حقّقت أواني الأرابيسك المنزلية، بتصاميمها الجذابة التي تجمع بين الأصالة والحداثة، رواجا كبيرا في الفترة الأخيرة، حيث تضاعف عرضها في المحلات مقارنة بالسنوات الفارطة، وهذا بفضل حرفيين نجحوا في الترويج لها، من خلال المزاوجة بين التقليدي والعصري حسب ما أكده تجار للنصر. خيارات تنافس الأطقم العصرية بعد سيطرة الأطقم الكاملة و مختلف الأواني التركية والفرنسية، والإسبانية التي واكبت الموضة على رفوف المحلات، خلال السنوات الأخيرة، هاهي موضة أواني الأرابيسك تعود للظهور مجددا، بحلة جديدة مزينة بنقوش وأشكال هندسية تعكس الزخرفة الإسلامية، وبألوان زاهية تجذب ربات البيوت، خاصة وأنها تواكب تطورات فن الطبخ والديكور وتضفي حلة عصرية على طاولة الأكل. لاحظنا خلال جولتنا عبر عدد من المحلات الخاصة ببيع الأواني المنزلية بقسنطينة، حضورا قويا لموضة أواني الأرابيسك، و إقبالا على اقتنائها حيث يعرض التجار على الزبونات أطقما متنوعة، على غرار طقم الحليب والقهوة، و تشكيلات الصحون والكؤوس، أو قطعا منفردة مخصصة لتقديم الحساء و الأسماك و العجائن، أو تلك التي تقدم فيها المملحات والسلطات والمخللات والحلويات، وكذا الصلصات «كالهريسة» و «المايوناز» و «الكيتشب» و «الخردل» وما إلى ذلك. وتتراوح أسعار أطقم الأكل حسب ما وقفنا عليه، بين مليون و 4 ملايين سنتيم، وتختلف حسب الحجم و النوع و عدد القطع والتصميم ، في حين يصل سعر القطع المنفردة إلى 1000 دينار فأكثر، ويبدأ سعر طقم الحليب والقهوة من 9000 دج ويصل حتى 3 ملايين سنتيم، وذلك حسب عدد القطع، و عادة ما يرفق بإبريقين بتصاميم مختلفة وأشكال هندسية متنوعة، ونقوش جميلة تعكس الزخرفة الإسلامية. هوس بالبريستيج وبحسب آية وهي أم لطفلين، قابلناه بمحل بعلي منجلي، فقد اشترت ستة صحون للحساء، لأفراد عائلتها وذلك تحضيرا لرمضان، و اختارت ألوانا متنوعة كالأصفر و البرتقالي و الأحمر الآجوري و الأزرق والأسود و الأخضر، لتضفي البهجة على طاولة الأكل وتفتح شهية أطفالها للطعام، موضحة أن هذه الأواني تستعمل لتقديم الطعام و تزيين الطاولة بلمسة خاصة تجمع بين التقليدي والحديث، مشيرة إلى تطور تصاميم الأواني، التي برزت بأشكال كثيرة جميلة وراقية. من جهتها قالت السيدة لمياء، إنها قررت الخروج عن المألوف وشراء طقم أوان من 38 قطعة بطابع الأرابيسك تحضيرا لرمضان، وذلك بعد أن شاهدت التشكيلة على إحدى قنوات الطبخ، حيث تستخدمها طاهية شهيرة لتقديم وصفاتها، وقد أعجبتها كثيرا و قررت الحصول على تشكيلة مماثلة لما تضفيه من بريستيج و رقي للطاولة، علما أنها تهوى نشر صور طاولاتها الرمضانية على صفحات ومجموعات الطبخ الافتراضية، كما أنها عادت ما تبرمج دعوات إفطار عائلية خلال شهر الصيام. أما الشابة ليندة، فقالت إنها اشترت طقم أكل من 16 قطعة، ليثري جهازها كعروس، وذلك لأجل طاولة راقية تبهر عائلة زوجها خلال الزيارات مستقبلا، و يكون إضافة مهمة لديكور الصالون خلال المناسبات التي ستستضيف فيها صديقاتها أو