الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتفالات وتظاهرات تعمّ ربوع الوطن
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 01 - 2023


إحياء السنة الأمازيغية 2973
احتفالات وتظاهرات تعمّ ربوع الوطن
يناير .. إبراز للهوية ومحطة للتكافل الاجتماعي
عرف إحياء السنة الأمازيغية 2973 عدة تظاهرات واحتفالات عمت مختلف ربوع الوطن عكست تلاحم الجزائريين وأصولهم الأمازيغية المتجذرة فيناير مناسبة تحمل أبعادا اجتماعية وثقافية وتراثية ضاربة في الأعماق.
خ. نسيمة/ ق. م
تواصلت الإحتفالات برأس السنة الأمازيغية في عدد من ولايات الوسط بتنظيم أنشطة متنوعة.
فبولايات الوسط تواصلت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية بتنظيم جملة من الأنشطة الثقافية والتراثية المختلفة التي عكست عادات وتقاليد كل منطقة في إحياء هذه المناسبة الوطنية.
عاشت مختلف ولايات الوسط على غرار باقي ولايات الوطن على وقع الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية 2973 وبداية السنة الفلاحية الجديدة من خلال تنظيم استعراضات فلكلورية ومعارض للمنتجات التقليدية وفي هذا الصدد سطرت مديرية الثقافة لولاية تيبازة برامج ثرية لإبراز ثقافة وعادات وتقاليد أهل شنوة في الاحتفال بهذه المناسبة حسب ما ذكرته مديرة القطاع صبيحة تاهرات.
و احتضن المركز العربي للآثار معرضا للحرف التقليدية الخاصة بسكان هذه المنطقة كالأواني الفخارية والسلل والزرابي كما استقطبت القعدة الشنوية التي أقيمت ببهو هذا المركز في إطار توأمة بين مديريتي الثقافة لتيبازة والجزائر العاصمة اهتمام الزوار لا سيما منهم المهتمين بالشؤون الثقافية حيث تناول المشاركون فيها مواضيع ذات صلة بالتراث الأمازيغي منها عادات الاحتفال بيناير في تيبازة والاطباق التقليدية للقليعة وتقاليد الاحتفال بالمناسبة بشرشال.
بدورها أحيت دار الثقافة أحمد عروة بالقليعة هي الأخرى هذه المناسبة بضبط برنامج ثري سيتواصل إلى غاية هذا السبت بمشاركة عدد من الجمعيات الثقافية الممثلة لكل من ولايات تيزي وزو والبويرة وخنشلة وباتنة وادرار وتمنراست وإليزي وإلى جانب المعارض الخاصة بالمنتوجات التقليدية وكذا العروض الفلكلورية تم تنظيم ورشة حية لكتابة الخط الأمازيغي وقراءات شعرية أمازيغية فضلا عن تنظيم معرض للكتب الأمازيغية وحفلات فنية في الطابع الشنوي والتارقي والقبائلي الشاوي.
وبذات المناسبة استمتع جمهور ولاية الجلفة برقصات فلكلورية متميزة أبدعت في أدائها فرقة تاكوبا عين أمقل لولاية تمنراست حيث استطاعت هذه الفرقة الفنية التي تمثل جمعية أسارو نهقار أن تجذب اهتمام جمهور واسع من محبي هذا اللون الثقافي التراثي الأصيل الذي يشكل جزء من الهوية الوطنية بفسيفسائها المتنوعة.
وبولاية بومرداس اعطيت إشارة الانطلاق الرسمي لفعاليات الأسبوع الثقافي الأمازيغي من واجهة البحر للمدينة في جو احتفالي بهيج ضم استعراضات شبابية متنوعة ومعارض للباس التقليدي والفن التشكيلي الأمازيغي وعروض فلكلورية وفنية واستعراضات رياضية وقتالية.
كما تضمنت هذا الفعالية الثقافية أيضا تنظيم مسابقة وطنية لأحسن طبق كسكسي بمشاركة 13 ولاية بدار الثقافة رشيد ميموني إضافة إلى تنظيم معارض متنوعة للأكلات الشعبية وأخرى للأواني الفخارية التقليدية والنحت على النحاس والخشب وإحياء لهذه المناسبة كذلك تم برمجة سلسلة من المحاضرات عبر دور الثقافة والجامعة تتمحور أهمها حول رمزية يناير وأبعاده الاجتماعية والثقافية والتعريف بالهوية الأمازيغية ولجهود الدولة في إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية وبولاية البويرة توافدت العائلات على المركز الثقافي علي زعموم الواقع وسط المدينة لزيارة مختلف المعارض المقامة به بهذه المناسبة التي وحدت جميع الجزائريين مثلما أجمع عليه زوار هذا الفضاء الثقافي بحيث استحوذ الفستان القبائلي والحلي التي تتزين بها النساء عند ارتدائه على حيز هام من هذه المعارض.
