تعرف أسعار المكيفات الهوائية محلية الصنع تراجعا ملحوظا مع بداية موسم الحر، وذلك في العديد من محلات الأجهزة الكهرومنزلية بمدينة قسنطينة، حيث انخفضت بحوالي 7 آلاف إلى 15 ألف دينار، وقدر تجار نسبة التراجع بحوالي 10إلى 15 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، علما أن الأسعار تختلف باختلاف نوعية الجهاز و حجمه مؤكدين، بأن السوق تشهد حركية مقبولة وعودة للنشاط. عودة الحركية و هيمنة العلامات الجزائرية لاحظنا خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى أهم وأشهر نقاط بيع التجهيزات الإلكترونية بالولاية، بأن السوق تعرف استقرارا، وهو أمر اتفق عليه تجار وزبائن أكدوا عدم تسجيل زيادات في الأسعار كما حدث خلال المواسم الماضية، مع الإشارة إلى أن هناك انخفاضا مس بعض المنتجات على غرار أجهزة التبريد الصغيرة أو المحمولة « فونتيلاتور». و أرجع باعة و أصحاب محلات، هذا الاستقرار إلى وفرة العرض وهي معادلة حققها المنتوج الوطني الذي يحظى بثقة الزبائن حسبهم، فالمنافسة الكبيرة بين المصنعين الجزائريين، ساهمت في رفع الجودة و انعكست على العرض وعلى الأسعار أيضا، ناهيك عن أن هذه السنة لم تعرف فرض ضرائب جديدة على هذا النوع من التجهيزات كما حدث في السنوات الماضية وتحديدا منذ سنة2017. و يقدر سعر مكيف الهواء محلي الصنع ب 6 إلى 10 ملايين سنتيم حسب الحجم و القوة، بينما تتراوح أسعار المكيفات المستوردة بين 8 و 12 مليون سنتيم، وهي أسعار تحددها الجودة و العلامة وقوة المنتج. و تباع أجهزة التكييف من نوع «كوندور و ماجور وميديا» ب 70 ألف دج، في حين تعرض أجهزة « ماكسويل» مقابل 60 ألف دج فما فوق، وبهذا الصدد أوضح محمد صاحب بمحل بمنطقة « الكانطولي» قائلا، إن المكيفات المحلية تلقى رواجا بالنظر إلى أسعارها المنخفضة مقارنة مع الأنواع الأخرى، خاصة وأنها باتت تنافس التجهيزات المستوردة من حيث القوة و الجودة وحتى التصاميم. وأضاف، أن محله عرف منذ بداية شهر جوان، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين أتيحت لهم خيارات واسعة من المكيفات الهوائية الجزائرية التي تلبي رغباتهم من ناحية السعر و الحجم و النوع. وأشار، إلى أن الارتفاع القياسي الذي مس مختلف الأجهزة الكهرومنزلية في السنة الفارطة، خصيصا المكيفات الهوائية، حولها إلى منتج كمالي بالنسبة لبعض العائلات، التي تخلت عن اقتنائها بدليل الركود الكبير الذي عرفته السوق، لكن وفرة العرض هذا العام قلبت الأوضاع و ساعدت على تراجع الأسعار، ناهيك عن تعدد الخيارات، حتى وإن كانت قيمة المكيف عموما لا تقل عن 60ألف دج. عروض تلبي الطلب وعن العروض المقترحة من طرف التجار، قل مواطنون وزبائن قابلناهم خلال استطلاعنا، إنها متنوعة وتلبي الحاجة، خاصة ما تعلق بعروض البيع بالتقسيط و العروض المتعددة التي تشمل أكثر من منتج أو أكثر من خدمة بسعر واحد، كاقتراح تشكيلة تضم ثلاجة ومكيفا وموقدا بسعر منخفض. ويعتمد عدد كبير من التجار على هذه الطريقة بحسب ما لاحظناه طيلة جولتنا بين محلات منطقتي المنية و لوناما و بعلي منجلي كذلك، وقد علمنا من بعضهم، بأنها استراتيجية تسويقية ناجحة تلبي طلب شريحة معتبرة من الزبائن خصوصا المقبلين على الزواج و المستفيدين من سكنات جديدة، وتساعد على زيادة الاستقطاب. قالت سيدة قابلناها بمحل بالمنية، بأنها لا تستطيع دفع ثمن المكيف كاملا، و تريد اقتناء جهاز لكن سعره يعادل ضعف دخلها الشهري، لذا لجئت إلى طريقة الدفع عن طريق الأقساط، لتتجنب الوقوع في مشاكل مالية لاحقا وأوضح شاب كان رفقة زوجته، بأنهما حديثا الزواج وقد خرجا لشراء مكيف هوائي تحضيرا لاستقبال الصيف وحرارته، فوجدا في عروض التجار فرصة لاقتنا أجهزة أخرى لم