أقيمت اليوم الخميس بغرب البلاد العديد من الأنشطة الثقافية والتراثية والفنية المتنوعة بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974 "يناير" في سياق تثمين الموروث الثقافي والحفاظ عليه. وفي هذا الإطار نظم معرض "يناير... عادات وتقاليد " بالمتحف العمومي الوطني "أحمد زبانة" لوهران يسلط الضوء على مجموعة من الأدوات المستخدمة في طهي أطباق "يناير" من خلال التحف المحفوظة بقاعة "أمتنوغرافيا" لهذه المؤسسة المتحفية. ويعود تاريخ هذه المعدات المصنوعة من الطين والنحاس والحلفاء إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, حسبما أبرزته لوأج رئيسة مصلحة الاتصال بذات المتحف، ليلى بوطالب. كما يتضمن المعرض صورا فوتوغرافية لمختلف أنواع الوسائل لتحضير وطهي ونضج الأطباق الشعبية التي تستخدمها المرأة في هذه المناسبة على غرار "الترادة" و"القصعة" و"الكسكاس" و"القدر" أو "البرمة" مع عرض أشهر الأكلات التقليدية التي يتم تحضيرها خلال هذه الاحتفالية بوهران منها "الشرشم" و"الرقاق" و"المخلط" الذي هو عبارة عن مكسرات وحلويات والتمر. وتم بهذه المناسبة أيضا تنظيم ورشات لفائدة الأطفال لتعليمهم كتابة أسماءهم بحروف "التيفناغ" من تنشيط إطارات من المتحف المذكور. وبدورها سطرت ولاية البيض العديد من التظاهرات والعروض الثقافية المتنوعة احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة "يناير" حيث افتتح اليوم بدار الثقافة والفنون "محمد بلخير" معرض للكتاب الأمازيغي يدوم ثلاثة أيام ويتم من خلاله عرض العديد من الكتب التي تعنى بالتراث والتاريخ الأمازيغي الجزائري. كما برمج عرض للأزياء خاص باللباس التقليدي الأمازيغي للأطفال ومسابقات في الرسم وحكواتي وأقوال من التراث الشعبي المحلي، فضلا عن تقديم عرض لكيفية تحضير طبق الكسكسي من تقديم حرفيات الجمعية الولائية "محي الدين" لإحياء التراث الثقافي والإبداع. وبالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "الشهيد الرق الحاج" نظم معرض للكتاب الأمازيغي إضافة إلى تقديم مداخلة من طرف المختص في التاريخ والتراث الأمازيغي المحلي لغريسي بلحاجي حول الموروث الثقافي الأمازيغي وتقاليد الاحتفال بيناير بمنطقة بوسمغون بذات الولاية فضلا عن تنظيم معرض للأواني التقليدية والفخار. من جانبه, سطر قطاع الشباب والرياضة برنامجا متنوعا وثريا بالمناسبة عبر مختلف هياكله بالولاية حيث يتضمن مسابقات لأحسن صورة فوتوغرافية بالمناسبة وأحسن أكلة شعبية وحلوة تقليدية، وأحسن لباس تقليدي للأطفال فضلا عن معارض للباس التقليدي والمأكولات الشعبية والأشغال اليدوية وذلك بمشاركة جمعيات محلية. كما نظمت إذاعة البيض بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعات التقليدية وغرفة الصناعات التقليدية والحرف معرضا للمنتجات التقليدية ببهو هذه المؤسسة الإعلامية الجوارية بمشاركة العديد من الحرفيات. وبتلمسان انطلقت بقصر الثقافة "عبد الكريم دالي" احتفالية "يناير" بمبادرة لمديرية الثقافة والفنون وبحضور السلطات الولائية حيث تتضمن معارض للباس التقليدي الأمازيغي والأكلات الشعبية والحلويات التقليدية الخاصة بهذه المناسبة ومعرض للزرابي وآخر للوحات الفنية التشكيلية الخاصة بطقوس الاحتفال بكرنفال "إيراد" الذي تشتهر به منطقة بني سنوس بالولاية. كما أقيمت بالمناسبة قعدة تقليدية تبرز العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات "يناير" ومعرض حروفيات خط "التيفيناغ" وآخر حول الحياة اليومية للسكان الأمازيغ لتلمسان وورشة حية حول توظيف خط "التيفيناغ" في اللوحة الحروفية ومعرض خاص بالكتب باللغة الأمازيغية. وسطرت مديرية الثقافة والفنون برنامجا ثريا