أعمال عنف وشغب بعد إحراق شاب لنفسه بجيجل اندلعت أمس أعمال عنف وشغب بحي موسى وسط مدينة جيجل، إثر محاولة انتحار شاب بحرق نفسه بعد قيام مصالح الأمن بنزع خيمة نصبها منذ أشهر بجوار مدرسة خشة لبيع سجائر وسلع. الشاب الذي ذكرت الشرطة أنها أخبرته مرارا أن وضعيته غير قانونية يبلغ من العمر 25 سنة وقد قام بسكب البنزين على جسده قبل أن يضرم النار، وقد حاول شرطيان إنقاذه لكنهما أصيب بحروق طفيفة فيما نقل أعوان الحماية المدنية الشاب إلى مستشفى محمد الصديق بن يحيى قبل تحويله للمستشفى الجامعي بقسنطينة لخطورة حالته بعد إصابته بحروق من الدرجة الثالثة. ومباشرة بعد محاولة الانتحار تجمهر العشرات من الشباب والأطفال أمام مقر الأمن الحضري الثالث في محاولة منهم القيام بفعل انتقامي ضد عناصر الشرطة من خلال رشق مبنى الشرطة بكل المقذوفات والزجاجات الحارقة دون أن ترد عليهم الشرطة مع بقاء عناصرها داخل مكاتبهم قبل أن يتدخل إمام مسجد حي موسى وبعض العقلاء لدعوة المحتجين للتخلي عن هذه الأعمال التي لا صلة لها بالدين الإسلامي ولا بعادات وتقاليد المجتمع الجيجلي خاصة عندما يتعلق الأمر بتحطيم وكسر ممتلكات الغير حينها غادر المتجمهرون من الشباب والمراهقين والأطفال مكان تواجدهم بالقرب من الأمن الحضري الثالث لحي موسى باتجاه مقر الولاية وهناك قاموا بعمليات كسر وتحطيم كل ما وجدوه أمامهم من سيارات ومركبات كما حاولوا اقتحام مقر الولاية لكن دون جدوى ليتحولوا بعدها باتجاه مركز إعادة التربية وسط المدينة والقيام بعمليات رشق بعض المؤسسات العمومية والسيارات المركونة هناك بكل المقذوفات خاصة على مستوى شوارع ابن باديس اول نوفمبر وحسين رويبح وهي الأعمال التي خلفت فوضى ورعبا وهلعا في نفوس أصحاب السيارات والمركبات وتجار تلك الجهة من المدينة الذين سارعوا إلى غلق محلاتهم التجارية خوفا من أن تتعرض محلاتهم للتحطيم والكسر والنهب، لتهدأ الأوضاع لساعة قبل أن يعاود المحتجون محاصرتهم لمقر الأمن الحضري الثالث بعد أن انضمت إليهم مجموعة من المشاغبين حيث حاولوا اقتحام مقر الشرطة بالرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة والعجلات المطاطية التي تم إشعالها ومع ذلك لم تتدخل قوات مكافحة الشغب إلا بعد أن أصر المشاغبون على اقتحام مقر الشرطة وحرقها خاصة بعد أن تمكنت مجموعة من الوصول إلى ساحة المبنى حينها استعملت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق محاصري المبنى ورغم مواصلة المشاغبين لرشق مقر الشرطة باستعمال كل الوسائل الموجودة، بحوزتهم جيء بعناصر وحدة بوحمدون لمكافحة الشغب والتمركز داخل مقر الدرك الوطني لإقليم بلدية جيجل الموجود على بعد 30 متر من موقع احداث الشغب دون التدخل رغم مواصلة أعمال الشغب في عمليات كر وفر إلى غاية السادسة مساء، حيث بدأ بعض المحتجون ينسحبون بعد علمهم بقدوم فرقة مكافحة الشغب التابعة لولاية بجاية لكن البعض منهم حاولوا التوجه نحو وسط المدينة التي غادر شوارعها ومقاهيها ومحلاتهم التجارية أصحابها وروادها وهي الفترة التي عرفت تعطيل حركة المرور في جميع الاتجاهات خاصة على مستوى المحيط المجاور لشوارع ابن باديس، أول نوفمبر والشهيد حسين رويبح لتصبح المدينة القديمة وحي موسى خالية من المواطنين الذين التحقوا بديارهم ماعدا العشرات من المحتجين المتجمهرين في بعض النقاط. - ع / قليل الشاب حمزة لم يمت لكن حروقه خطيرة حتى الساعة السادسة و النصف من مساء أمس كان الشاب حمزة رشاق البالغ من العمر 25 سنة بين الحياة و الموت في غيبوبة على سرير مصلحة علاج الحروق بمستشفى قسنطينة الجامعي. الحالة الصحية للشاب الجيجلي الذي أضرم النار في نفسه باستعمال البنزين حسب مدير المستشفى البروفيسور أوبيرة كانت حرجة و قد مست الحروق من الدرجة الثالثة خمسة و ثمانين بالمئة من جسمه، لكنه كان يخضع للعناية الطبية المركزة بالمصلحة الوحيدة على مستوى كامل ولايات الشرق الجزائري و التي استقبلت في نفس يوم أمس حالتين أخريين لمصابين بحروق خطيرة من كل من ولايتي الوادي و غرداية حسب ذات المسؤول. النصر التي انتقلت إلى المصلحة وجدت الضحية مغطى على سريره بالمستشفى و قد أنهى الأطباء للتو آخر التدخلات التي قاموا بها لإنقاذ حياته، بينما كان عدد من افراد اسرته متوترين ينقلون أخباره الصحية عبر هواتفهم النقالة لذويه و أهله في مدينة جيجل، و قد أكد المدير أن المستشفى الجامعي بقسنطينة رغم قلة إمكانيات مصلحة علاج الحروق وفر سريرا للشاب حمزة، بمجرد تلقيه الطلب من مستشفى جيجل و قد رافقه في سيارة الإسعاف التي وجدناها بمدخل المصلحة الطبيب الذي تولى علاجه اول الأمر بمستشفى جيجل. مصدر طبي ذكر أن الحروق أصابت كامل جسم الضحية الذي كان وجهه مغطى بمراهم علاجية مضادة للحروق بينما تمت تغطية بقية الجسم برداء أبيض إلا رجليه العاريتين و اللتين كانتا تتحركان و ترتعشان من حين لآخر، و أكد الطبيب ان الحروق مست كامل أجزاء الجسم المغطاة، واصفا حالة المريض بالحرجة و الخطيرة. و هو لا يزال يتنفس اصطناعيا و قد تم توصيل أجهزة و آلات طبية إلى جسمه الممدد دون حراك.