يحتضن متحف الفنون والتعابير الثقافية التقليدية، قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، احتفالا برأس السنة الأمازيغية، ورشات ومعارض تبرز تنوّع الموروث الثقافي الجزائري، يشارك فيها حرفيون من داخل وخارج الولاية. اكتست أروقة المتحف حلة جديدة، وتزينت بديكور تقليدي أصيل، أبدع حرفيون في تنسيقه، بإبراز مختلف الصناعات اليدوية التقليدية، من زرابي وألبسة وحلي وأواني فخارية وأكلات تقليدية، تفنن حرفيون في صناعتها وتحضيرها، ليبهروا الزوار بجمال وعراقة الإرث الجزائري وتنوعه، والذين أبدوا إعجابهم بقطع الديكور التقليدية المعروضة، وأعربوا عن افتخارهم بانتمائهم لهذا الوطني الغني ثقافيا وحضاريا، مجمعين على أن إقامة احتفالات مرتبطة بتاريخنا وتعكس هويتنا في أماكن تحمل رمزية، كقصر الحاج أحمد باي، يعزز أكثر قيمة ما يعرضه حرفيون. فإلى جانب طاولات عرض الحلي والأطباق التقليدية خاصة المرتبط تحضيرها بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، تم على مستوى بهو قصر أحمد باي، تجسيد قعدة تقليدية، وهي من العادات القديمة المرتبطة بطبيعة العيش قديما، حيث زين ديكورها بأواني وأدوات كانت ولا تزال تستخدم في تحضير الأكلات التقليدية، منها "القصعة"، "المهراس"، "السيار"، "قدر وكسكاس الفخار"، و"قفة الحلفة"، فيما تتوسط القعدة سيدة أصيلة ما تزال تحافظ على حرفة نسج الزرابي يدويا، وعادت بأذهان الزوار لأيام الماضي الجميل، وترجمت بساطة العيش قديما. مديرة المتحف، السيدة مريم قبايلية، وعلى هامش افتتاح المعرض الذي جاء تجسيدا للبرنامج الثقافي والتراثي للمتحف العمومي الوطني قصر الحاج أحمد باي، بالتنسيق مع الجمعية المهنية للتجار والصناعيين الصغار والحرفيين الجزائريين، واللجنة الوطنية للحرف والسياحة والصناعة التقليدية، أوضحت أن هذه التظاهرة المنظمة بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، تعد فضاء مفتوحا، لعرض مختلف المنتجات الحرفية الإبداعية ذات الجودة العالية، حيث يشارك 10 حرفيين من قسنطينة ومختلف ولايات الوطن، من بينهم حرفية من ولاية ورقلة، تعرض حقائب وديكوارت منزلية مصنوعة بالحلفاء. وقالت قبايلية، إن المعرض والورشات الحية التي يحتضنها القصر، استقطبت زوارا من الولاية وخارجها، وكذا أطفال الكشافة الإسلامية، وأجانب من السويد وفلسطين، أتيحت لهم فرصة التعرف على كيفية صناعة الفخار، بدءا من اختيار المواد المناسبة وصولا لكيفية تشكيل الأواني، بالإضافة إلى إطلاعهم على جميع خطوات تحضير الكسكس. وأشارت المديرة، أن الورشات والمعارض التي احتضنها القصر، أحيت عادات وتقاليد المدينة، وأبرزت التنوع الثقافي الجزائري والأمازيغي التي تزخر به بلادنا، مؤكدة على أهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي يعد فرصة لتوطيد أواصر المحبة بين الجيران والأصدقاء وبين أفراد العائلة، من جهته قال رئيس الجمعية المهنية للتجار الصناعيين والحرفيين الجزائريين عامر عومار، بأنه تم الحرص على التحضير الجيد للاحتفالية، بالتنسيق مع عدد كبير من الحرفيين قدموا عدة أشغال يدوية تقليدية، تعكس الموروث الثقافي التي تزخر به بلادنا، وتقدم عادات كل منطقة من الوطن، داعيا لضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي وتعليمه للأجيال اللاحقة حتى لا يندثر أو يسرق.