أهلها. وأضافت صديقتها ريم، بأن أواني الأرابيسك، شدت إعجابها منذ طرحها في السوق، مؤكدة أنها لا تهتم بالسعر ما دام الحصول على التشكيلة يشعرها بنوع من السعادة. وأخبرتنا زبونة أخرى، دخلت المحل للسؤال عن صحون الأرابيسك الخاصة بالمخللات، أنها عاشقة للأواني وإكسسوارات المطبخ، ودائمة البحث عن كل جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تواكب اتجاهات الموضة. صمّمتها أنامل محلية وأكد بائع بمحل شهير للأواني بالوحدة الجوارية 5 بعلي منجلي، أن الاهتمام بأواني الأرابيسك لم يعد حكرا على فئة معينة من النساء اللواتي يملن إلى كل ما هو تراثي أصيل، بل بات عاما فحتى شابات وأصحاب المطاعم صاروا يفضلونها لجمالها وسهولة تنسيقها و كونها ملائمة للكثير المناسبات الدينية كالأعياد و رمضان مثلا. وأضاف التاجر، أن أطقم أواني الأرابيسك تنافس بقوة الأطقم العصرية، خاصة وأن الأواني المستوردة تعرف زيادات كبيرة في الأسعار، مشيرا إلى أنه سجل طلبا متزايدا على اقتنائها، خاصة بالنسبة لطقم الطعام من 24 قطعة. ولفت التاجر، إلى أن صناعة أواني «الأرابيسك» و»الموزاييك»، منتشرة بشكل كبير في تيبازة، أين تكتسح هذه الأنواع رفوف المحلات، موضحا، بأنها تعد موضة الموسم بامتياز، وأكد أن هناك عددا كبيرا من الحرفيين المحليين، الذين أبدعوا بأناملهم الذهبية، في تجسيد كل الأشكال والرسومات والرموز التي تزين الأواني، وقال إن اهتمامهم بالدقة وإتقانهم للعمل أعطى قيمة مضافة للمنتج المحلي، مشيرا إلى أنه رغم كون موضة الأرابيسك لن تستمر طويلا كغيرها من الأواني التي تصنع الحدث لمدة ثم تعرف تراجعا في الإقبال، إلا أنها قطع جميلة و لا تفقد قيمتها بمرور الزمن، لأنها مناسباتية و يمكن استخدامها دائما في مواعيد معينة كالمولد النبوي أو عاشوراء أو رمضان، بفضل تصاميمها التقليدية وحداثة وجودة الفخار أو الخزف أحيانا. روّجت لها مواقع التواصل الاجتماعي وأكد التاجر لمين محمد، أن الرجوع إلى كل ما هو تقليدي أصيل، أصبح من اهتمام المصنعين الذين أضافوا اللمسة العصرية على هذه القطع لتلبي رغبة الزبونات، وذلك من أجل الحفاظ على أصالة وهوية الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن أغلب القطع المعروضة محلية ونسبة صغيرة فقط من المنتجات يتم استيرادها من الصين أو الأردن و مصر أو تركيا أحيانا. ولفت المتحدث، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، مكنت بشكل ملحوظ من الترويج لموضة أواني « الأرابيسك»، حيث يتم نشر فيديوهات قصيرة «ريلز»، لعرضها بطريقة مغرية تجاريا، أو بالاستعانة بالمؤثرات وصانعات محتوى الطبخ. وأضاف لمين، أن الإقبال يتضاعف على اقتناء أطقم أواني الأرابيسك قبل المناسبات الدينية، كرمضان وفي الأفراح، وبالأخص أطقم الطعام من 24 قطعة. وبخصوص أسعار الأواني التي يعرضها قال التاجر، بأنها تشهد تراجعا محسوسا، يتراوح بين 5 و10 بالمائة، مقارنة بالسنة الفارطة، لأن عودة الاستيراد سمح بتوسيع الخيارات و مضاعفة العرض.