أحيانا أحس أنني مناضل و لست بمخرج في موضوع "الثورة" اعترف المخرج أحسن عصماني خلال تنشيطه ندوة صحفية مساء أمس الأول بالمسرح البلدي بمدينة سطيف ، باعتبارها أحد أهم المحطات التصويرية لشريطه السينمائي الجديد " أسود الجبال" الذي تحصل على موافقة وزارة الثقافة ووزارة ومنظمة المجاهدين فيما مازال ينتظر التمويل ، بأن أصعب مرحلة مر بها هذا العمل الثوري هي في السيناريو الذي اشتركت في كتابته عدة جهات من مؤسسات وهيئات ومؤرخين ومجاهدين وأناس عاديين من أماكن الأحداث ، بغرض تحقيق شرط المصداقية والحقيقة حتى و إن لم تكن المطلقة ، غير أنها تحمل الكثير من الجديد لظهور الوعي الجماعي بضرورة كتابة و تمجيد الثورة و صانعيها بتحقيق نسبة كبيرة من الحقيقة، خاصة أن الفيلم سيتناول جزءا كبيرا من حياة الشهيد كريم بلقاسم ، نظرا لكونه أيضا شريطا للذاكرة الجماعية للشعب الجزائري ، و لمرحلة مهمة وحاسمة في التاريخ الحديث ما يستدعي التدقيق في التفاصيل و الجزئيات التي ستشكل الإضافة التاريخية للثورة ، التي ورغم بعض المحاولات السينمائية ومنذ الاستقلال غير أنها لم تأخذ البعد و الحجم الضروريين كثورة ساهمت بشكل كبير في زوال الاستعمار من العالم بما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات . كما تحدث عن المرحلة التي وصلت إليها التحضيرات و الصعوبات التي واجهها ميدانيا ما اضطره للتنازل في العديد من المرات من أجل المرور ، حتى أحس كما قال انه يناضل و لا يقوم بالإخراج لأن موضوع الثورة و رغم استعداد البلاد للاحتفال بخمسينيتها غير أنها تبقى من المواضيع الحساسة بالنسبة لبعض الأطراف التي ترى بأن الوقت لم يحن بعد لقول كل شيء عن سنوات الثورة . و من المنتظر حسب البطاقة الفنية للفيلم أن يشارك فيه 10500مؤدي و مؤدية وممثلين عالميين من بلجيكا و فرنسا ، منهم على سبيل المثال 4000 متظاهر لإنجاز فريد من نوعه لمسيرة 08 ماي بشوارع سطيف . وهو ما تطلب حسب المخرج نظرا لضخامة المشروع الدخول في عملية التحضير منذ أكثر من ثمانية أشهر بزيارة 22 ولاية لإختيار المواقع و الأمكنة و إعادة تأهيلها و إجراء التجارب المختلفة الخاصة بالتفجيرات ، وغيرها من العمليات العسكرية بمساهمة و مشاركة أكثر من إيجابية من طرف الجيش الشعبي الوطني في العديد من المناطق التي ستشهد تصوير مشاهد بعض المعارك المهمة، مثل جيجل و تيزي وزو و برج بوعريريج و بومرداس ، بالاعتماد على الواقعية السينمائية و عدم استعمال الحيل آو ما تسمح به الوسائل الحالية لتضخيم المعارك آو المشاهد الخارجية لعدم حاجة أحداث الثورة للصناعة السينمائية لتجاوز واقعها الخيال الذي فرضته السينما العالمية ، و كل ما يمكن للرقمنة أن تمنحه و تعطيه من أبعاد أخرى للعمل.