كما احتفلت هذه الولاية برأس السنة الأمازيغية الجديدة أيضا بتنظيم معرض للكتاب الأمازيغي ضم العشرات من العناوين التي تروي عادات وتقاليد الأسلاف في إحياء هذه المناسبة التي تكتسي طابعا ثقافيا واجتماعيا وبولاية بجاية حرصت النساء والفتيات على ارتداء الثوب القبائلي والتزين بمختلف الحلي التقليدية المصنوعة من الفضة والمزينة بالأحجار الملونة للتجول بكل فخر عبر مختلف شوارع المدينة احتفالا بهذه المناسبة الوطنية.
وفي هذا الصدد أكدت العديد من النساء اللواتي تقربت منهن وكالة الأنباء الجزائرية فرحتهن بتمسك الجيل الجديد بعادات الأجداد بما فيها ارتداء الفستان القبائلي الذي يعبر عن الهوية الأمازيغية وحرصهن على التباهي به في الأماكن العمومية.
نشاطات ثقافية متنوعة بشرق البلاد
تميز الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة (2973) بولايات شرق البلاد بإقامة عدة نشاطات ثقافية وأخرى متعلقة بالتراث أبرزت ثراء وتنوع العادات والتقاليد التي تستحضرها العائلات بالمناسبة بهذه الولايات.
فبولاية قسنطينة طاف رئيس الجهاز التنفيذي المحلي عبد الخالق صيودة رفقة السلطات المدنية والعسكرية بأجنحة مختلف المعارض الأثرية والتراثية التي أقيمت بدار الثقافة مالك حداد والتي تبرز الثراء الثقافي والتراثي الجزائري (شاوي ترقي ميزابي قبائلي) علاوة على معرض للوحات الكوريغرافية التي تسلط الضوء على روح التويزة والتعاون لدى المجتمع الجزائري.
كما تم تكريم عدة أدباء وشعراء وفنانين قدموا أعمالهم باللغة الأمازيغية فضلا عن تدشين جدارية بعنوان ممتدون في التاريخ بحي زواغي سليمان بعاصمة الولاية فيما سيكون الجمهور القسنطيني خلال الفترة المسائية على موعد بقاعة العروض لدار الثقافة مع حفل فني للعائلات وسيتم تنظيم استعراض فلكلوري بمحاذاة المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني من طرف فرقة جمعية الفنتازية والبارود بغرداية مع تقديم أناشيد ووصلات فنية من أداء فرقة إرنيون الفنية للإنشاد والموشحات علاوة على عرض تاريخي لشخصية المناسبة رائد الصحافة الوطنية الشيخ إبراهيم أبو اليقظان من تقديم الأستاذ حسان قزول.
وبولاية ميلة احتضنت القاعة متعددة الرياضات ببلدية التلاغمة الاحتفالات الولائية الخاصة بالمناسبة من خلال تنظيم تظاهرة أسبوع التراث الأمازيغي بمشاركة قطاعات الثقافة والفنون والشباب والرياضة والسياحة والصناعات التقليدية والمصالح الفلاحية وعدد من الجمعيات الثقافية والتراثية المحلية.
وتضمن برنامج هذه التظاهرة التي أشرف على افتتاحها والي ميلة مصطفى قريش معارض متنوعة حول التراث الثقافي المحلي للولاية تهتم بالجانب التاريخي وأجنحة للألبسة والمستلزمات التقليدية وكذا الطبخ التقليدي حيث قدم العارضون من خلالها أهم الأطباق التي تحرص العائلات محليا على تحضيرها احتفاء بالمناسبة ومنها تريدة الطاجين و الطمينة وغيرها.
