افتتحت أمس، بمناسبة انطلاق الطبعة الرابعة لتظاهرة جسور التواصل لتراث الحواضر، بقصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، قاعتان للنحاس و الزرابي التقليدية، فيما احتضن بهو القصر، معرضا لمؤسسات متحفية بمختلف ولايات الوطن، أبرزها متحف ولاية تلمسان. انطلقت أمس بالمتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي، فعاليات تظاهرة جسور التواصل لتراث الحواضر، بمشاركة أكثر من 12 مؤسسة متحفية، نذكر منها الحظيرة الوطنية للطاسيلي ناجر جانت، حيث قدم جناح الحظيرة، نبذة تاريخية عن منطقة الطاسيلي و أبرز المعارك التي شهدتها، إلى جانب الموروث الثقافي الذي تشتهر به المنطقة، سواء الحلي التقليدية، كالأقراط الخاصة بالمرأة التارقية، و الحرف التي تميز المنطقة كصناعة السيوف، و ما تزخر به من أطباق تقليدية مثل "الملة" ، "الملفوف" و "تاكاضورين" و غيرها من الأكلات التقليدية. فيما عرف المتحف العمومي الوطني للفنون و التقاليد الشعبية بالعاصمة، "دار "خداوج العمياء"، الذي يعد من أشهر المعالم التاريخية في القصبة السفلى، بكنوزه التاريخية و بالزي التقليدي لعاصمة البلاد. كما شهد المعرض مشاركة كل من المتحف العمومي الوطني بالمنيعة، و كذا المتحف العمومي الوطني سيرتا، الذي قدم أبرز القطع الأثرية الموجودة بقاعات العرض، و التي تبرز عراقة المدينة و الحضارات المتعاقبة عليها، من فترة ما قبل التاريخ إلى العصر الحجري الحديث، حيث يغطي، حسب محافظ التراث الثقافي بالمتحف خليل بوجعطاط الفترة بين 1.8 مليون سنة إلى القرن العشرين. وقد كانت مشاركة واسعة لمؤسسات متحفية تمثل عدة ولايات من الوطن كسطيف و خنشلة، فيما كسرت مشاركة متحف قصر المعارض و الفنون لولاية تلمسان، الصورة النمطية للمشاركات المتحفية في المعارض التراثية ، حيث تميزت عن باقي المشاركات، بتركيزها على الانتقال للعرض الرقمي، و تخطي مرحلة العرض الورقي في تقديم معلومات عن المؤسسة المتحفية، اذ قدم جناح متحف تلمسان لوحة عرض تبرز مدى مواكبته للتكنولوجيات الحديثة. و أوضحت مديرة مركز الفنون و المعارض بتلمسان السيدة سميرة أم بوعزة، للنصر، بأن المتحف واكب الانتقال الرقمي، الذي يركز على توفير خدمة الزيارات الافتراضية لزوار المعارض التراثية، للتخلي عن اللافتات الورقية، و ذلك لأخذ الزائر في رحلة في عمق تلمسان، و تمكينه من الاستفادة من جولة داخل المتحف بتقنية ثلاثية الأبعاد، "3 دي" و ذلك من خلال موقع "كراكس دي زاد" للاستفادة من جولات افتراضية، كرحلة "أحكيلي تلمسان" و أخرى خاصة بالخط العربي و غيرها، لاستقطاب اهتمام الزوار ، خاصة الجيل الصاعد، للتعريف بالموروث الثقافي لمختلف ولايات الوطن و الترويج له، فيما كشفت عن توجه المتحف لاعتماد تقنيات أكثر تطورا، تمكن الزائر من الاستفادة من جولة حقيقية افتراضية من خلال تقنية سباعية الأبعاد، و ذلك من خلال نظارات رقمية، موضحة بأنها تسعى لاعتمادها خلال مشاركة المتحف في التظاهرات الثقافية، وذلك للاكتفاء بنقل النظارات الرقمية بدل اللافتات الكبيرة، التي تتطلب عناء كبيرا. فيما تم على هامش انطلاق الفعالية التي تدوم ثلاثة أيام، الافتتاح الرسمي لقاعة الزرابي التقليدية، التي تزخر بمختلف أنواع الزرابي، كزربية غرداية و زربية بابار وزربية النمامشة و التي تبرز تنوع الموروث الثقافي و خصوصية زربية كل منطقة، كما تم بالمناسبة فتح قاعة لصناعة النحاس، و كذا ورشة دائمة لحرفة النحاس، تتوفر على مختلف الأدوات و المعدات التي تستعمل في هذه الحرفة، و من المرتقب، كما قالت مديرة قصر الحاج أحمد باي مريم قبايلية للنصر، افتتاح قاعة الحلي في تظاهرة شهر التراث.