ابتكرت مجموعة من الجامعيين جهاز روبوت للتأهيل الوظيفي يساعد على إعادة تأهيل اليد والقدم بشكل دقيق، وسيوجه هذا الابتكار للرياضيين وخاصة لاعبي الرياضات الجماعية على غرار كرة القدم، خاصة وأنه يتيح أيضا فرصة الاسترجاع بسرعة بعد بذل مجهودات بدنية عند نهاية المباريات. وخلال يوم مخصص للتوجيه والإرشاد لحاملي المشاريع في مجال الصحة والتكنولوجيا، نُظم أمس على مستوى تكنوبول هضبة قسنطينة بجامعة صالح بوبنيدر، بمشاركة مديرية الصحة وعميد كلية الطب ومراكز البحث، أكد بن معاوية عبد الله، صاحب مشروع روبوت إعادة التأهيل الحركي للجهة العلوية والسفلية، أنه تمكن من ابتكار هذا الجهاز في ظرف 4 أشهر، رفقة فريق يتكون من 5 أشخاص فقط، ويتعلق الأمر بكل من الأستاذ يخلف عامر، غربوج عبد الستار، غلادي نجيب، وبخبوس زكرياء وجلهم متخرجون من جامعة الإخوة منتوري. وأوضح المبتكر الشاب، بأن الجهاز الجديد يحتوي على جزء ميكانيكي وجزء للتحكم عن بعد، مخصص لعضلة الذراع، ومزود بواجهة تحكم عن بعد سواء من حيث السرعة أو الزاوية أو عدد الدورات والحركات، كما يحتوي على جزء آخر مخصص لبيانات المريض، إضافة إلى أرشفة البيانات، ليكون الطبيب غير ملزم مرة أخرى بإعداد تقرير عن حالة المريض فيكتفي بالمعلومات الموجودة قبل مواصلة العلاج. واعتبر المتحدث، أن الروبوت أكثر دقة خلال عملية التأهيل الوظيفي مقارنة بالعلاج الطبيعي، منبها أن سرعة الحركة والزاوية المراد الوصول إليها لا يمكن للمعالج الطبيعي التفطن لها، لأن الجهاز مزود بمحرك يحتوي على شريحة ذكية تقرر الزاوية والسرعة وعدد الحركات المناسبة وفق حالة الخاضع للعملية. الروبوت مزوّد أيضا بحساس مخصص للتوقف الفجائي، ويستعمل عند شعور المعالج بآلام فيشتغل زر أحمر قبل أن يتيح التوقف الفجائي والسريع. ويوجه هذا الابتكار للأطباء والمعالجين في مجال التأهيل الوظيفي، ويفيد الأشخاص الذين تعرضوا لكدمات أو كسور على مستوى اليد أو القدم وكذا بالنسبة للرياضيين، حسب المتحدث، الذي أضاف أنه وبقية أعضاء الفريق يقومون بشرح كيفية استعمال الروبوت للطبيب فيما يتكفل هو بالباقي وذلك حسب حالة المريض خاصة وأن الطبيب لديه أفكار أخرى أدرى بها تساعد في عملية الشفاء. وأفاد صاحب المشروع أنه وبقية أعضاء الفريق، يمكنهم إنتاج 7 أجهزة شهريا، خاصة وأن الفريق يتكون من مختصين في التصميم والميكانيك وغيرهما من الاختصاصات، إلا أنه يمكن الدعم بأشخاص آخرين بغية رفع طاقة الإنتاج في حالة الطلب على هذا الابتكار مستقبلا. أما بخصوص تسويق المنتج، فقد أوضح المصدر أنه عُرض على الزبائن في بعض المعارض نموذج أولي للروبوت مخصص للتأهيل الوظيفي على مستوى اليد، ولقي تجاوبا وإقبالا كبيرا من طرف المهتمين، خاصة من طرف الرياضيين والأندية الرياضية والذين يلجؤون كثيرا للمعالج في التأهيل الوظيفي، وبعد نصائح واقتراحات بضرورة ابتكار روبوت مخصص للتأهيل على مستوى القدم، تم تصميم هذا الابتكار خاصة وأنه أكثر طلبا نظرا لكثرة الإصابات على مستوى القدم مقارنة باليد، مضيفا أنه سيتم إنجاز نموذج نهائي في القريب العاجل، لكنه قال إن الابتكار بحاجة للتمويل من أجل تطويره وتحسينه أكثر. من جانبها أكدت الأستاذة صالحي وداد، مسيرة تكنوبول هضبة قسنطينة وعضوة اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية، أنه تم تنظيم يوم للتوجيه والإرشاد في إطار المرافقة المستمرة لحاملي المشاريع الإبتكارية والمؤسسات الناشئة الموطنة على مستوى التكنوبول من أجل تسهيل إنشاء هذه المؤسسات وكذا تسريع نمو تلك في السوق. وأوضحت صالحي أن الفعالية خاصة بالمؤسسات الناشئة والمشاريع الإبتكارية في مجال الصحة والتكنولوجيا وذلك بحضور ومشاركة خبراء في الصحة يتقدمهم عميد كلية الطب ورئيس مصلحة العظام بالمستشفى الجامعي محجوب بوزيتونة، بمشاركة باحثين من مركز البحث في الميكانيك بقسنطينة، والأرضية التكنولوجية متعددة التقنيات. ويهدف هذا اللقاء حسب المتحدثة، إلى تقديم الإرشاد والنصح لأصحاب المؤسسات حاملي المشاريع الإبتكارية في مجال الصحة، متحدثة عن بعض المشاريع المهمة على غرار روبوت التأهيل الوظيفي للأطراف العلوية والسفلية، تطبيقات في مجال الصحة، وجهاز استشعاري لقياس ومتابعة مستوى السكر دون وخز، إضافة إلى ابتكارات أخرى تُقدم خدمات التمريض.