي ضيوف يؤكد الجزائر قادرة على تنظيم المونديال أكد سهرة أمس، نجم كرة القدم السنغالية السابق، حاجي ضيوف، أن الجزائر قادرة حتى على «تنظيم كأس العالم» بنجاح، بالنظر إلى المرافق و الإمكانيات التي وفرتها خلال هذه الطبعة السابعة لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم (شان-2022 أجلت ل2023)، التي كانت «ناجحة بكل المقاييس». وصرح حاجي ضيوف خلال منطقة مختلطة مع وسائل الإعلام بملعب «نيلسون مانديلا» قائلا : «الجزائر قادرة حتى على تنظيم كأس العالم لأنها تمتلك جميع المقومات لذلك، ولهذا فإنها جاهزة لتنظيم كأس أمم إفريقيا-2025 بأريحية، لأن الجزائر ببساطة بلد كرة القدم، فالجمهور يعشق الكرة بجنون و المنشآت متوفرة، يتبقى فقط علينا كأفارقة بصفة عامة الالتزام بالمعايير التي يشترطها تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية و احترام دفتر الشروط التي تفرضه الكاف و الفيفا لاحتضان البطولات القارية أو الدولية». وأضاف : «أشكر أعضاء الحكومة الجزائرية الذين بدونهم لن نستطيع تنظيم مثل هذه الطبعة الناجحة بكل المقاييس، أهنئ الشعب الجزائري الذي كان متفهما وفي المستوى المطلوب في مثل هذه التظاهرات. وأهنئ كذلك الكاف التي اختارت الجزائر لاحتضان هذه الطبعة السابعة لمنافسة الشان». ولم يتوقف نجم منتخب السنغال السابق عند هذا الحد، وقال: «المنافسة أخذت حجما كبيرا مقارنة بالطبعات الماضية، حيث لعبت المباريات فوق أرضيات ميدان متميزة ومنشآت رائعة و المستوى الفني للدورة كان مرتفعا. وهذا ما استقيته من مختلف الأطراف. ومسك الختام جاء بقمة النهائي التي ستجمع بين منتخبي الجزائر و السنغال، وهذا مستحق باعتبارهما الأحسن حاليا في القارة السمراء بمعية بعض البلدان الأخرى. هذا النهائي تكرار لنهائي دورة كأس أمم إفريقيا-2019 بمصر. وهذا ما يدل على أنه يوجد عمل كبير في الكرة الجزائرية و السنغالية على المستوى المحلي من أدنى المستويات وأتمنى أن يكون أحسن نهائي في تاريخ البطولة». ق.ر