كما أحيت ولاية سطيف رأس السنة الأمازيغية الجديدة بتنظيم نشاطات ثقافية واحتفالية متنوعة استهلت بعرض فيديو حول المناسبة بالقاعة الكبرى لدار الثقافة هواري بومدين وتقديم رقصات فنية من التراث السطايفي إضافة إلى لوحة فنية تراثية من تقديم طالبات جامعيات كما تم عرض اللوحة الفنية التراثية بوغنجة وهي عادة قديمة كان يقوم بها السكان القدامى بسطيف احتفالا بحلول السنة الفلاحية الجديدة يتم خلالها جمع المواد الغذائية لتحضير الطعام وتوزيعه على الناس بما فيهم الفقراء والمحتاجين ويتضرعون لله من أجل سنة فلاحية وافرة واحتضن بهو دار الثقافة بالمناسبة معارض تراثية متنوعة بمشاركة جمعيات وحرفيين محليين ومعرض سطيف عبر العصور وآخر للكتاب الأمازيغي واللباس التقليدي والحلي والأكلات التقليدية إضافة إلى عرض نبذة عن تاريخ يناير وجناح سمعي بصري لعرض فيديوهات وأشرطة خاصة بالتراث الأمازيغي وبث أغاني تراثية أمازيغية وغيرها وبأم البواقي افتتحت بدار الثقافة نوار بوبكر الطبعة الأولى للصالون الوطني للمنتجات محلية الصنع ذات البعد التراثي بمشاركة 50 عارضا يمثلون 20 ولاية حيث عرض المشاركون في التظاهرة مختلف المنتجات محلية الصنع كزيت الزيتون والحليب ومشتقاتهما والمأكولات والحلويات والألبسة التقليدية بالإضافة إلى مختلف المنسوجات والأواني وغيرها.
كما شهدت باقي ولايات شرق البلاد نفس الأجواء الاحتفالية بذات المناسبة من خلال مجموعة من النشاطات التي تبرز ثراء الثقافة الأمازيغية والتي بادرت بتنظيمها مختلف المرافق الثقافية والجمعيات الفاعلة في المجال الثقافي وغرف الصناعات التقليدية والحرف لهذه الولايات.
أجواء احتفالية بولايات الجنوب
أقيمت بولايات جنوب البلاد عديد الأنشطة الثقافية والتراثية المتنوعة بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2973 التي تواصلت على مدار يومين (11 و12 جانفي).
وفي هذا الإطار احتضنت دار الثقافة مفدي زكريا بولاية ورقلة فعاليات إحتفالية من بينها معارض للصناعات التقليدية والكتاب الأمازيغي وفن المخطوطات لحرفيين وفاعلين في المجال الثقافي بالإضافة إلي تنشيط ندوات ثقافية وعروض للألعاب الشعبية ومسابقة للأكلة الشعبية بهدف إبراز أهمية الموروث الثقافي المتنوع الذي تزخر به المنطقة حسب ما أوضح مدير ذات الهيئة الثقافية مداني سعيد وهبي.
كما نظمت مديرية الصناعة التقليدية والحرف بالمركز الثقافي الإسلامي معرضا تراثيا بمشاركة أزيد من عشرين حرفيا من كلا الجنسين يتضمن نماذج من مختلف منتوجاتهم على غرار صناعة السعف والطرز التقليدي والحلويات والخياطة.
من جهتها نظمت تنسيقيات جمعيات المجتمع الورجلاني بالقصر وتحت شعار عادتنا أصالة هوية وتراث مسابقات في اللسان الأمازيغي والزي التقليدي والأكلات التقليدية وبولاية إيليزي بأقصى جنوب شرق الوطن برمجت دار الثقافة عثمان بالي باقة من الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية والتراثية والتي تعكس جانبا من الموروث الثقافي للمنطقة.
ومن بين فقرات هذا البرنامج الذي تساهم فيه عدة جمعيات ثقافية محلية معارض خاصة بالصناعة التقليدية والمنزلية لحرفيين من الولاية وكذا مسابقة الأكلات التقليدية واستعراضات فلكلورية لفرق وجمعيات ثقافية من بينها فرق فولكلورية تارقية بالإضافة إلى أمسيات شعرية وسهرات متنوعة وترفيهية والتي تبرز زخم التراث المادي واللامادي والرصيد الثقافي الأمازيغي للمنطقة مثلما ذكر مدير قطاع الثقافة والفنون بحيدي حسان.
وتعد هذه التظاهرة فرصة لإبراز التراث الأمازيغي الذي تزخر به المنطقة والحفاظ على هذا الموروث ونقله للأجيال القادمة من خلال هذه المناسبات يضيف ذات المسؤول نفس الأجواء تعيشها ولاية جانت من خلال باقة من الأنشطة التي تبرز الموروث الثقافي الأمازيغي للمنطقة من بينها تنشيط عروض فولكلورية ومعارض لمنتجات الصناعات التقليدية والحرف المحلية من الحلي والألبسة والفخار والأكلات الشعبية.
