24 جريحا في مواجهات بالأسلحة البيضاء بين عمال من جناحي منادي و قوادرية جماعة منادي تقتحم بوابات المركب و مقر النقابة بالقوة و قوادرية يلجأ إلى العدالة خلفت مواجهات اندلعت صبيحة أمس بين عمال محسوبين على جناح قوادرية و نظرائهم من صف منادي 24 جريحا من مستخدمي مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة ، و ذلك بعد المعارك التي تجددت بين الجناحين عند البوابة الرئيسية لمركب الحجار، لأن عيسى منادي عاد في الصبيحة إلى المركب، و كان مرفوقا بنحو 50 شخصا. و قد حاول أعوان الحراسة منعه من الدخول، لتجنب صدامات مع المحسوبين على قوادرية، لكن الأوضاع أخذت منحى آخر، عندما أصر منادي و جماعته على ضرورة الدخول، غير مبالين بتعليمات فرقة الأمن الداخلي ، الأمر الذي تسبب في إندلاع مواجهات، استعملت فيها العصي و الهراوات، فضلا عن الخناجر و السيوف، سيما و أن جناح قوادرية كان يترقب الوضع عن قرب، قبل أن تدخل مجموعة منه حلبة الشجار، في محاولة لمنع منادي و جماعته من الدخول إلى المركب، لتكون الحصيلة 24 جريحا، حول ثلاثة منهم إلى مستشفى الحجار. هذه المناوشات التي استعملت فيها الأسلحة البيضاء على إختلاف أنواعها كانت إمتدادا للصراع الذي اندلع بين الجناحين أول أمس الأحد، على اعتبار أن منادي أعرب عن نيته في استعادة منصبه كأمين عام للفرع النقابي لعمال مركب أرسيلور ميطال، و هي النية التي جسدها بالتحاقه أمس الإثنين بالمركب برفقة عشرات الأشخاص المحسوبين على صفه، و الذين كسروا البوابات الخارجية للمركب، و توجهوا صوب مقر المديرية العامة. و قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية رددوا خلالها شعارات تدين تصرفات الأمين العام الحالي للفرع النقابي إسماعيل قوادرية، مع المطالبة برحيله الفوري، و قاموا مقابل ذلك برفع منادي على الأكتاف، و المطالبة بضرورة عودته إلى أمانة الفرع النقابي. و توجه منادي و جماعته إلى مقر النقابة، حيث قاموا بكسر البوابة الخارجية للمقر، و اقتحام المكاتب، في غياب المحسوبين على جناح قوادرية الذين كانوا قد قرروا غلق الفرع النقابي منذ ظهيرة أول أمس ، على خلفية المناوشات التي كانت قد اندلعت بين العمال بمجرد عودة منادي إلى المركب، الأمر الذي تسبب في حدوث فوضى عارمة داخل مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة طيلة يوم أمس، لأن إقدام جماعة منادي على اقتحام البوابة الرئيسية للمركب، و الدخول في مواجهات بالأسلحة البيضاء مع المحسوبين على جناح قوادرية، قبل اكتساح مقر الفرع النقابي الذي كان مغلقا جعل العمال يهتمون أكثر بتطورات الوضع داخل المركب. إلى ذلك، أكد الأمين العام للفرع النقابي إسماعيل قوادرية في اتصال مع " النصر " بأن عودة منادي إلى المركب أمس كانت بنية الدخول في مواجهات بالأسلحة مع أعضاء الفرع النقابي الحالي، موضحا في هذا السياق بأن الأمين العام السابق لنقابة المركب كان قد استعان بأشخاص من خارج الكتلة العمالية للمؤسسة، و استغلهم لإقتحام البوابة الخارجية للمركب، في محاولة لضرب إستقرار المؤسسة، و زرع الفتنة في أوساط العمال، بتفجير غليان عمالي ضد النقابة على حد قوله.و لم يتردد قوادرية في معرض حديثه للنصر في التهجم على من أسماهم بمجموعة المعارضة التي تحاول ضرب إستقرار المركب، و توجيه أصابع الإتهام مباشرة لمنادي، و صرح " منادي يعلم جيدا بأنه خسر كل شيء، بعد نهاية عهدته البرلمانية و كذا إقالته من رئاسة إتحاد عنابة، و هو يحاول بشتى الوسائل العودة إلى الفرع النقابي من أجل ضمان تواجده في الواجهة، و تجنيب الجهات الأمنية و القضائية جره إلى أروقة العدالة، كون اسمه كما أضاف كان قد ورد في العديد من ملفات الفساد التي طرحت على طاولة المحكمة، خاصة قضية النفايات الحديدية، تسيير لجنة الخدمات الإجتماعية للمركب، و الإعانات المالية الضخمة التي كانت تمنح لإتحاد عنابة سواء من إدارة المركب أو من أصحاب شركات المناولة ".بالموازاة مع ذلك فقد أودعت المديرية العامة لأرسيلور ميطال شكوى رسمية ضد منادي و جماعته، لدى وكيل الجمهورية بمحكمة الحجار الإبتدائية، و كذا فرقة الدرك الوطني بسيدي عمار، و ذلك على خلفية الإقدام على إقتحام البوابات الرئيسية للمركب بإستعمال العنف، و هي الشكوى التي حملت رقم 1572. هذه المعطيات توحي بأن مركب الحجار أصبح منذ مطلع الأسبوع الجاري يتواجد على صفيح ساخن، و الوضعية على مستواه تنبئ باحتدام الصراع بين جناحي قوادرية و منادي في سيناريو يعد حلقة ثانية من مسلسل صائفة 2009، لأن الخلاف بين الطرفين كان قد طفا على السطح بسبب منصب الأمين العام للفرع النقابي، و قد بلغ ذروته بتراشق التهم، و بلوغ حرب البيانات ذروتها، لكن منادي يراهن هذه المرة على إنشاء " جناح تصحيحي " يتشكل من نقابيين و عمال من مختلف الوحدات لسحب البساط من تحت قدمي قوادرية، في الوقت الذي قرر فيه الأمين العام الحالي للفرع النقابي تنظيم تجمع عمالي في حدود الساعة العاشرة من صبيحة هذا الثلاثاء أمام مقر الفرع النقابي في محاولة لتوضيح الرؤية أكثر للعمال بشأن الإنقسامات التي حصلت في أوساط الكتلة العمالية بمجرد عودة منادي إلى المركب.