ومتنوعا للاحتفال بهذه المناسبة يمتد على مدار أسبوع تحت شعار "التراث الأمازيغي والهوية الجزائرية" يشمل أيضا ورشات للأطفال حول صناعة بعض منتوجات الفخار والحلفاء ونسيج الزرابي وعرض لكتاب "إيراد بني سنوس" للكاتب عمر بركاني بمكتبة "محمد ديب" بمشاركة أكاديميين ونشطاء جمعويين لمناقشة موضوع الكتاب, وفق ما أفاد به لوأج المدير الولائي للقطاع أمين بودفلة. للإشارة تنظم هذه الاحتفالية بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الثقافية ومديريتي السياحة والصناعة التقليدية والشباب والرياضة والعديد من الجمعيات الثقافية بولاية تلمسان. وبالنعامة احتضنت دار الثقافة "أحمد شامي" معرضا تقليديا وأنشطة ثقافية وتراثية مختلفة عكست عادات وتقاليد المنطقة في إحياء رأس السنة الأمازيغية يناير. وقد أشرف الوالي لوناس بوزقزة على افتتاح التظاهرة التي شاركت فيها عدة قطاعات على غرار الثقافة والفنون والسياحة والصناعة التقليدية إلى جانب عدد من الجمعيات المحلية. وتم تنظيم بالمناسبة معرض للحرف التقليدية الخاصة بسكان المنطقة كالزرابي والألبسة والأفرشة الصوفية والسلل والأواني المصنوعة من الحلفاء وآخر للأطباق التقليدية على غرار "الكسكسي" و "الرفيس" و"المردود" و"الزريرزي" وغيرها وهي الأجنحة التي استقطبت الزوار الذين أبدو إعجابهم بالمنتوجات المعروضة. كما كان الجمهور على موعد مع تنظيم ورشة لكتابة الخط الأمازيغي وعرض لعناوين وكتب وصور فوتوغرافية تعرف بالتراث الأمازيغي العريق فضلا عن تقديم الشاعرين خيذوري عبد القادر وطالبي حكيم لقراءات شعرية باللغة الأمازيغية. وألقى الباحث في تاريخ وتراث المنطقة الطاهر بوزار محاضرة حول رمزية يناير وأبعاده الاجتماعية والثقافية فضلا عن التعريف بعادات وتقاليد الاحتفال بيناير بقصر صفيصيفة العتيق. وبتيارت نظمت مديريتا الثقافة والفنون والسياحة والصناعة التقليدية للولاية احتفالية بمشاركة عدة حرفيين وفنانين بغرفة الصناعات التقليدية والحرف إحياء لرأس السنة الأمازيغية 2974. وقد أبرزت فاطمة جلجال الباحثة في التراث في مداخلة لها أمام السلطات المحلية وجمع من المهتمين أهم العادات التي دأبت العائلات التيارتية على إحياءها بالمناسبة على غرار تحضير طبخ الكسكسي بمرق "الشرشم" وهو خليط من البقول الجافة والحبوب والخضر المنتجة محليا. كما أقيم معرض للألبسة التقليدية والأواني النحاسية والفخارية وتكريم كل من مغني الطابع القبائلي الصادق ولد علي والفنان التشكيلي عاشور بوزيدي ورئيسة تعاونية الشلاليات للتقاليد والعصرنة حدة بوميدونة نظير نشاطها في الحفاظ على التراث المادي المتعلق بالنسيج وكذا بعض الهيئات التي تساهم في ترقية المجال السياحي. كما جرى تسليم 35 بطاقة حرفية رقمية لأصحابها. وبمعسكر أقيمت على مستوى مدارس ابتدائية تتواجد بمناطق ريفية نائية نشاطات ثقافية وفنية وتراثية إحياء لرأس السنة الأمازيغية "يناير", حسب مديرية التربية الوطنية صاحبة المبادرة. وتضمنت هذه النشاطات إقامة معارض خاصة بإبداعات التلاميذ تخص رسم لوحات تبرز عادات وتقاليد الاحتفال بيناير وكذا الأشغال اليدوية الفنية وجمع الطوابع وعرض لملصقات مدعمة بصور فوتوغرافية حول مظاهر الاحتفال بيناير, وفق نفس المصدر. كما تم تقديم أغاني وأناشيد وطنية باللغة الأمازيغية من أداء تلاميذ أقسام تدريس هذه اللغة فضلا على تقديم عروض مسرحية حول هذه المناسبة التراثية وتنظيم مسابقات حول أحسن تعبير كتابي وأحسن رسم يخص الاحتفال بيناير وأحسن عمل يدوي فني إضافة إلى تقديم مداخلات من قبل أساتذة الطور الابتدائي تناولت الموروث الثقافي الأمازيغي لبلادنا وأهمية الاحتفال بيناير كمناسبة ثقافية وطنية, وفق ذات المصدر.