يكونا ينويان الحصول عليها، إذ وقعا على عرض جيد لمكيف و جهاز تلفاز صغير الحجم و خلاط كهربائي. وقد استحسن جل من تحدثنا إليهم، الاستقرار الذي تعرفه السوق، وقالوا بأنهم كانوا يتوقعون أن ترتفع أسعار المكيفات ككل سنة، ولكنها بقيت مضبوطة كما أن هناك انخفاضا في أسعار بعض الأجهزة و تحديدا الأنواع المحلية، مقابل ذلك عبروا عن استيائهم من ارتفاع تكاليف الأنواع المستوردة و التي تنطلق حسبهم من 80 ألف دج لأبسط مكيف. و أكدت بائعة بمحل بعلي منجلي، بأن العروض المقترحة على الزبائن متنوعة وتلبي طلباتهم، خاصة بعد لجوء عدد من التجار إلى انتهاج صيغة البيع بالتقسيط، أين يتم تسليم البضاعة للزبون بعد أول دفعة تقدر عموما بحوالي 10 بالمائة من سعر المكيف، على أن يقدم صكوكا بريدية بقيمة الأقساط المتبقية تستحق على فترات متباعدة مضيفة، بأن السوق مليئة بالمكيفات الهوائية المحلية، وهو منتج يلقى رواجا كبيرا من قبل الزبائن. وأشارت محدثتنا، إلى أنه رغم ارتفاع أسعار المكيفات المستوردة، إلا أن لديها زبائنها الذين يفضلونها وذلك راجع إلى ثقتهم في جودتها. مؤكدة، بأن العروض الترويجية والتخفيضات التي تشهدها المكيفات، تدخل في إطار سياسة الترويج للموسم مع بدايته، وقد تحولت إلى موضة رائجة بين التجار الذين يستعينون بمواقع التواصل أيضا لاستقطاب الزبائن. وفسر تاجر، أسباب تراجع أسعار المكيفات هذه السنة بعدم فرض الدولة لضرائب جديدة، ناهيك عن أن الأسعار التي تحددها المصانع مقبولة مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي فإن هامش ربح التاجر بسيط. خدمات ما بعد البيع تضاعف ثقة الزبون وذكر السيد محمد صاحب محل «قادري الكترو ميناجي» أن أسعار المكيفات الهوائية، تتأثر بمدى الطلب والعرض عليها، فهناك علامات تشح جدا في السوق في بعض الأحيان، ما يسبب خللا في العرض مقارنة بالطلب و يدفع الموزعين وتجار الجملة إلى رفع السعر الذي خضع لعوامل أخرى مثل الرسوم والضرائب خاصة بالنسبة للمنتجات المستوردة. وأوضح المتحدث، أنه وبالرغم من أن السوق الجزائرية تتوفر على مختلف المنتجات المستوردة من الصين و أوروبا، إلا أن المنتج المحلي بات المفضل للكثيرين نظرا لملاءمة أسعاره و الجودة والضمان وخدمات ما بعد البيع. وأشار، إلى أن بداية هذه الصائفة مشجعة و تعد بموسم جيد، بالنظر إلى طبيعة الحركية التجارية و عودة الطلب نسبيا رغم أن أقل مكيف هوائي يكلف 60ألف دج، مع ذلك فإن حجم الزبائن مقبول جدا. وقال بائع بمحل «إريليكس»، إنه وبعد استقرار أسعار المكيفات المحلية، عاد الزبائن الباحثون عن أجهزة تتناسب مع قدراتهم الشرائية، مؤكدا بأن المكيفات المحلية تحظى بحصة الأسد من الطلب وأنها صارت تنافسية من حيث الجودة. وأرجع محدثنا، تراجع الأسعار إلى وفرة الأجهزة في السوق و تنوعها انطلاقا من الأحجام و وصولا إلى المميزات، التي باتت تشعل المنافسة بين الشركات المصنعة. وأضاف، تراجع الطلب وركود السوق في السنوات القليلة الماضية، فرض الحاجة إلى اعتماد البيع عن طريق التقسيط لاستقطاب الزبائن والاستمرار في العمل مؤكدا، بأن التراجع المسجل ليس كبيرا جدا فأسعار المكيفات لا تزال مرتفعة. وأشار البائع ، إلى أن هناك إستراتجية حديثة تعتمدها الشركات المصنعة، تهدف إلى إعطاء أهمية قصوى لصناعة المكفيات الهوائية المحلية بمعايير عالمية تتماشى والسوق الدولية، وذلك بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، التي تضمن جودتها على المدى البعيد. ولفت، إلى أن المكيف بات من الأساسيات في كل بيت خاصة في ظل التقلبات المناخية الحاصلة والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة الموسمية والتي تصل أحيانا إلى درجات يصعب معها التحمل.