كما استمتع الجمهور بحفل فني متنوع ساهر تضمن وصلات غنائية وأخرى في العزف على آلة الإمزاد من تنشيط فرق موسيقية محلية إلى جانب إقامة عرض للأزياء التقليدية التي تتميز بها منطقة جانت.
وشهدت من جهتها ولاية تقرت فعاليات ثقافية وتراثية حيث احتضنت بلدية بلدة عمر(دائرة تماسين) الإحتفالات الولائية الرسمية والتي تمثلت في أنشطة فنية وتراثية ابرزت جانبا من الموروث الحضاري والثقافي الأمازيغي المتأصل بهذه المنطقة كما أوضح مدير الثقافة والفنون صالح بوزيد.
ومن بين فقرات هذه التظاهرات إقامة عروض مسرحية وفولكلورية والخيالة والفانتازيا إلى جانب تنشيط محاضرات وندوات يؤطرها أساتذة جامعيون حول الثقافة الأمازيغية.
إحتفالات مماثلة شهدنها بلدية تيط بولاية أدرار التي تقام بها فعاليات متنوعة احياء لمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة.
زوادة الناير بصمة الوهرانيين
أعاد سكان مدينة وهران إحياء هذه السنة العديد من الطقوس والمعتقدات الشعبية المرتبطة بالتحضيرات الخاصة بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة من بينها انتشار على نطاق واسع رمزية زوادة الناير وسط مختلف الفئات الاجتماعية.
وبعد أن غابت الزوادة من تحضيرات الاحتفال بيناير بسبب اكتساح الأكياس البلاستيكية إلا أنها عادت مجددا خلال احتفالية رأس السنة الأمازيغية 2973 بقوة وأصبحت تعرض بمختلف أسواق بيع مستلزمات يناير من مكسرات وحلوى وفواكه مجففة وحبوب جافة لتحضير الأطباق التقليدية خاصة الشرشم الذي يزين مائدة الغذاء ليوم 12 يناير.
ومع اقتراب حلول رأس السنة الأمازيغية تعكف المرأة الوهرانية على خياطة الزوادة من أقمشة الألبسة المسترجعة أو من بقايا قطع القماش التي استغنت عنها الخياطات أو اقتناء مادة الخيش لتصميم يدويا أكياس جميلة بمشاركة جميع أفراد العائلة في أجواء مميزة ترمز إلى تمسكهم بالموروث الثقافي الجزائري.
وفي سهرة رأس السنة الأمازيغية يتم توزيع الزوادة التي هي عبارة عن كيس يحوي على المخلط الذي يتشكل من الحلوى والمكسرات والفواكه الجافة على الصغار التي تدخل البهجة في نفوسهم فيما توضع حصة الكبار في طبق معروف باسم الميدونة المصنوعة من مادة الدوم ومثلما جرت عليه العادة توصي الأمهات الأطفال بعدم فتح الزوادة حتى اليوم الموالي خوفا من غضب العجوز التي تحدت الطبيعة وخرجت ترعى أغنامها فغضب منها يناير واستعار أياما من فبراير ليمدد ساعات برده حتى يقضي على قطيعها على حد قول السيدة فضيلة في العقد السبعين التي قالت انه تقليد توارثناه على الأسلاف وانه تراثنا نعتز به ونعمل على نقله للأحفاد .
وبالنظر إلى القيمة الاجتماعية والتاريخية ل الزوادة تفنن باعة مستلزمات ما يعرف محليا ب الناير بمختلف أسواق مدينة وهران خاصة منها سوقي حي المدينة الجديدة وشارع الأوراس في عرض تشكيلات متنوعة من هذه الأكياس بأسعار تتراوح بين 200 دينار و500 دينار للوحدة وتتزين طاولات الباعة بهذه الأكياس المصنوعة من القماش أو الخيش أو الحلفاء أو الدوم ذات ألوان مستمدة من الطبيعة لاسيما الأصفر والأخضر متنوعة الأشكال والأحجام تحمل تصاميم رائعة بعض منها يكتب فيها أسماء الأولاد أو البنات أو رموز من الثقافة الأمازيغية أو حروف تيفيناغ وأخرى تحمل صور لمعالم أثرية وتاريخية.
ولجلب الزبائن لجأ بعض الباعة إلى تقديم هذا الكيس مجانا أو كما يقول البعض منهم هدية الموسم بغية تحقيق مزيد من المبيعات حسب ما لوحظ بالسوق الشعبي لحي المدينة الجديدة.
