واصل «طوفان الأقصى» إلحاق الخسائر بالكيان الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي، حيث تشارف الحصيلة لبلوغ ألف قتيل، وهو رقم غير مسبوق، في حين تواصل آلة القتل الصهيونية القصف العشوائي للمنازل والمدارس والمساجد في قطاع غزة، بإسناد جوي وبحري وقصف مدفعي انتقامي، في وقت يتواصل الصمت الدولي عن الجرائم التي يقترفها الاحتلال في حق المدنيين. وارتفع عدد القتلى وسط الاحتلال، أمس الاثنين، إلى أزيد من 900 و2600 جريح، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن وزارة الصحة في دولة الاحتلال، في حصيلة غير نهائية، حيث من المرجح أن تتعدى الألف قتيل في غضون ساعات قليلة، وهو ما يعد رقما قياسيا غير مسبوق، ولم يتم تسجيله أبدا على طول مسار الحرب المتواصلة في فلسطينالمحتلة، ما جعل سلطات الاحتلال تنذر المستوطنين وتطالبهم بالبقاء في منازلهم ل 72 ساعة كاملة وعدم مغادرتها. وعلى الرغم من القصف الهمجي والاستعانة بالطيران الحربي لجيش الاحتلال الذي سخّر حوالي 60 طائرة عدا طائرات الاستطلاع والدرون، إلا أن مقاتلي القسام مازالوا يسجلون تواجدهم خارج القطاع، وهي المعادلة التي لم يفهمها جيش الاحتلال ومخابراته، مع تواصل الاشتباكات بين المقاومين وجيش الاحتلال من مسافة صفر، مع استمرار القصف الصاروخي على عدد من المستوطنات القريبة ومدن في العمق. ولعل أبرز العمليات التي تم تسجيلها أمس، هي قصف مدينة القدس، حيث تم تداول فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن حالة من الذعر والخوف في باحات المسجد الأقصى من طرف مستوطنين فروا إلى جهات مختلفة، تخوفا من تعرضهم للإصابة من صواريخ المقاومة، مع تسجيل دخول فصائل مقاومة أخرى على خط المواجهة في عمليات إسناد لمعركة «طوفان الأقصى»، إلى جانب نشر فيديوهات تبين حالة الفوضى الكبيرة في مطار «بن غوريون» بسبب رغبة أعداد كبيرة من المستوطنين في الفرار من فلسطينالمحتلة. كما واصلت مدفعية جيش الاحتلال قصفها العشوائي للقطاع على نحو متواصل وعلى أحياء مختلفة أبرزها حي الرمال، دون أن تكتفي آلة القتل حيث بلغ «الجنون» حد قصف الأراضي الزراعية المفتوحة، وهو ما رفع عدد الضحايا فوق عتبة 680 شهيدا بينهم 140 طفلا و105 نساء، فيما يجري جيش الاحتلال تحضيرات كبيرة قبيل إعلان اجتياح بري مرتقب خلال الساعات القادمة على نطاق واسع داخل غزة. كما بلغ التوتر أشده على الحدود مع لبنان، وسط مطالبة جيش الاحتلال من المستوطنين مغادرة البلدات التي تقع على مسافة أقل 10 كلم عن الشريط الحدودي، وذلك تخوفا من اندلاع مواجهات على هذه الجبهة، مع وصول تعزيزات أمنية كبيرة ورفع حالة التأهب لمداها الأقصى، لاسيما وأن أركان جيش الاحتلال أعلنت عن تعبئة حوالي 400 ألف جندي لتنفيذ عملياته العسكرية. بدوره أعلن الناطق الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية أبو عبيدة في تسجيل صوتي أن كل استهداف للمدنيين في غزة دون سابق إنذار سيتم مقابلته بإعدام رهينة، مؤكدا أن العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق، «وسنخاطبه باللغة التي يعرفها» مضيفا «تجرعنا الألم تجاه ما حصل لعائلات كثيرة بغزة من إجرام صهيوني فاشي، لقد قررنا أن نضع حدا للإجرام الصهيوني الفاشي ضد أبناء شعبنا ونحمّل العدو أمام العالم مسؤولية هذا القرار، والكرة في ملعبه».