ترسو قبالة شواطئ عنابة، خلال موسم الاصطياف، أعداد كبيرة من زوارق النزهة الموجهة للجولات السياحية واكتشاف الكورنيش العنابي، أو لبلوغ الشواطئ العذراء المعزولة بشطايبي وسرايدي، وهي قوارب ويخوت يؤجرها خواص للراغبين في الاحتفال بالنجاح وأعياد الميلاد، بعدما تحول استئجارها لهذه المناسبات إلى موضة. زاد استخدام قوارب النزهة بعنابة كثيرا هذه الصائفة، في ظل تضاعف الاهتمام بالشواطئ الصخرية والخلجان العذراء البعيدة التي باتت قبلة لعشاق الطبيعة والعزلة والمغامرة، نظرا لروعتها وهدوئها وتزايد الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولأن الوصول إليها برا مستحيل أحيانا وصعب في أحيان أخرى، فإن الحاجة إلى القوارب زادت كثيرا وهو ما أنعش نشاط ملاكها الذين يكثر الطلب على مراكبهم أيضا، من قبل الشباب الراغب في الاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة، إذ يفضل البعض الاحتفال في عرض البحر عن طريق نزهات على متن اليخوت. « بونة بيتش» بوابة النزهات البحرية قامت النصر بجولة على الكورنيش العنابي، زرنا خلالها موقعين، الأول كان المركب السياحي «بونة بيتش» الذي يتضمن شاطئا خاصا مجهزا بمختلف مرافق الاستجمام والنزهة، كما يوفر أرصفة عائمة لمختلف مراكب النزهة. كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء، عندما وجدنا أجواء بهيجة في ظل تنظيم محكم، وصادفنا مصطافين من مختلف الولايات الشرقية. كانت الحركية على الرصيف العائم كبيرة، بين شباب يغادرون مراكب النزهة وآخرين يصعدون على متنها وعائلات تستعد للإبحار على اليخوت، وكان بين الجمع أربعة شباب قالوا لنا بأنهم تفوقوا في شهادة البكالوريا، ولذلك استأجروا قاربا للاستجمام والاحتفال. تحدثنا إلى مسير مركب «بونة بيتش» أنيس صحراوي، الذي قدم لنا شروحات حول نشاط قوارب النزهة والنظام على الرصيف العائم، موضحا بأن هناك مراكب خاصة بالزبائن لها ملاك يدفعون مقابل بقائها راسية ومحروسة لمدة معينة على الرصيف، ويستخدمونها لجولاتهم السياحية طيلة النهار، وهناك مراكب بينها زلاجات مائية وقوارب وسفن نزهة موجهة للمصطافين ويمكن لأي أحد استئجارها من إدارة المركب، لفترات محددة تتراوح بين 20 دقيقة إلى ساعة أو اثنتين. وذكر صحراوي، بأن هناك زبائن يقومون بكراء زوارق النزهة ليوم كامل وهم في الغالب مجموعات، فيما يفضل شباب كثر الزلاجات المائية «جت سكي»، كما يوفر المركب للعائلات غير القادرة على تسديد ثمن مراكب النزهة، ألعابا مائية موجهة للكبار والأطفال منها «بيدالو»، «بوي نوتيك»، «لابنال»، و»لاتومات». وأضاف المتحدث، بأن الرصيف العائم ساهم في تطويق وحماية الشاطئ ومنع دخول قوارب النزهة غير النظامية والخاصة بالصيد، التي تزعج المصطافين كثيرا. اقتربنا من بعض أصحاب مراكب النزهة، فقالوا بأنهم يفضلون هذا النوع من الخدمات لأنها تضمن الخصوصية والأمن وحماية القوارب على مدار الساعة من الاعتداءات أو السرقة، مع توفر رصيف عائم يمكنهم من الرسو والخروج في الجولات السياحية والعودة إلى نفس الموقع بأريحية، وقال أمين، ابن ولاية أم البواقي «وجدنا راحتنا هنا. لدينا مركب خاص بنا ونقوم بجولاتنا السياحة على طول كورنيش عنابة انطلاقا من طوش إلى وادي بقراط، في أجواء رائعة». وحسب صحراوي، فإن الرصيف يستقبل أصحاب زوارق النزهة من مختلف ولايات الوطن إلى جانب عدد معتبر من المغتربين، أما عن أسعار الكراء واستغلال