كما شكلت احتفالية يناير فرصة للكثير من الحرفيات لخياطة الزوادة المصنوعة من خامات صديقة للبيئة فيما لجأت أخريات إلى عرض تجربتها عبر وسائط تكنولوجيات الاتصال الحديثة لتقديم طرق تصميم زوادة ناير بطرقة سهلة ووسائل بسيطة للمحافظة على هذا الموروث الثقافي الوطني.
إحياء للعادات بقصر بوسمغون
تشكل مناسبة إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير لدى سكان بوسمغون بجنوب ولاية البيض فرصة لتثمين وإبراز الموروث الأمازيغي المتجذر والأصيل لدى سكان هذه المنطقة.
ويسعى سكان بوسمغون التي يتواجد بها القصر العتيق القصر الأسعد وخلوة الوالي الصالح سيدي أحمد التجاني وواحة بوسمغون إلى الحفاظ على التراث الأمازيغي للمنطقة ولعل إحياء رأس السنة الأمازيغية تعد فرص سانحة لإحياء هذا التراث المادي واللامادي الغني ونقله للأجيال حسب ما أبرزه لوكالة الانباء الجزائرية الباحث في التراث المحلي الأمازيغي وتاريخ القصور لغريسي بلحاجي كما تتيح ذات المناسبة السنوية أيضا تسليط الضوء وتعريف زوار هذه المنطقة السياحية بهذا الإرث الثقافي المتنوع الذي يعكس عراقة المنطقة وتاريخها مثلما أضاف ذات المتحدث الذي يعد أيضا الأمين العام للجمعية الوطنية لتنمية السياحة القصورية والواحات ومرشد سياحي.
و ذكر أنه يتم التحضير للاحتفال بيناير مسبقا ويحرص أفراد مختلف العائلات لإحياء هذا اليوم بعاداتهم الأصيلة ومن أبرزها صلة الأرحام والتلاقي بين العائلات وتبادل الزيارات وإكرام الفقراء وتبادل الأكلات التقليدية على غرار طبق الكسكسي المحلي المعروف ب أتشو أزوار وكل ذلك لتقوية قيم التكافل والتضامن والتآزر والكرم والتماسك المجتمعي والحفاظ على الموروث الأمازيغي الأصيل للمنطقة.
كما تتلاقى الكثير من العائلات السمغونية بالبيوت وأيضا داخل قصر بوسمغون والمعروف بالقصر الأسعد لاستحضار ذكريات الماضي العريق ويحيون هذا اليوم الذي يحرصون فيه على ارتداء الملابس التقليدية للمنطقة من جلاليب و برانيس وغيرها من الأزياء الأخرى.
و يحرص السكان أيضا أن تكون الأواني التي يتم بها تحضير وتقديم مختلف الأطباق التقليدية جديدة تفاءلا بأن تكون السنة سنة خير مع عمل ربات البيوت على استخدام منتجات فلاحية محلية يتم جنيها ببساتين واحة بوسمغون على غرار الخضر والبقوليات والفواكه لطهي الطعام.
و للأطفال نصيبهم من برنامج إحياء هذه المناسبة حيث تقام العديد من التظاهرات الرياضية التقليدية بذات الواحة على غرار الكرة التقليدية المسماة تاشورت ولعبة أغانيم أغانيم ولعبة مطاطا وغيرها من الألعاب التقليدية للمنطقة التي تجمع الأطفال والشباب خلال هذه المناسبة والغاية منها هو التلاقي والألفة وزيادة أواصر التماسك بين أفراد المجتمع وفقا لذات المصدر.
و تختتم هذه اللقاءات العائلية التي تأتي بمناسبة إحياء مناسبة السنة الأمازيغية الجديدة يناير بقراءة القرآن الكريم والدعاء للبلاد والعباد حسب السيد لغريسي.
من جانبها تؤدي بلدية بوسمغون والمجتمع المدني المحلي دورا بارزا في إحياء هذه المناسبة من خلال تسطير كل سنة برنامجا ثريا ومتنوعا بقصر بوسمغون لما له من رمزية لدى السكان حيث يحتضن معارض للطبخ واللباس التقليدي فضلا عن تقديم عروض مسرحية وإلقاءات شعرية باللغة الأمازيغية تحاكي عادات وتقاليد المنطقة من أجل إبراز التراث الأمازيغي للمنطقة والحفاظ عليه وفق عضو المجلس الشعبي البلدي زين الدين عادل.
و تعرف هذه التظاهرات التي تميز إحياء مناسبة يناير ببوسمغون كل سنة استقطاب عدد كبير من الزوار من داخل وخارج ولاية البيض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.