أشاد ممثلو الفصائل الفلسطينيةبالجزائر بالموقف الشجاع والمشرف للجزائر دولة وشعبا المساند والداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي عليه منذ أكثر من أربعة أشهر، وأكدوا أن الشعب الفلسطيني موحد اليوم أكثر من أي وقت مضى في مواجهة العدو، مؤكدين أن الشأن الفلسطيني يقرره الشعب الفلسطيني وحده ولا يوجد من يملي عليه أي شيء. نظم حزب جبهة التحرير الوطني أمس ندوة حول « المواقف الدولية اتجاه العدوان الصهيوني على غزة» بحضور ممثلي كافة الفصائل الفلسطينية الممثلة في الجزائر و القائم بأعمال سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر وأساتذة جامعيين. وفي كلمة له قرأها نيابة عنه عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم محمد كناي، أكد الأمين العام للحزب، عبد الكريم بن مبارك أن موقف حزب جبهة التحرير الوطني من قضية الشعب الفلسطيني تتطابق مع مواقف الدولة الجزائرية، ومواقف هذه الأخيرة ثابتة منذ عشرات السنين مرورا بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين « نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة». كما أكد بن مبارك أن مواقف الآفلان في هذا الشأن تستمد جذورها من ثورة التحرير ومن مختلف النصوص المنبثقة عن المؤتمرات المختلفة ومن البيانات السياسية والمواقف المعلنة والتي تنطلق من مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ومن إدانة كل أشكال الاحتلال والاستعمار، ولم يخل أي موقف للحزب من دعم القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأيضا دعم القضية الصحراوية. وأشار أمين عام الآفلان إلى سياسة الكيل بمكيالين التي يتبناها الغرب لما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، و اتخاذ موقف موحد في الدفاع عن هذا الكيان بكل الوسائل، في وقت كان يفترض أن تكون الأمة العربية والإسلامية على نفس الدرجة من التوحد لكن شتان بين الموقفين، معتبرا أنه لولا المهرولون والمطبعون والمتواطئون لما تجرأ الكيان على ممارسة هذه العربدة اليوم. وجدد عبد الكريم بن مبارك بالمناسبة التذكير بمواقف الجزائر الثابتة من القضية الفلسطينية، وقال أنها عملت على دعمها منذ سنوات، مشيرا في السياق إلى ما بذله رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، من جهود مضنية لجمع القوى الفلسطينية لتكون جبهة واحدة متراصة في مواجهة الاحتلال الصهيوني. والجزائر اليوم و بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي ورغم قصر المدة منذ أن تبوأت مقعدها إلا أنها استطاعت أن تطرح أكثر من مشروع حول القضية الفلسطينية غير آبهة بالضغوط والتهديدات. ودعا المتحدث ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى الاستلهام من نضال وكفاح الشعب الجزائري الذي ورغم العشرات من المقاومات الشعبية لم يتمكن من دحر الاستعمار إلا بعد أن توحد تحت راية جبهة وجيش التحرير الوطني. وأثناء تناوله الكلمة قال ممثل سفير فلسطينبالجزائر المستشار الأول، بشير أبو حطب إن المنظومة الدولية أثبتت عجزها وعدم صدقيتها وعدم جدواها اتجاه ما يحدث من إبادة في فلسطين، وأنها أوجدت لحماية مصالح قوى معينة وهي بذلك بحاجة إلى تغيير، مؤكدا أن كلمة النهاية ستكون للشعب الفلسطيني الذي سيقيم دولته ولا فضل لأحد عليه سوى أصدقاءه وهم قلة. كما حذر المتحدث بقوة من المخاطر المدمرة لمحاولة إلغاء دور وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين « أونروا» التي قال أن 5.5 مليون فلسطيني يتلقون خدمات منها، واعتبر إلغاء دور الوكالة بمثابة قطع شرايين الحياة عن الشعب الفلسطيني. وشدد ممثل السفير الفلسطيني في هذا الصدد على أن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم العدو الصهيوني ككتلة واحدة، وأنه يرفض أي محاولة لفرض قيادة عليه لأنه يملك تجربة طويلة في التنظيم. وفي الأخير أشاد المتحدث بالدور الكبير الذي يقوم به رئيس الجمهورية في دعم القضية الفلسطينية وقال أن الرئيس تبون له باع طويل في دعم الشعب الفلسطيني في مفاصل مختلفة. بدوره أكد ممثل حركة حماس بالجزائر، يوسف حمدان، أنه وعلى الرغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم إلا أن طوفان الاقصى أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية التي كانت الإرادة الدولية تريد الذهاب بها في اتجاه التغييب، مضيفا أن السابع أكتوبر وضع القضية من جديد على الطاولة، وهو لو لم يكن في وقته لهرولت دول كبرى للتطبيع عربيا وإسلاميا. وجدد بالمناسبة التأكيد على أن ما يحدث في فلسطين اليوم هو «صراع وجود» وأن الفلسطينيين سيدافعون عن أرضهم لأنهم أصحابها وسيحررونها، أما بشأن المواقف الدولية من العدوان الصهيوني على غزة فقد أوضح حمدان أن السابع من أكتوبر أبان أن المنتظم الدولي ليس فقط منحازا للاحتلال بل موجود من أجل الاحتلال بدليل الدعم الذي يتلقاه اليوم ماديا وسياسيا وبالمرتزقة أيضا. وحيا بالمناسبة الجزائر التي كانت سباقة إلى الدعوة إلى معاقبة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية جراء الجرائم والإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، ووجه أيضا تحية خاصة لدولة جنوب إفريقيا، داعيا إلى مواصلة الضغط على الكيان الصهيوني، وعن الخسائر البشرية قال حمدان « لنا أسوة في الشعب الجزائري هذا هو الثمن ليس هناك شيء بلا ثمن». أما عن الموقف الدولي من العدوان الهمجي الصهيوني فقد أوضح المتحدث أن هذا الموقف يتشكل ويتغير وفقا لما يكون في الميدان. من جانبه قال نادر القيسي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينبالجزائر أن قرابة 6 من المائة من سكان غزة هم إما شهداء أو جرحى نتيجة العدوان الصهيوني، مشيرا أن جميع المنظمات الدولية وقفت عاجزة عن وقف العدوان بسبب الانحياز الأمريكي الكامل للعدو، ودعمه من الدول الغربية ماديا وسياسيا. وثمن المتحدث مواقف الجزائر الرسمية والشعبية المشرفة من العدوان وقال إنها تداعت لدعم الشعب الفلسطيني، مشيدا في نفس الوقت بمناشدة الرئيس تبون الحقوقيين ورجال القانون في العالم لرفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية لمعاقبة مرتكبي حرب الإبادة في غزة، وهي الخطوة التي تلقفتها جنوب إفريقيا وقامت بها، معتبرا ذلك سابقة دولية. ودعا الحكومات العربية والإسلامية للتحرك العاجل وممارسة الضغط السياسي على المستوى الدولي لوقف العدوان، ودعا كذلك إلى تشكيل جبهة فلسطينية وطنية موحدة لمجابهة العدوان و دعم الوحدة الفلسطينية، معتبرا أن مبادرة الجزائر بجمع الفصائل الفلسطينية كانت أساسا صلبا بالنسبة لهم. وأكد ممثل الجبهة الشعبية هو الآخر أن الشأن الفلسطيني يقرره الشعب الفلسطيني وحده، وهو نفس ما ذهب إليه ممثل الجبهة الديمقراطية الذي قال» نحن شعب واحد موحد ومقاومته موحدة وآن الأوان لتشكيل قيادة موحدة ولا نصر لنا إلا بوحدتنا». أما القائم بالأعمال بسفارة جنوب إفريقيا بالجزائر فقد قال من جهته أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل ضمن إطار حل الدولتين، مضيفا أن استمرار العدوان الصهيوني أجبر دولة جنوب إفريقيا على التدخل ضمن ولاية محكمة العدل الدولية. وبعد أن استعرض الخطوات القانونية التي قامت بها بلاده اعتبر الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية بالغ الأهمية، مشددا على أن بلاده ستواصل العمل في هذا الاتجاه لحماية الشعب الفلسطيني، وحيا بالمناسبة موقف الجزائر والرئيس تبون.