المراكب فتتراوح بين 3000 دج إلى 20000 دج، حسب التوقيت والوسيلة. «لاكاروب» نقطة انطلاق من نوع آخر شاطئ الخروبة المعروف ب «لاكاروب» يعد الموقع الثاني لرسو زوارق النزهة، ورغم أنه لا يتوفر على رصيف عائم إلا أنه يستقبل العديد من المراكب التي تخرج للبحر بطريقة عشوائية ويقوم شباب بحراستها مقابل مبالغ تصل إلى 20000 دج للشهر. وقد لاحظنا عند نزولنا إلى الشاطئ، تواجد عدد معتبر من القوارب يتجاوز 100 قارب يتداول عليها مصطافون، وقد اتضح لاحقا، بأن سبب الإقبال عليها هو انخفاض تكلفة كرائها، ولهذا يؤجرها شباب يتشاركون في سعر الكراء أو عائلات، وهم في الغالب أشخاص يفضلون السباحة أو التخييم في الشواطئ البعيدة العذراء، كما قال أحد مسيريها، مضيفا بأن عدد القوارب الخاصة التي ترسو عند الشاطئ بداية من شهر أوت، كبير جدا، لدرجة يصعب معها إيجاد مكان إضافي أحيانا، والسبب هو انعدام ميناء للنزهة بالولاية. يذكر أن بلدية عنابة، كانت قد منعت خلال العامين الأخريين وضع أرصفة عائمة على مياه الشاطئ، وجمدت منح التراخيص لاستغلال مواقع رسو قوارب النزهة بشواطئ الكورنيش، على غرار الخروبة وبالفودار، اللذين كانا يستغلان قبل سنوات، من متعاملين في المجال السياحي بطرق غير قانونية، كما استثنت البلدية الذين يحوزون على تراخيص قديمة ما تزال سارية المفعول. عودة المغتربين تضاعف عدد الوافدين ومع افتتاح المحطة البحرية الجديدة بعنابة، واستقبال باخرتين قادمتين من ميناء مارسيليا الفرنسي وجنوة الإيطالي، على متنهما قرابة 600 مركبة، تمكن عشرات المغتربين من إدخال قوارب نزهة لقضاء عطلة الصيف في الولايات الساحلية، حيث لاحظنا خلال جولتنا، عددا معتبرا من السيارات ذات الترقيم الأجنبي تجر يخوتا و زلاجات مائية ومراكب صغيرة، وهو ما يترجم تضاعف عددها عبر شواطئ عنابة. وتحصي السلطات أكثر من 500 قارب نزهة خلال موسم الاصطياف، بعضها لسياح ومصطافين من الولايات الداخلية يقومون بجلبها مع بداية الموسم ويدفعون ثمن رسوها وحراستها، تم يعودون لسحبها وإعادتها إلى مستودعاتها عند بداية الاضطرابات الجوية أو في نهاية الموسم. نزهة يومية على الكورنيش ل 30 راكبا زرنا ميناء الصيد البحري بعنابة «لاكرونيار» وهو موقع رسو سفينة النزهة التابعة للمستثمر محمد درارجة، الذي كافح لسنوات من أجل الترخيص لنشاط سفينته بسبب انعدام ميناء للنزهة كما قال، قبل أن يبدأ النشاط رسميا منذ ثلاث سنوات، بعدما رخص والي الولاية لسفينته بالنشاط. وحسب درارجة، فإن عمله يقوم على تنظيم جولات بحرية لزوار عنابة للتمتع بجمال الواجهة البحرية، من الخليج العنابي مرورا بشطايبي وجنان الباي، وأهم زبائنه كما أوضح، العائلات التي تؤجر السفينة لتنظم حفلات أعياد الميلاد والنجاح، مشيرا إلى أنه اكتسب خبرة كبيرة في مجال برمجة الخرجات وكيفية الترويج لهذا النوع من السياحة، وقد تعمّد مراجعة الأسعار وتخفيضها خارج موسم الاصطياف ليضمن استمرار النشاط خاصة في ظل رواج هذا النوع من الجولات. وتتحدد الأسعار بين 1250 و 2500 دج للفرد، مع مجانية اصطحاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، وتستغرق رحلة اكتشاف الخليج العنابي كاملا حوالي 3 ساعات، أما الجولات القصيرة فتمتد من ميناء الصيد إلى غاية منارة رأس الحمراء بسعر 1500 دج للكبار و 750 دج للصغار. وحسب صاحب السفينة، فإنه يتم تنظيم 4 خرجات يوميا بداية من الساعة الثامنة صباحا.